السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
***
قال الله تعالى: { ياأيُّها الَّذين آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يَكُنَّ خيراً منهنَّ ولا تَلْمِزوا أنفُسَكُم ولا تنابَزوا بالألقابِ بئْسَ الاسْمُ الفسوقُ بعد الإيمانِ ومن لم يتُبْ فأولئك همُ الظَّالمون } الحجرات: 11.
إن الآية الكريمة تشير إلى ضرورة تجنُّب أمور ثلاثة فيها كلُّ الإساءة إلى المجتمع الإيماني؛ وهي السخرية، واللمز، والنَّبْز. فالسخرية هي أن ينظر الإنسان إلى أخيه بازدراء ويسقطه عن درجته، واللمز هو ذِكر ما في الرجل من عيب في حضوره أو في غيبته، والنَّبْز هو أن يضيف إليه وصفاً يوجب بُغضه والحطَّ من منزلته،
ـ نهى الله تعالى المؤمنين عن السخرية من الآخرين مهما كانت صفاتهم وأوضاعهم، فلعلَّ مَن يُسخَر منه ويُنظَر إليه نظرة احتقار واستخفاف؛ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من الساخر الَّذي يعتقد بنفسه الكمال، ويرمي أخاه بالنقص ويعيِّره.
ـ نهى الله تعالى المؤمنين عن تبادل الشتائم، والتهاتر بالألفاظ القبيحة، لأن ذلك يوقع البغضاء بينهم، ويتجه بهم إلى منزلقات الجاهلية
.
من لم يستجب لله ويبتعد عن احتقار الناس وإيذائهم فقد ظلم نفسه، ومن لبس ثوب الظلم فقد هيَّأ نفسه لانتقام الله الَّذي يستحقُّه حقاً وعدلاً. ومادَّة السخرية لا تنبعث إلا من نفس ملوَّثة بجراثيم العُجْبِ والتكبُّر، فهي تعمل على إيذاء من حولها بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في أعماقها المريضة
وفى صحيح مسلم: عن جابر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" ، وفى سنن ابن ماجه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم "، وفى المسند لأحمد: عن أم هانئ قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ } قال: " كانوا يخذفون أهل الطريق ويسخرون منهم فذلك المنكر الذي كانوا يأتون.
وبناء على ما سلف ذكره..
إن من يتخذ اللمز والهمز سببا في تقريع و تجريح الفرد ثم يأتي معتذرا بأنه مازحا فقد انسلخ من الآيات القرآنية السالفة و الأحديث النبوية...فعذره مردود إلا لحمق أو جهل أو سفاهة.
ضوابظ المزاح الشرعي.
ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين*
ألا يكون إلا صدقاً ولا يكذب
*
عدم السخرية والاستهزاء بالآخرين
*
ألا يـروِّع أخـاه
*
عـدم الانهمـاك والاسترسال والمبـالغة والإطـالة
*
أن يُنْـزِل النـاس منـازلهم
*
ألا يكـون مع السفهـاء
*
ألا يكـون فيه غيبـة
*
****
في حفظ الله