ومما يضعف الانتماء العام المسائل والأغلوطات التي يتشاغل بها كثير من طلبة العلم ؛ كمسألة العذر بالجهل ، فقد أصبح كثير من الجماعات الإسلامية وطلبة العلم يفرزون إلى مجموعات : هؤلاء يعذرون ، وهؤلاء لا يعذرون ، أو مسألة الحاكمية مثلاً وما يتعلق بها ، انقسموا أقساماً كثيرة بسبب اختلافهم في هذه القضية التي فيها مجال للاجتهاد ، أو مسألة دخول العمل في مسمى الإيمان ، هل يدخل أولا يدخل ؟ ولم تتحول هذه القضايا إلى قضايا علمية تبحث بهدوء و بنفس راضية ، وتدارس للأدلة والوجوه ، إذ لو كان الأمر كذلك لكان مطلوباً ، ولكن المسألة تحولت إلى نوع من التجاذبات والتحزبات ، حتى إن كثيرين ربما لا يتقنون هذه المسائل ولا يعرفون أبعادها ولا أدلتها ، ولا درسوها ، لكن هؤلاء تعصبوا لهذا ، وهؤلاء تعصبوا لهذا ، وترتب عليه قبولهم بهذا القول أو ذاك .
إن هناك عوامل كثيرة تدعونا إلى ترميم وحدة الأمة على الأقل من الناحية النظرية ، من هذه العوامل :
1/ التمزقات والفتن الداخلية التي تعصف بالمسلمين ، وتجعلهم يضطربون إزاء كل قضية مستجدة تطرأ عليهم .
2/ التحديات الخارجية، والمتمثلة -على وجه الخصوص- فيما نسميه (العولمة) عولمة السياسة، والاقتصاد ، والثقافة ، والقيم ، وأخيراً عولمة القوة .
إن الطريق - أيها الأحبة – طويل، ويحتاج إلى تربية وإعداد وبناء ، ولا يجوز أن تسيطر
المصدر: موقع الإسلام اليوم