الأسرىوالغنائم
استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمرفيما يصنع بالأسرى، فأشار أبو بكر بأخذ الفدية منهم، وعلل ذلك بقوله: " فتكون لناقوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام"، وأشار عمر بن الخطاب بقتلهم "فإنهؤلاء أئمة الكفر وصناديدها".
ومال النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبيبكر بقبول الفدية، وقبلها فعلاً، فنزلت الآية موافقة لرأي عمر، قال تعالى: (ما كانلنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة واللهعزيز حكيم) (الأنفال/ 67).
أما الغنائم فلم يكن فيها حكم للشرع فنزلقول الله عز وجل: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) (الأنفال/ 1)، وقولهتعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامىوالمساكين وابن السبيل) (الأنفال/ 41)، فأخرج الرسول صلى لله عليه وسلم الخمس منالغنيمة ثم قسمها بين المقاتلين.
غزوة بدر في التاريخ:
لقد كانت موقعة بدر- رغمصغر حجمها - فاصلة في تاريخ الإسلام، لذلك سماها الله عز وجل في كتابه "يومالفرقان"، لأنه فرق بها بين الحق والباطل، وقد استحق المقاتلون ببدر أن ينالواالتقدير الكبير الذي صار يلازم كلمة "البدري"،
وفي البخاري: "جاء جبريل إلىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ قال: أفضل المسلمين، قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة"، وخلاصة القول أن بدراً كانت بداية لمرحلة جديدةمن السيادة والاستعلاء والعزة للإسلام والمسلمين.
في أعقاببدر:
حدثت في أعقاب بدر عدة غزوات صغيرة، ولكن لم يحدث فيهاقتال، إما لفرار المشركين أو عدم تلاقي الفريقين أو غير ذلك، ومنها:
1- غزوة قرقرة الكُذر .
2- غزوة السويق.
3- غزوة ذي أمر.
4- غزوة بحران.
5- غزوة القرَدَة.
غزوةأحـــد
أين ومتى كانت ولماذا؟
وقعت غزوة أحد عند جبلأحد في شمال المدينة، وكانت في شوال في السنة الثالثة للهجرة، ومن أسبابها أنقريشاً أرادت الثأر لقتلاها في بدر، كما أرادت إنقاذ طرق التجارة إلى الشام منسيطرة المسلمين، واستعادة مكانتها عند العرب بعد أن زعزعتها موقعةبدر
جيش المشركين:
بلغ عدد جيش المشركين ثلاثةآلاف رجل، ومعهم مائتا فرس جعلوا على ميمنتها خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمةبن أبي جهل، وكان منهم سبعمائة دارع، وشاركت في هذا الجيش قريش ومن أطاعها من كنانةوتهامة.
الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه:
شاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في البقاء في المدينة والتحصن فيها أوالخروج لملاقاة جيش قريش، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى عدم الخروج، ولكنأصحابه رأوا الخروج فأمضى لهم رأيهم تأصيلاً لمبدأ الشورى، وعملاً بقول الله عزوجل: (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) آل عمران/ 159.
ولماعدلوا عن رأيهم إلى رأيه في البقاء في المدينة، رفض صلى الله عليه وسلم وعزم علىالخروج، ليعلمهم عدم التردد بعد العزيمة والشروع في التنفيذ.
ارتفعتالراية تتقدم ثلاثة ألوية، لواء المهاجرين يحمله مصعب بن عمير، فلما قتل حمله عليبن أبي طالب، ولواء الأوس يحمله أسيد بن حضير، ولواء الخزرج يحمله الحباب بنالمنذر، واجتمع تحت الألوية ألف من المسلمين والمتظاهرين بالإسلام، ومعهم فرسان فقطومائة دارع ولبس الرسول صلى الله عليه وسلم درعين ليعلمنا الأخذ بالأسباب .
