بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
يعتلي وجهها تـَـبَسُّم مـُحْزَن
تبسم لأن ذاك الذي يأتيها من بعيد في عجل .. سيأخذها إليه !
وَحُزن أنها لم تخدمه بعد كما ينبغي .. ولم ترتوي بعد من تملقه والتذلل إليه ..
***
لكنها سُرعان ما ترخي لجفنيها العنان .. وتُسَلِّم له مرتلة آيات الخليل !
سورة الصافات 100-107 , سورة البقرة 131
( ليفعل بي ما شاء فما يرضيه يرضيني .. )
***
ثم تنهض .. تدوس على جرحها النازف وألم صرع فؤادهـا فجعل النبض يتلاشى
شيئا فشيء .. !
تنهض لتتابع المسير حتى آخر لحظة .. لتكون على العهد .. وتلقاه على ظهر جوادهـا ..
***
يشتد بها الألم فتقبض بكلتا كفيهـا على قلبهـا كأنها تـُصْمِتُ الألم ..
تجزع نفسها اصرخي ولو مرة واحدة .. فإذ بها حين أرادت الصراخ تنادي ..
(أريدهـ أن يغفر لي ( ثم أمطرت عيناهـا..
أتبكي رجاء المغفرة .. أو شِدَّة الألم أبكاهـا .. أم هو خليط !
شيء واحد أجزعها .. كانت تتمناهـا شهادة .. والله أكرم .. الله أكرم
الله أكرم .. وهو على ذلك قادر .. وإن ظنت هي غير ذلك !
***
لم قال ابن القيم رحمه الله :
المؤمن كالطائر رأسه المحبة وجناحاه الخوف والرجاء
وتحدث العلماء أيها يُغـَلِّب العبد ؟!
فـ للمُحْتَضِر رجحوا تغليب الرجاء ولغيره الخوف وفي المسألة آراء أُخر !
واستدلوا بـِ قول النبي صلى الله عليه وسلم
" لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه , ويرجوا رحمة الله "
إن الموت .. بخلاف باقي المخوِّفات ..
كل شيء تفر منه يكون من وراءك .. إلا الموت تفر منه ثم
تصطدم به وتراه تجاهك !
الموت .. هو البداية للحياة الحق . وإنما نحن هنا .. في لهو ولعب
فـ جـِدّ واجتهد .. وانظر للأمور بحقائقها .. فعما قريب .. تـُـغادر .
ابنة الرميصاء