[زارع المحبة]

سيدتي الفاضلة موضوعك يحتاج لكلام كثير ونقاش طويل وأنا على يقين أنني مهما فعلت فلن أنْصِفه أو أوَفـّـيه حقه , ولكن الحكمة تقول :

" ما لا يدرك كله لا يترك جله "

ومن حقي , ومن واجبي أيضا أن أقدم للناس نصيحتي وخلاصة تجربتي في هذه الحياة .

فأصدق عبارة قرأتها في موضوعك هي قولك :

"فهناك نماذج لاناس تزوجت عن حب وفشلت.....
وهناك اناس تزوجوا بدون حب واستقامت حياتهما........."

أقول :
لذلك علينا نحن أن نبحث لماذا هذا أو هذه نجحت حتى مع عدم وجود حب سابق؟؟
ولماذا هذا أو هذه فشلت رغم وجود حب سابق ؟؟؟
هذا هو لب الموضوع , وهذا هو الذي ينبغي علينا أن نناقشه ونبحث فيه .
فأما الذين تحدثتِ عنهم أنهم تزوجوا عن حب وفشلوا في زواجهم فلأنهم لم يهتموا بحبهم ولم يرعوه حتى ذبُــل ومات .
وأما الذين تحدثتِ عنهم فقلتِ إنهم تزوجوا دون حب مسبق ونجحوا في زواجهم فلأنهم استطاعوا إنشاء حب جديد وتمكنوا من رعايته والاحتفاظ به غضا طريا.
فالحب ـ يا سيدتي ـ لا ينزل علينا من السماء كالمطر, ولا يتساقط علينا مثل الثلج , وإنما نحن هم الذين نزرعه ونتعاهده ونعتني به .
هل رأيتِ يوما مزارعا ولاحظت كيف يعتني بشجيرته الجميلة التي يحبها وكيف يتعاهدها بالسقاية والرعاية ويُـبعد عنها الطفيليات والآفات الضارة ؟
وهل رأيت أمًّــــــا لك أو قريبة أو جارة كيف تعتني بوليدها الصغير وتمده بالرعاية وتحيطه بالاهتمام ؟
فكذلك الحب ـ سيدتي ـ يحتاج منا إلى الرعاية والحماية والاهتمام المتواصل .
ولعل الفرق الوحيد بين الوليد الذي ذكرته لك سابقا والحب أن الوليد يأتي يوم يكبر فيه ويستغني عن رعايتنا له واهتمامنا به , أما الحب فلا يكبر, بل إنه حتى وإن كبُر فسيبقى محتاجا للرعاية .
لذلك فوصيتي لك هي لا تهتمي كثيرا بوجود الحب قبل الزواج أو عدم وجوده , وإنما اهتمي أكثر بكيف تزرعين هذا الحب؟ وأين تزرعينه ؟ وكيف تحافظين عليه عندما ينبت , حتى يُـــــزهر ويثمر[1] ؟


[1] ) إن أردت اسأليني: أين تزرعين وكيف تحافظين ؟ وسأجيبك في فرصة أخرى إن شاء الله .