انسحاب المنافقين من جيش المسلمين
خرج الجيشالإسلامي إلى أحد مخترقاً الجانب الغربي من الحرة الشرقية، حيث انسحب المنافق عبدالله بن أبي بن سلول بثلاثمائة من المنافقين، وبذلك تميز المؤمنون من المنافقين،قال الله تعالى: (وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث منالطي آل عمران/179.
المواجهة بين الجيشين:
نظم الرسول صلى اللهعليه وسلم الجيش ورد صغار السن، وهم أربعة عشر صبياً منهم عبد الله بن عمر، وجعلصفوف الجيش تواجه المدينة وظهورها إلى أحد، وجعل خمسين من الرماة بقيادة عبد اللهبن جبير فوق جبل "عينين" المقابل لأحد، لحماية المسلمين من الخلف، وقال لهم: ورأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهمفلا تبرحوا مكانكم) رواه البخاري.
وتقدم جيش قريش وهو يواجه أحد وظهرهإلى المدينة، واشتد القتال بين الجيشين وتراجع المشركون أمام بطولة المسلمين الذينشقوا هام المشركين، واستشهد الأبطال: أبو دجانة، وحمزة بن عبد المطلب، ومصعب بنعمير رضي الله عنهم، ورأى الرماة انتصار المسلمين فتركوا مواقعهم يطلبون الغنيمةظناً منهم أن المعركة حسمت لصالح المسلمين .
وهنا بدأ التحول من النصرإلى الهزيمة، فقد التف خالد بن الوليد على رأس خيالة المشركين بجيش المسلمين منالخلف وطوق المشركون المسلمين، وأخذ المسلمون يتساقطون شهداء، وشاع بينهم أن الرسولصلى الله عليه وسلم قد قتل فتفرق المسلمون، وبقى حوله سبعة من الأنصار رشيان،فاستشهد السبعة وبقي طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص يدافعان عن النبي صلى اللهعليه وسلم. وقد أصيب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة فكسرت رباعيته، وشجفي وجهه حتى سال الدم منه .
نتائج المعركة:
أصيب رسولالله صلى الله عليه وسلم - كما تقدم - واستشهد من المسلمين سبعون ولم يؤسر أحد،وقتل من قريش اثنان وعشرون رجلاً، وأسر منهم أبو عزة الشاعر، فقتل صبراً لاشتراكهقبل ذلك في قتال المسلمين ببدر
وصبر المسلمون على هذه المصيبة، وأنزل اللهعزل وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) آلعمران/169.
--------------------------------------------------------------------------------
غزوة حمراء الأسد
أمر الرسول صلىالله عليه وسلم الجيش الذي شهد أحداً أن يخرج لمطاردة جيش قريش إلى حمراء الأسد رغمإصابة الكثيرين منهم بجراح، وسارع سبعون من الصحابة بالانضمام إليهم، فصار العددستمائة وثلاثين، وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مدحهم القرآن فقال: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجرعظيم) آل عمران/ 172.
وكان أبو سفيان ينوي التوجه بالمشركين إلى المدينةلاستئصال المسلمين فلما علم بخروجهم إلى حمراء الأسد انصرفوا عائدين إلى مكة،وعلموا بقدرة المسلمين على الدفاع ورد العدوان رغم ماأصابهم.
--------------------------------------------------------------------------------
غزوة بدر الموعد
كانت سنة أربعللهجرة، حيث خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بألف وخمسمائة من أصحابه ومعه عشرةأفراس، وحمل لواءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بدر حسب الموعد المحدد بعدأحد، وانتظر المسلمون ثمانية أيام ببدر، ولكن أحداً من المشركين لم يأت
وكان أبو سفيان قد خرج بألفين من المشركين ومعهم خمسون فرساً فلما وصلوا مر الظهرانعادوا بحجة إن العام جدب، وبذلك تحققت للمسلمين هيبتهم بين قبائل الجزيرة، وواصلالمسلمون إرسال سراياهم إلى مختلف الأنحاء حتى كانت غزوة بنيالمصطلق.
--------------------------------------------------------------------------------