[فاديا]

لم اعرف كم عمرك في البداية ،
ولكنني اعتقد انه بما انك وصلت لمرحلة الكتابة عما يضايقك فقد تجاوزت عمر الاعتمادية العاطفية والرغبة في رعاية واهتمام من حولك ، ضع هذا نصب عينيك ، والدك ربما ليس في مزاج لاستيعاب حاجاتك التي تتوهمها. فلماذا لا تعتمد على نفسك وقد نضجت كفاية لتفهم الوضع المحيط بك دون ان توهم نفسك بأفكار غير جميلة ؟
سأقول لك شيئا مهما ، في اي مرحلة من عمر الانسان ، عندما يشعر بأنه فشل في ان يكون كما يتمنى ، يبدأ في مراقبة نظرة من حوله له ، ونفس النظرة التي ينظرها لنفسه سيتوهمها في اعين الناس
لماذا اذن لا نكف عن مراقبة نظرة ومتابعة مشاعر من حولنا لنا سواء كانوا اهل ام معارف ام اصدقاء ام جيران ؟ فمن راقب الناس مات هما !
دعهم يشعرون كما يريدون وينظرون كما يريدون ، واوقف التفكير بذلك ، فليس هذا ما سيفيدك
انظر لنفسك واهتم بها حاول ان تكون تلك الصورة التي رسمتها لنفسك ( فما زالت لديك الفرصة الواسعة ولا زال المستقبل وسنينه ينتظرانك )، او حاول ان تسعى ان تكون قريبا من تلك الصورة ، المهم ان تسعى وتنشغل في تحقيق ما تسعى اليه ، وايا كانت النتيجة فسوف تكون مرضية جدا لك لأنها نتاج تعبك وسعيك .
عدا عن ذلك فإن كل ما تفكر فيه ليس منطقيا ، وليس قابلا للتنفيذ ، هل تستطيع فعلا ان تقدم على خطوة لإيذاء نفسك لمجرد انك غير راض عنها ؟ اي كانت تلك الفكرة ، وهل تعتقد ان كل من حولك راضون عن انفسهم ؟ هل نحن راضون عن انفسنا ؟ لا طبعا ، ستجد ان اغلب الناس يشعرون انهم مقصرين وانهم لم يفعلوا لأنفسهم شيئا ، وعندما يزداد نتاج تجاربك في الحياة ستكتشف ان كلامي صحيحا ، وستجد ان كثيرا من الناس وقفوا في محطات مستقبلية لا يريدونها لأنفسهم .
انت تتوهم ان كل من حولك يكرهونك ، ولنفترض ان هذا حقيقة ، ماذا سيحصل ؟ هل ستكره نفسك انت ايضا ؟ وهذه النفس المسكينة من سيحبها ويقف الى جانبها اذا كنت انت تخليت عن نفسك ؟


خطوتك الاولى الآن ليست الى الانتحار ، بل يجب ان تغير الاتجاه وتجعلها تجاه نفسك ، ان تحبها وتدللها
وستجد عندها ان نظرة الكثيرين لك ستتغير ، لأنك غيرت تعاملك مع نفسك ، وسيبدأ الجميع يقترب منك

فقط حاول هذه الخطوة الآن ، وأجل فكرة الانتحار ، فأنت شخص مسلم ، وبعد فترة من الزمن ، ستجد كم كان تفكيرك محدودا عندما كنت تظن ان هذه هي كل الدنيا ، عندما تجد ان الحياة مليئة بالمواقف والتحديات وتحتاج الى قرارات .