عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-10-2010, 01:06 PM
الصورة الرمزية فريد البيدق
فريد البيدق فريد البيدق غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 873
افتراضي رد: علام انتصب .. من "إعراب القرآن لابن هشام الأنصاري" لأحمد بن محمد الرفاعي الحنفي


مسألة: {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}, {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} علام انتصب "هذه الحياة" و"زهرة الحياة"؟
الجواب: أما هذه الحياة فهذه ظرف زمان على معنى في، والحياة صفة أو عطف بيان. وأما زهرة الحياة الدنيا فبدل من الهاء في [به] على الموضع، أو معمول لمضمر دل عليه متعنا؛ لأنه بمنزلة جعلنا، فكأنه قيل: جعلناهم زهرة الحياة الدنيا، ولا يكون حالا لتعريفه.
ومن قال في (مررت به المسكين): إنه حال- جازت الحالية عندها هنا، وزعم بعضهم أن الزهرة هنا في موضع المصدر أي زينة الحياة الدنيا، فيكون من باب صنع الله.
ولمكي هنا قو ل غريب زعم أنه أحسن من غيره وهو أن يكون الأصل زهرة بالتنوين، ولكنه حذف لالتقاء الساكنين، وخفض الحياة على البدل من "ما"، أي تمدن عينيك إلى الحياة الدنيا حالة كونها زهرة، انتهى.
ولا يكون بدلا من "ما"؛ لأن "لنفتنهم" متعلق بمتعنا، فهو داخل في الصلة ولا يبدل من الموصول قبل تمام صلته.

مسألة: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} علام انتصب أحياء وأمواتا؟
الجواب: هذا يظهر بعد تفسير المعنى، وفي معناها قولان:
أحدهما: أن الكفات الأوعية وهي جمع ومفردها كفت, والأحياء والأموات كناية عما ينبت منها وما لا ينبت.
والثاني: أن الكفات مفرد مصدر كفته إذا ضمه وجمعه، ونظيره في المعنى والوزن كتبه كتابا. والتقدير: ذا كفات، كما تقول: زيد عدل, والأحياء والأموات مراد به بنو آدم.
فعلى التفسير الأول أحياء وأمواتا صفتان لكفاتا، وكأنه قيل: أوعية حية وميتة أو حالا من الأرض، أو من كفاتا على ضعف في ذلك؛ لكونه نكرة، ولا يسوغ ذلك تقدم النفي؛ لأن النفي المقرون بهمزة الاستفهام يراد به الثبوت. فكأنه قيل: جعلنا الأرض كفاتا.
وأجاز بعضهم أن يكون تمييزا كما تقول: عندي نحى سمنا وراقود خلا،
وفيه نظر؛ لأنه مشتق، ولأن النحى والراقود ليسا نفس السمن والخل بل محل لهما، والأحياء والأموات نفس الكفات.
وعلى التفسير الثاني هما مفعولان لفعل دل عليه كفاتا، والتقدير {أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا} تجمع {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا}.
وأجاز بعضهم أن يكونا مفعولين لكفاتا نفسه، وليس بشيء؛ لأنه ليس مقدرا بأن والفعل.

مسألة: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} بم انتصب غير؟
الجواب: ينبغي أن يكون انتصابه بتأمروني على إسقاط الخافض أي تأمروني بغير الله، كما قالوا: (أمرتك الخير) أي بالخير، ويكون أعبد بدل اشتمال من غير, والتقدير: أتأمروني بغير الله عبادته؛ لأن أعبد أصله "أن أعبد"، فحذفت أن ولم ينصب الفعل بعدها.
وجاز كون المفعول الثاني لأمر ذاتا، وإنما حقه أن يكون معنى كالخير والبر ونحوهما إذا كانت الذوات لا يؤمر بها؛ لكونه قد أبدل منه اسم معنى وهو أعبد، والبدل هو المعتمد بالحديث، وهو في نية الإحلال محلّ الأول.
وإنما قدرت "أن أعبد" بعبادته؛ لأن "أعبد" فعل متعد لم يذكر مفعوله، فلا بد من مفعول مقدر، وذلك الضمير المقدر وهو المصحح لبدل الاشتمال؛ لأنه لا بد من اتصاله بضمير يعود على المبدل منه، وإنما لم أقدر غيرا معمولة لأعبد كما هو الظاهر. وكما قال قوم من المعربين: لأنه لا يتقدم معمول الصلة على الموصول، وأعبد صلة لأن المقدرة قطعا.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.08 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]