
17-04-2011, 04:57 PM
|
 |
قلم برونزي
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2010
مكان الإقامة: فلـــــــ قطاع غزة الحبيب ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 1,308
الدولة :
|
|
رد: ذكريات لاتنسى في الذكرى السابعة لاستشهاد د .الرنتيسي
اللحظات الأخيرة في حياة أسد فلسطين
* كما يرويها نجله محمد *

بعد جولة من العمل المضني طوال النهار والليل لخدمة حركته وقضيته التي عاش من أجلها عاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة حوالي الساعة الثالثة فجر يوم السبت 17 نيسان إلى منزله لأن أخاه صلاح قادم من خانيونس لرؤيته والسلام عليه
"المنزل الذي يقع في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة لم يدخله صاحبه منذ أكثر من أسبوع " يقول نجله محمد (25 عاما) الذي بدا متماسكا قويا و يضيف " أختي إيناس أيضا كانت تريد رؤيته و طلبنا منه عدم الخروج يومها وقضاء ساعات معنا ، فقد كان يأتي إلى المنزل قرب منتصف الليل ويغادره قبل الفجر و بعد إلحاحنا وافق و أرسل في طلب أختي الثانية أسماء لرؤيتها" .
وقال محمد إن والده قضى الليل يتحدث مع العائلة المشتاقة إليه و لا تراه إلا قليلا بسبب ملاحقة جيش الاحتلال لوالده لاسيما بعد فشل محاولة اغتياله في حزيران 2003 و اغتيال الشيخ ياسين في شهر آذار " و أضاف "جلس يتحدث عن زواج أخي أحمد الذي أصيب خلال محاولة الاغتيال و ذلك بعد أن حصل على قيمة مدخراته من الجامعة الإسلامية التي كان يحاضر فيها و وزع قيمة مدخراته حيث سدد ما عليه من ديون و اقتطع مبلغا من المال لزواج أحمد (21 عاما) و قال لنا الآن أقابل ربي نظيفا لا لي و لا علي !!"

استيقظ الرنتيسي أسد فلسطين كما يصفه ناشطي حماس و اغتسل ووضع العطر على نفسه وملابسه و قال محمد "أخذ أبي ينشد على غير عادته نشيدا إسلاميا مطلعه (أن تدخلني ربي الجنة هذا أقصى ما أتمنى) " وأضاف " التفت إلى والدتي و قال لها إنها من أكثر الكلمات التي أحبها في حياتي !! ".
مرافقه أكرم منسي نصار (35 عاما)– لم يتصل بالدكتور الرنتيسي منذ مدة طويلة تصل إلى أسبوعين و إنما كان ينسق بعض تحركاته وفق شيفرة معينة لبعض التنقلات و زارنا يوم السبت في المنزل بعد العصر و تحدث مع والدي قليلا و اتفقا على الخروج !! .
فعلا قبل آذان العشاء بقليل خرج الرنتيسي برفقة نجله أحمد الذي كان يقود السيارة من نوع سوبارو ذات نوافذ معتمة كما هو متفق عليه من منزلهم متنكرا بلباس معين و أوصله إلى مكان محدد في مدينة غزة متفق عليه سابقا ، وبعد دقائق وصل إلى المكان سيارة سوبارو أخرى يستقلها أكرم نصار و يقودها أحمد الغرة الذي يعمل بشكل سري ضمن صفوف كتائب القسام ، بهدوء انتقل الرنتيسي من سيارة نجله إلى السيارة الأخرى التي انطلقت به مسرعة إلى هدف لم يحدد لكن صاروخين من طائرات الأباتشي الإسرائيلية كانت أسرع من الجميع .

محمد كان على علم بما هو مخطط لخروج والده وقال " عندما سمعت صوت القصف اتصلت سريعا بأخي أحمد لأطمئن ورد علي وهنا اطمأنيت قليلا و لكن يبدو أن أحمد كان يدرك ما حدث و انتظر حتى يتأكد من الأمر حيث عاد إلى المكان و شاهد السيارة المشتعلة تحولت إلى ركام و أيقن بما جرى " .
و أضاف محمد أسرعت إلى مكان القصف و عندما شاهدت السيارة علمت أن والدي بين الشهداء رغم ما حاوله البعض من التخفيف بالقول إنه جريح " .

