عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-03-2011, 12:37 PM
صديقة الدموع صديقة الدموع غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 634
الدولة : Algeria
59 59 كلامه و سكوته و ضحكته و بكاؤه

كلامه و سكوته و ضحكته و بكاؤه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


إتصف صلى الله عليه وسلم بصفات لم تجتمع لأحد قبله ولا بعده ، كيف لا وهو خير الناس وأكرمهم عند
الله تعالى .

فقد كان صلى الله عليه وسلم أفصح الناس ، وأعذبهم كلاماً وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقا حتى إن

كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويأسر الأرواح ، يشهد له بذلك كل من سمعه.

وكان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع،

بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولهاما كان

رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل

يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه .

وثبت في ( الصحيحين ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله

عليه وسلم أنه قال ( بعثت بجوامع الكلام ) وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليفهمه

السامع و يعقله عنه ، ففي البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا تكلم

بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى يفهم عنه ، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم ثلاثاً .

و كان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان إذا تكلم

افتتح كلامه واختتمه بذكر الله، وأتى بكلام فَصْلٍ ليس بالهزل ، لازيادة فيها عن بيان

المراد ولاتقصير ، ولا فحش فيه ولا تقريع أما ضحكه صلى الله عليه وسلم فكان تبسماً ،

وغاية ما يكون من ضحكه أن تبدو نواجذه ، فكان يَضْحَك مما يُضْحك منه ، ويتعجب مما

يُتعجب منه .

وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه ، فلم يكن بكاءه بشهيق ولا برفع

صوت ، كما لم يكن ضحكه بقهقهة ، بل كانت عيناه تدمعان حتى تهملا ، ويُسمع لصدره

أزيز ، وكان صلى الله عليه وسلم تارة يبكى رحمة للميت كما دمعت عيناه لموت ولده ،

وتارة يبكي خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارة تفيض عيناه من خشية الله ، فقد بكى

لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه (سورة النساء )

وانتهى إلى قوله :

تعالى { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً } ( النساء:41 ).

وتارة كان يبكي اشتياقاً ومحبة وإجلالاً لعظمة خالقه سبحانه وتعالى.

وما ذكرناه وأتينا عليه من صفاته صلى الله عليه وسلم غيض من فيض لا يحصره مقال

ولا كتاب ، وفيما ألمحنا إليه عبرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً والحمد لله أولاً وأخيرا ..
حفظكم الله
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.47%)]