[فتي الاْسلام]

صور مستفزة ولكنها مبشرة


كتب د.عصام شاور

إن الجندي الذي يستهويه الرقص ويمارسه لا يمكنه أن يجيد القتال وفنه، والذي يشعر بالنصر على أسير مدني مكبل ومعصوب العينين أو أسيرة لا حول لها ولا قوة إلا بخالقها، فإنه لا طاقة له بالنزال ومجابهة الشجعان في ميادين القتال .

لقد استفزت صورة الجندي الإسرائيلي وهو يرقص حول أسيرة فلسطينية مقيدة كل مسلم وعربي فيه ذرة من إيمان ونخوة، وقد توالت في الظهور صور شبيهة منها صورة ذلك الجندي الإسرائيلي الأبله الذي يخرج لسانه كالكلب اللاهث ومعه بضعة جنود ممن يسمون بجنود " النخبة"، يتضاحكون ويشهرون سلاحهم في وجه فلسطيني مدني مكبل اليدين، وصور كثيرة مشابهة تناقلتها وسائل الإعلام وما خفي كان أعظم.

نشعر بالأسى حيال تلك الصور إذا ما تذّكرنا موقف الأنظمة العربية تجاه ما يحدث لفلسطين وأهلها، تستفزنا الهوة بين ماضينا وحاضرنا، فمتى سيتحمل أصحاب الفخامة والسمو مسؤولياتهم الدينية والقومية، ويقفون المواقف الجادة في وجه العدو الصهيوني؟، أعراضنا ومقدساتنا وأرواحنا كلها في خطر فما الذي ينتظره العرب أكثر من ذلك؟

صور قاسية وبشعة تلك التي يلتقطها جنود الاحتلال الصهيوني بأنفسهم ، ولكن رغم قسوتها وبشاعتها فإن لها مدلولات مبشرة تلتقي مع تلك التي التقطها آخرون لجنود الاحتلال من القوات الخاصة وقوات التدخل السريع وهم يُضرَبون بالعصي ويصرخون ويبكون كالنساء على ظهر السفينة التركية مرمرة، وهم يفرون من أطفال الحجارة في شوارع الضفة وغزة، وصور كثيرة لم يتم التقاطها بالكاميرات.

ولكن بالعين المجردة والذاكرة الحية للشعب الفلسطيني وتتناقلها الألسن، لجنود جبناء يدخلون المعركة في غزة تحت حماية سلاح الطيران والمدفعية وحماية مخجلة توفرها حفاظات تيتوليم الإسرائيلية وبامبرز المستوردة، وكثيرة كثيرة هي الصور التي تثبت للأنظمة العربية بأنه لا مبرر لخوفهم من جيش الاحتلال الصهيوني، ولا حاجة لأية توازنات عسكرية لخوض المعركة معهم، فالمقاومة الفلسطينية واللبنانية قد كبدتا جيش الاحتلال شر الهزائم بالإيمان والعزيمة وحسن التدبير، وبالقليل من الرجال والسلاح مقارنة مع جيش الاحتلال أو جيوش العرب والمسلمين.