وكذا زوجة الرنتيسي أم محمد ، التي لا تقل عن زوجها في النشاط الإسلامي، استقبلت النبأ بكل قوة و عزيمة ، فبقول محمد "والدتي قالت بعد سماع الخبر الحمد لله و أخذت بالتسبيح و التهليل ، شقيقتي أجهشت في البكاء لكننا جميعا متماسكون هذا قدرنا و نحن راضون بقضاء الله " .

* كما يرويها الشاهد العيان الذي كان ممن سارعوا إلى إنقاذ الشهيد :
"حين أخرجناه من السيارة كان لا يزال فيه بقية من روح وكان لسانه يردد عبارة التوحيد فيما كان يومئ برأسه إلى أحد جيوبه ما أثار دهشتنا في وقت كنا مشغولين فيه بإخراجه من السيارة المشتعلة".
بهذه العبارة وصف الشاب ر.خ 30 عاما من حي الشيخ رضوان بغزة اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد القائد عبد العزيز الرنتيسي.
وأضاف ر.خ الذي كان ثالث ثلاثة تسابقوا لإنقاذ الرنتيسي ومرافقيه بعد قصف سيارته على طريق شارع اللبابيدي على بعد أمتار من منزله في الشارع " ما أن وصلنا حتى أصابنا الخوف والفزع من هول المشهد فترددنا من الاقتراب من السيارة خاصة وأن الطائرات التي أطلقت صاروخا واحدا باتجاه السيارة مازالت تحلق في المنطقة وكان من الممكن أن تطلق صواريخ أخرى باتجاه السيارة، ولكن وسرعان ما حسمنا أمرنا وتقدمنا نحو السيارة وفي لحظات تمكننا من فتح الباب الخلفي للسيارة، ففوجئنا بالدكتور الرنتيسي مضرجا بدمائه، وكان الدم ينزف من جميع جسده، فقمنا بسحبه من الكرسي الخلفي حيث كان يجلس بمفرده، وكان مرافقه وسائقه يجلسان في مقدمة السيارة وقد تحول جثماناهما إلى أشلاء لدرجة أنه كان من الصعب التعرف على أي منهما.
وأضاف ر.خ أن الشهيد الرنتيسي كان يردد الشهادتين وقد سمعناه بوضوح ثم ما لبث أن أومأ برأسه إلى الجاكيت التي كان يرتديها بحركات أثارت دهشتنا واستغرابنا في وقت كنا منشغلين بإنقاذه ثم فهمنا مقصده فنزعنا الجاكيت عن جسده وإذ بنا نجد مبلغا كبيرا من المال وبعض المصاغ الذهبي عرفنا فيما بعد أنها أمانة لحركة حماس تبرع بها فاعل خير، فأودعناها لدى أحد الجيران في المنطقة إلى أن جاء أفراد من الحركة في هذه الأثناء نقلنا الرنتيسي في سيارة كانت تمر من المكان إلى المستشفى وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة.
ويقول ر.خ إنه كان يرى الرنتيسي على شاشات الفضائيات وكان يعرف بانه قمحي البشرة ولكن بعد اصابته كان وجهه ناصع البياض كقطعة الثلج وكان رغم جراحه الخطيرة وحالته الحرجة يردد الشهادتين وعندما قمنا بخلع الجاكيت عن جسده أحسسنا وكأنه ارتاح نفسيا واطمأن على الأمانة الموجودة معه وواصل ترديد الشهادتين حتى تم نقله في السيارة موضحا أنه عرف فيما بعد أن الجاكيت كان بها مبلغ كبير من الدولارات ومصاغ ذهبي.
ويضيف ر. خ : أن رائحة المسك أخذت تنبعث من دمه الطاهر، مضيفا أنه مازال يحتفظ بقطرات من دمه على منديل ورقي في إناء بمنزله، وما زالت رائحة المسك تعبق في أرجاء المنزل.
__________________
يارضى الله ويارضى الوالدين
|