السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن نناقش قضية هامة ـ بالنسبة لي ـ وهي :
ما مدى صحة القاعدة التي تقول :
{ نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه } .
حيث أن بعض الناس يؤلفون جماعة أو جمعية أو حزبا(((إسلاميا)) )ويقبلون كل من ينضم إليهم بغض النظر عن أفكاره وتصرفاته , المهم أن يكون معهم ويُكثــِّـــر عددهم ويعملون فيما يتفقون عليه , ثم إنهم يقولون نقبل أن ينضم إلينا حتى المُعْـوج , وسيستقيم بمرور الأيام والسنين .....
فالمهم عندهم هو كسب الأشخاص , كما قال أبو الشيماء(رضي الله عنه وأرضاه) .
بينما آخرون لا يقبلون أن ينضم إليهم إلا من كان يسير وفق منهجهم قلبا وقالبا , فالمهم عندهم هو الثبات على المواقف وليس كسب الأشخاص .
ولما تأملت ـ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجدته ـ حسب ما ظهر لي ـ يعمل وفق المنهج الثاني أي كسب المواقف وليس كسب الأشخاص.
فلم يكن يقبل أن ينضم إليه كل من هب ودب , ولذلك لم ينضم إليه أبو جهل والأخنس وأم جميل .
ولو أنه تنازل لهم عن بعض الأشياء أوقال لهم لنعمل فيما اتفقنا عليه
لسارعوا إلى إجابة دعوته وكانوا إليها من السابقين .
والدليل على ذلك قوله تعالى :
{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} سورة القلم آية 9
ومعناها : تمنى المشركون ـ يامحمد ـ لوتنازلت لهم قليلا أو اقتربت منهم فيقتربوا منك .
وهل حاول النبي صلى الله عليه وسلم أو فكر في التنازل لهم ؟
هذه الآية تعطينا الجواب والحكم أيضا , قال تعالى في سورة الاسراء آية 75 :
{ وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا }.
ولأن كسب المواقف مقدم على كسب الاشخاص كان الرد حاسما :{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }[1] وليس نعمل فيما اتفقنا ونسكت عما اختلفنا .
ولذلك فوجهة نظري أن كسب المواقف مقدم على كسب الأشخاص[2] .
وأنا الآن أنتظر ردودكم وتعليقاتكم .
دمتم في رعاية الله وحفظه .
والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1] ) سورة الكافرون آية 6
[2] ) ولعله لهذا السب يقول لي بعض الأخوة هنا : { إنك انتقادي فلم يَسْــلم من نقدك أحدٌ حتى المشرفين !!!} فاللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري , اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي ...