وهذا أبو بكر الصديق خليفة رسول الله، يقول في خطابه الأول للمسلمين بعد أن بايعوه على الخلافة والحكم "أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني.. إلى أن قال.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
وهذا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يقول يوماً على منبره: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقوّمه. فيجيبه أحدهم لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد سيوفنا، فلا يزيد أن يقول الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه. فأية قداسة لهذا الخليفة وأية سيادة لهذا الأمير، مع أنهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، والمسلمون والعالم كله يعرف من هو أبو بكر ومن هو عمر..
وقوله في كتاب وجهه إلى عموم ولاته: "أيها الناس إن الله عظيم حقه فوق حق خلقه فقال فيما عظم
من حقه (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)(الآية) ألا
وأني أبعثكم أمراء لا جبارين ولكن بعثتكم أئمة الهدى، يهتدى بكم فردوا على المسلمين حقوقهم ولا
تضربوهم فتذلوهم، ولا تجمِّروهم(حبسهم) فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفِّروهم، ولا تنزلوهم
الغياض فتضيعوهم" ولا تحمدوهم فتفتنوهم ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ولا
تستأثروا عليهم فتظلموهم"، ولا تجهلوا عليهم، وقاتلوا بهم الكفار قدر طاقتهم فإذا رأيتم بها كلالة
فكفوا عن ذلك فإن ذلك أبلغ في جهاد عدوكم.
وأخيراً أقول : على فرض صحة هذه الزيادة ، فقطعاً ليس المقصود ما يفهمه هؤلاء ، بل المقصود المبالغة في طاعة الحاكم المسلم العادل ، وعدم المبادرة إلى الخروج عليه عند اختلاف وجهات النظر في تحقيق محل الظلم ..
أي أن الحديث لا يتحدث عن أكل المليارات وموالاة الكفار ، ولا عن منهجة التعذيب والظلم والتجبر وتعطيل كتاب الله تعالى وسنة نبيه.
اللهم قد بلغت فاشهد.
في حفظ الله.