[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقدم هذا الموضوع كهدية متواضعة جدا للأخت الكريمة "شروق الاجزجي" اعترافا مني بفضلها وتقديرا لما تقوم به من أعمال جليلة ومجهودات جبارة لإنجاح هذا القسم . فأرجو أن تتقبل هديتي وتجيب على أسئلتي .

أسمع الكثيرين ممـن حولي يقولون:

{المرأة ضعيفة وقاصرة , فهي لا تصلح لقيادة ولا ريادة . }

وأود أن أسأل : هل المقصود بالمرأة امرأتنا نحن فقط أي (العرب المعاصرين ! )؟ أم المرأة عموما ؟
ذاك أني أرى أمما أخرى ارتفعت فيها المرأة إلى أعلى المستويات بل رفعت أمما وشعوبا وقادتـْها نحو التقدم والرقي , ولم يُرى عليها أثر لضعف أو عجز أو قصور أو تقصير .
فهل رأيتم عجزا باديا على"أنجلا مركل" في قيادتها لألمانيا ؟ وهل وجدتم قصورا أو تقصيرا ملحوظا على "كندليسا رايْس[1]" أو زميلتيْها : سواء التي سبقتها " مادلناولبريت"أو التي لحقتها "هلري كلنتن" في قيادتهن لخارجية أمريكا ؟
وهل عانت"تاتشر" من ضعف أيام قيادتها لدولة عظمى كبريطانيا ؟ لقد كانت توصف بالمرأة الحديدية وهذا كناية عن عدم وجود أي ضعف أو عجز أو وهن , وإنما صلابة وقوة وتماسك ......
قد تقولون لي من تحدثتَ عنهن(ياكركور) طبيعتهن مختلفة فهن :
1ـ غير مسلمات.
2ـ غير عربيات .
3ـ يعشن خلف البحار.
فأقول : نعم صدقتم , ولكن :
1ـ متى كان الإسلام ضد الحرية ؟
2ـ ومتى كانت العروبة ضد الديمقراطية ؟
3ـ ومتى كان البحر عائقا أمام قول الحق أو العمل به ؟
فمع أنني لست مسـَــلِـّما بذلك , لكن لا بأس , دعنا من الأنجاس , ولننظر في تاريخنا , فنجد بلقيس[2] ( ملكة سبأ ) قد سادت وقادت,ووجهت قومها نحو كل خير , وتوجت أعمالها الجليلة بإعلان إسلامها واتباعها لنبي الله سليمان عليه السلام , حيث قالت :

{ وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } آية 44 سورة النمل.

ذكرتُ بلقيس كنموذج فقط , وهناك المئات بل الآلاف غيرها , ممن

تولـَّين القيادة فشـُرِّفن وشـَـرَّفن ......
وبالعكس رأينا الكثير من الرجال في الشرق تولوا القيادة فأفسدوا أكثر مما أصلحوا . هل تقبلون مثالا على ذلك " حسني مبارك " الذي قلتم إنه أخّــر البلاد عشرات السنين إلى الوراء عوض أن يتقدم بها إلى الأمام , وعوض أن يكون مباركا كان مشؤوما ؟ أو "معمر" الذي لم يعمّر وإنما خرب ودمر , خرب بلدا ودمر شعبا ؟ أو "عبد الله صالح" الذي أفسد ولم يصلح ؟ أم "بن علي" الذي لم يعلو يوما , وإنما استمر في النزول , حتى كان في الحضيض الأسفل ؟
لا أدري كيف سيكون جوابكم على سؤالي أو ردكم على موضوعي , أما أنا فأعتقد أن الرجال هم من أصبحوا لا يصلحون لقيادة ولا سيادة (مع الأسف الشديد) فلِم لا نجرب قيادة وسيادة النساء هذه المرة ؟؟؟؟؟؟؟ لم لا نجرب ؟ فالتجربة أصدق دليل .
أما أنا فعهد عليّ أنه لو ترشحت أمرأة ـ في أي بلد عربي كان ـ لأصوتن عليها ...حتى لو كانت أم عبد الله !

أنتظر تعليقاتكم وخاصة الأخت الكريمة " فاديا " التي خالفتُ وجهةنظرها تماما فيما قالته في موضوعهاالمميز" إنها الطبيعة ولكن لا بأس "
فهل ستبقى على رأيها السابق؟ أم تعدِّل فيه , فقد أصبحنا في عصر الانترنت وليس عصر الكهوف ؟

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[1] ـ قد أخطئ في تعريب هذه الأسماء الأعجمية فمعذرة .

[2] تجدون قصتها في كتب التاريخ , أو في تفسير سورة النمل بدأ من آية رقم 22