السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيتها النفس ... مـ(أنا)ـن ؟!
هل سألت نفسك هذا السؤال "من أنا" ؟!
وإن سألت، هل حصلت منها على الجواب؟!
في خضم هذا اليم الذي تبحر فيه سفينتنا... ترسو حينا على مياهه الهادئة..تحت سمائه الصافية..
فتتدفق إلى الروح نسمات طيبة، تهيم بها إلى أجواء من الأمان والسكون..
وتتسرب إلى النفس لفحات من الشمس تحجب الرؤية عن العيون..
وحينا آخر؛ ترتطم بأمواجه العالية..وعباب رياحه العاتية..
فتعبث بالروح وتبعثرها إلى أشلاء..وتعصف بالنفس تجعلها تائهة هوجاء..
وفي هذا وذاك، يتيه السؤال "من أنا" ؟!
فهيا معا، إلى رحلة ننسلخ فيها عن الذات، ونسرح فيها بالأرواح والألباب..
لعلنا نلمح تلك الأنا المتخفية وراء السراب، ونرجع بالجواب!!
هيا..لنلحق في علياء الدنى، ونتأمل نجومها ..كواكبها.. وأفلاكها !!
لنَجُل في بقاع الأرض، ونبصر جبالها ..أشجارها ..ووحوشها !!
لنغص في أعماق البحار، ونكتشف مخلوقاتها .. لآلئها .. وكنوزها !!
انتهت الرحلة !!!
والآن ! هل أبصرت تلك الأنا وأنت في البحر ، في الأرض ، أو في السماء؟
وهل لمحت لها وجودا أمام هذه المخلوقات والكائنات، والجمادات ؟
ما حجم تلك الأنا أمام عظمة الخلق عز وجل ؟
مهلك ..أيها المتكبر، العاصي
رويدك..أيها المختال ، اللامبالي
حسبك هذا الغرور والكبر، وانظر إلى حقيقتك..
فما أنت إلا ذرة صغيرة في فضاء السماء..
وحبة رمل دقيقة في بساط الأرض..
وقطرة ماء صغيرة في أغوار البحر ..
هذا هو "الجواب" أيتها النفس
فلتزيلي عنك إذن ثوب الكبر والتفاخر والتصنع..
ولتكتسي لباس الخنوع لله والذلة والتواضع ..
فمن تواضع لله كان له -عز وجل- رافع
كتابة ذاتية وحصرية
13-11-2010