قول عنترة العبسي - قيمتها ( الشجاعة والبسالة في كل نازلة ) :
إِذَا كَشَـفَ الـزَّمَـانُ لَكَ القِنَـاعَا ........وَمَدَّ إِلَيْـكَ صَـرْفُ الدَّهْـرِ بَـاعَا
فَـلاَ تَـخْشَـى المَنِيَّــةَ وَالتَقِيْـهَا ........ وَدَافِـعْ مَا اسْتَطَـعْتَ لَهَـا دِفَـاعَا
وقال بيته المشهور
ولقد أبيت على الطوى وأظلـه .. حتى أنال به كريم الـمـأكـل
والخيـل تعلـم والفـوارس أننـي .. فرقـت جمعهـم بطعنـة فيصـل
وقال
إذا بلغ الفطام لنا صبيّ .. تخرّ له الجبابر ساجدينا
وقال
إن الأفاعي -وإن لانت ملامسها - ... عند التقلّب ، في أنيابها العطب

وقال حمزة بن الضليل البلوي:
لقـد أفحمت حــتى لسـت أدري أسعـــد الله أكـــثر أم جـــذام
* ومـن يقصــد بناقتــه لئيمــاً يصـيـر منه إلى خفـــي حنــــين
* فهو الــذي قيــــل لـــه (أنجــــز حـــر ما وعــــد)
* و على الخبـير بها سقطت فـلا تـرم عنه و مـن لك بالخبـــير المخـــبر
* صـار البغـاة بزاة حائمين على الأفا ق في وقتنــا و استنـــوق الجمــل
* و مـا أمللـتَ مستمعــاً فزدنـي كما قد قيـــل محسنـــة فهيــلي
* شــب عمرو كما يقـال عن الطـو ق فـــلا طــاقة لـــزيد بعمـرو
* القـوم طّبــون فيما يفعــلون فما تعصى عليهـــم من الأحــوال أدواء
* تكـف بمـا تلقــاه دون تكـفف ( فغثــك خـير من سمــين سـواكا)
* تمس أخـا الحـلم الضــرورة ثم لا تنـزلـه عن عفــــة و تـــورع

اًخترت لكم من خير الشعر الحِكَميِّ وأبلغه.
1ـ زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ
ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ
2ـ وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ لـه
فإنَّ معناه في التحقيق فِقْــدانُ
3ـ يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً
بالله هل لخراب العمر عمران ؟
4ـ وياحريصاً على الأموالِ تجمعُها
أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟
5ـ زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها
فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ
6ـ وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُهـا
كما يُفَصَّل ياقـوتٌ ومَرْجــانُ
7ـ أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ
فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسـانُ
8ـ يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه
أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ ؟
9ـ أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسـانُ
10ـ وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في
عُروضِ زَلّتِه صَفْـحٌ وغُفـرانُ
11ـ وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ
يرجو نَـداك فإنَّ الحرَّ مِعْـوانُ
12ـ واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً
فإنه الرُّكـْنُ إن خانَتْكَ أرْكـانُ
13ـ من يتق الله يُحمَد في عواقبه
ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا
14ـ من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ
فإنَّ ناصِـرَه عَجْـزٌ وخِـذْلانُ
15ـ من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له
على الحقيقةِ إخـوانٌ وأخْـدانُ
16ـ من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً
إليه والمـالُ للإنسـانِ فَتَّـانُ
17ـ من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم
وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ
18ـ من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا
وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ
19ـ من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً
أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ
20ـ من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً
لأن سـوسَهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدوانُ
21ـ ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ
فَجُـلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَـوَّانُ
22ـ من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له
علـى حقيقـةِ طَبْـعِ الدهرِ بُرهانُ
23ـ من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه
ندامـةً، ولِحَصْـدِ الـزَّرْعِ إبَّـانُ
24ـ من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي
قميصِـهِ منهُـمُ صـلٌّ وثُعبــانُ
25ـ كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه
صحيفـةٌ وعليهـا البِشْـرُ عُنْوانُ
26ـ ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم
ينْـدَم رفيـقٌ ولـم يَذْمُمْـهُ إنسانُ
27ـ ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ
فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المـرءِ بُنْيـانُ
28ـ أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ
فلن يَدومَ على الإحســانِ إمكـانُ
29ـ فالروض يزدان بالأنوار فاغمة
والحـرُّ بالعَـدْلِ والإحسـانِ يَزْدانُ
30ـ صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه
فكـلُّ حـرِّ لحـرِّ الوَجْـهِ صَـوّانُ
31ـ فإنْ لقيـتَ عَدُواً فالْقَـهُ أبـداً
والوَجْـهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّـانُ