الموضوع
:
حمـــــــلة دراسة الســـيرة النبوية من كتاب الرحيق المختوم
عرض مشاركة واحدة
#
15
19-02-2011, 11:40 AM
سليلة الغرباء
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Sep 2010
مكان الإقامة: راحلة إلى الفردوس الأعلى بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 248
الدولة :
الدرس الثامن
الدرس الثامن
المرحلـة الثانية: الدعــوة جهــارًا
"من السنه الرابعة للهجرة"
أول أمـر بإظهار الدعـوة
لما تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون، وتتحمل عبء تبليغ الرسالة نزل الوحى يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعالنة الدعوة.
وأول ما نزل بهذا الصدد قوله تعالى
: {
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
} [الشعراء:214]،
هذة الايه من سورة الشعراء وورد فى ورد سياقها ناحيتان
1.
قصة موسى عليه السلام، من بداية نبوته إلى هجرته مع بني إسرائيل، وقصة نجاتهم من فرعون وقومه، وإغراق آل فرعون معه، وقد اشتملت هذه القصة على جميع المراحل التي مر بها موسى عليه السلام، خلال دعوة فرعون وقومه إلى الله .
وكأن هذا التفصيل جىء به مع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بجهر الدعوة إلى الله ؛ ليكون أمامه وأمام أصحابه مثال لما سيلقونه من التكذيب والاضطهاد حينما يجهرون بالدعوة، وليكونوا على بصيرة منذ البداية.
2.
تشتمل هذه السورة على ذكر مآل المكذبين للرسل، من قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وأصحاب الأيكة ـ عدا ما ذكر من أمر فرعون وقومه ـ
ليعلم الذين سيقومون بالتكذيب عاقبة أمرهم وما سيلقونه من مؤاخذة الله إن استمروا عليه، وليعرف المؤمنون أن لهم حسن العاقبة .
الدعـوة في الأقربين
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بني هاشم بعد نزول هذه الآية، فجاءوا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجلًا. فلما أراد أن يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بادره
أبو لهب
وقال
"
هؤلاء عمومتك وبنو عمك فتكلم، ودع الصباة"يقصد المؤمنين"، واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به"
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم في ذلك المجلس
.
ثم دعاهم ثانية وقال
: (
الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
).
ثم قال:
(إن الرائد
"الذى يبعثونه ليرتاد لهم المكان فينظر هل مناسب أم لا"
لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو، إنى رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنة أبدًا أو النار أبدًا)
.
فقال أبو طالب:
ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك. وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به. فو
الله
، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب.
فقال أبو لهب:
هذه و
الله
السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب: و
الله
لنمنعه ما بقينا.
على جبل الصفا
بعد تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته وهو يبلغ عن ربه، صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا، فعلا أعلاها حجرًا، ثم هتف:
(
يا صباحاه
)
وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم.
ثم جعل ينادى بطون قريش، ويدعوهم قبائل قبائل:
(
يا بني فهر، يا بني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب
).
فلما سمعوا قالوا
: من هذا الذي يهتف؟
قالوا
: محمد.
فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش. فلما اجتمعوا:
قال
:
(أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ؟
).
قالوا:
نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ما جربنا عليك إلا صدقًا.
قال:
(
إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأي العَدُوّ فانطلق يَرْبَأ أهله
)"
أي يتطلع وينظر لهم من مكان مرتفع لئلا يدهمهم العدو"
(خشى أن يسبقوه فجعل ينادى: يا صباحاه)
ثم دعاهم إلى الحق، وأنذرهم من عذاب الله ، فقال:
(
يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني كعب بن لؤى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.
يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني قصى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.
يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم، لا أملك لكم من الله شيئًا.
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا فاطمة بنت محمد رسول الله ، سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنك من الله شيئًا.
غير أن لكم رحمًا سأبُلُّها بِبلاَلها)
أي انه صلى الله عليه وسلم سيصل رحمه حسب حقها.
ولما تم هذا الإنذار انفض الناس وتفرقوا، ولا يذكر عنهم أي ردة فعل، سوى أن
أبا لهب
واجه النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء،
وقال
: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟
فنزلت:
{
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
} [سورة المسد:1].
كانت هذه الصيحـة العالية هي غاية البلاغ، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم، وأن عصبة القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتى من عند الله .
ولم يزل هذا الأنذار يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى
: {
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ
} [الحجر:94]،
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مجامع المشركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله ، ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم
: {
يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله َ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ
} [الأعراف:59]،
وبدء يعبد الله تعالى أمام أعينهم، فكان يصلى بفناء الكعبة نهارًا جهارًا وعلى رءوس الأشهاد.
وقد نالت دعوته مزيدًا من القبول، ودخل الناس في دين الله واحدًا بعد واحد. وحصل بينهم وبين من لم يسلم من أهل بيتهم تباغض وتباعد وعناد واشمأزت قريش من كل ذلك.
المجلس الاستشاري لكف الحجاج عن استماع الدعوة
لم يمض على الجهر بالدعوة إلا أيام أو أشهر معدودة حتى قرب موسم الحج، وعرفت قريش أن وفود العرب ستقدم عليهم، فرأت قريش أنه لابد من كلمة يقولونها للعرب، في شأن محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون لدعوته أثر في نفوس العرب، فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة يتداولون في تلك الكلمة
فقال لهم الوليد:
أجمعوا فيه رأيـًا واحدًا،ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا، ويرد قولكم بعضه بعضًا
قالوا:
فأنت فقل، وأقم لنا رأيًا نقول به
قال:
بل أنتم فقولوا أسمع
قالوا:
نقول:
كاهن
قال:
لا والله ما هو
بكاهن
، لقد رأينا الكهان فما هو بزَمْزَمَة الكاهن ولا سجعه
قالوا
: فنقول:
مجنون
قال
: ما هو
بمجنون
"يقصد مس الجن"، لقد رأينا الجنون وعرفناه، ما هو بخَنْقِه ولا تَخَالُجِه ولا وسوسته.
قالوا
: فنقول:
شاعر
قال:
ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه ومَقْبُوضه ومَبْسُوطه، فما هو بالشعر
قالوا
: فنقول:
ساحر
قال
: ما هو
بساحر
، لقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنَفْثِهِم ولا عقْدِهِم
قالوا
:
فما نقول؟
قال
:
والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة وإن أصله لعَذَق، وإن فَرْعَه لجَنَاة،
وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا:
ساحر
.
جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته،
فتفرقوا عنه بذلك.
وبعد أن اتفق المجلس على هذا القرار أخذوا في تنفيذه، فجلسوا بسبل الناس حين قدموا للموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخرج يتبع الناس في منازلهم وفي عُكَاظ ومَجَنَّة وذى المَجَاز، يدعوهم إلى الله
وأبو لهب وراءه
يقول:
لا تطيعوه فإنه صابئ كذاب.
وأدى ذلك إلى أن العرب رجعت من ذلك الموسم تخبر أقوامها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها.
ملحوظة
·
معنى العذق : كل غصن له شعب ، والعذق أيضا : النخلة عند أهل الحجاز.
·
تفيد بعض الروايات أن الوليد لما رد عليهم كل ما عرضوا له.
قالوا
: أرنا رأيك الذي لا غضاضة فيه
فقال لهم:
أمهلونى حتى أفكر في ذلك، فظل الوليد يفكر ويفكر حتى أبدى لهم رأيه الذي ذكر آنفًا.
وفي الوليد أنزل الله تعالى ست عشرة آية من سورة المدثر
{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَفَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِسَأُصْلِيهِ سَقَرَ} [من 11 إلى 26] .
أساليب شتى لمجابهة الدعوة
ولما فرغت قريش من الحج فكرت في أساليب تقضى بها على هذه الدعوة في مهدها. وتتلخص هذه الأساليب فيما يلي:
1ـ السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك:
فرموا النبي صلى الله عليه وسلم بتهم وشتائم سفيهة منها أنهم :
&
كانوا ينادونه بالمجنون
قال تعالى :
{وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}
[الحجر:6].
&
وكانوا يصمونه بالسحر والكذب
قال تعالى: {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [ص:4]
&
وكانوا يشيعونه ويستقبلونه بنظرات ملتهمة ناقمة
قال تعالى : {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} [القلم:51]
&
وكان إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه استهزأوا بهم
وقالوا: هؤلاء جلساؤه
{مَنَّ الله ُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا} [الأنعام: 53]
فرد الله تعالى عليهم
{أَلَيْسَ الله ُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام:53]
&
وكانوا كما قص الله علينا
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} [المطففين: 29: 33].
يتبع
__________________
هديتي إليك
http://www.tvquran.com/
أستسمحكم عذرا @ غائبة لفترات
بوابة الشعراء من هنا:
http://www.poetsgate.com/poet_4080.html
سبحانك
اللهم
وبحمدك ،أشهد أن لا
إله
إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك
سليلة الغرباء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سليلة الغرباء
البحث عن المشاركات التي كتبها سليلة الغرباء
[حجم الصفحة الأصلي: 37.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
37.19
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]