عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20-01-2011, 12:06 PM
الصورة الرمزية فريد البيدق
فريد البيدق فريد البيدق غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 873
افتراضي رد: نماذج من النقد اللغوي للحريري

أوهام الخواص في أسماء الآلة


ويقولون: مطرد ومبرد ومبضع ومنجل، كما يقولون: مقرعة ومقنعة ومنطقة ومطرقة- فيفتحون الميم من جميع هذه الأسماء، وهو من أقبح الأوهام وأشنع معايب الكلام؛ لأن كل ما جاء على مفعل ومفعلة من الآلات المستعملة المتداولة فهو بكسر الميم كالأسماء المذكورة ونظائرها، وعليه قول الفرزدق في مرئية سايس:
ليبك أبا الخنساء بغل وبغلة ... ومخلاة سوء قد أضيع شعيرها
ومجرفة مطروحة ومحسة ... ومقرعة صفراء بال سيورها
وإنما كسر الميم من محسة؛ لأن الأصل فيها محسسة فأدغم أحد الحرفين المتماثلين في الآخر وشدده، والمشدد يقوم مقام حرفين كما فعل في نظائرها مثل محفة ومخدة ومظلة ومسلة.
(2)
ومن وهمهم أيضا في هذا النوع قولهم لما يروح به: مروحة بفتح الميم، والصواب كسرها.
وأخبرني أبو القاسم الحسين بن محمد التميمي المعروف بالباقلاوي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو عمرو الهزاني عن عمه أبي روق عن الرياشي عن الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: بلغنا أن عمر رضي الله عنه كان ينشد في طريق مكة:
كأن راكبها غصن بمروحة ... إذا تدلت به أو شارب ثمل
ثم قال لنا أبو عمرو: المروحة بفتح الميم: الموضع الكثير الريح، وبالكسر ما يتروح به.
وهذا الذي أصله أهل اللغة من كسر الميم في أوائل أسماء الآلات المتناقلة المصنوعة على مفعل ومفعلة هو عندهم كالقضية الملتزمة والسنة المحكمة، إلا انهم أشذوا أحرفا يسيرة منهم ففتحوا الميم من: منقبة البيطار، وضموها من مدهن ومسعط ومنخل ومنصل ومكحل ومدق. وقيل في مدق بالكسر على الأصل. ونطقوا في مسقاة ومرقاة ومطهرة بالكسر قياسا على الأصل، وبالفتح لكونها مما لا يتناقل باليد.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.86 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.55%)]