[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي لكل أعضاء هذا القسم الجميل الرائع , وأخص بالتحية من هم دائمو التواصل معي والمشاركة في مواضيعي وهما أخوي العزيزين[1] وأستاذي العظيمين : شروق وأبا محمود .

لقد ناقشنا في الموضوع السابق تحت عنون : فترة الخطوبة ما المطلوب وما الممنوع ؟ ما ينبغي للخاطب أن يراه من خطيبته هل هو الوجه فقط أم الوجه والكفان أم أكثر من ذلك .....
أما الآن فسوف نناقش : هل من الأفضل والأنسب أن ينظر إليها دون إعلامها ؟ أم يعلمها قبل أن ينظر إليها ؟
البعض ـ وأنا أؤيدهم ـ قال يعلمها قبل أن ينظر إليها , حتى تستعد وتتهيأ , فتظهر أمامه بمظهر لائق ومحترم أو كما قالت شروق سابقا : تظهر بمظهر مرتب .
ذاك أنه إذا لم يعلمها فـأولا : قد تكون أو تـُعد خديعة , وثانيا : إذا لم تستعد لمقابلته فربما يرى منها ما يكرهه وينفِـّــره منها , وهذا النفور أو الكراهية ليس مقصدا شرعيا ولا هدفا اجتماعيا , وإنما المقصد والهدف هو الألفة والمحبة والاجتماع , وثالثا : لو علمت بــتخفيه أو علم بــه أحد آخر وهو متخفي لها فـإنه يصبح محل شـــك وريبة حتى لو كان شخصا محترما , وربما تسقط كرامته وعدالته .
أما البعض الآخر فيقول ينظر إليها دون أن يعلمها , لأننا لا نضمن أنها ستعجبه , وإذا لم تعجبه فهل سيقول لها أنت لم تعجبيني؟! طبعا لا , ولكن حتى إذا لم يقل ذالك بلسان المقال فسيقوله بلسان الحال , وهي ستفهم أو تعلم بذلك ولا ريب , وهذا يؤثر على نفسيتها جدا , خاصة إذا تكررعدة مرات , في كل مرة يأتي خاطب يقول لها : أنت بشعة لم تعجبيني . ولو بلسان الحال كما ذكرنا . لذلك قالوا ينظر إليها دون علمها أو علم أهلها , حتى لا يحرجها أو يجرح نفسيتها .
وهذا تماما ما قد فعله جابر رضي الله عنه , قال : ـ {خطبت امرأة من بني سليم فكنت أتخبأ لها في أصول النخل حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها}.

وأنتم ما رأيكم؟ أي القولين أصدق مقالا وأحسن مآلا ؟
أنتظر تعليقاتكم وإضافاتكم وانتقاداتكم .

ملاحظة : هذا مثال ثاني لما طلبته شروق للتفريق بين الرأي والحكم الشرعي , فما نتناقش فيه هو آراء وليست أحكام , لأن الحكم الشرعي لا يناقـَـــش , { والله يحكم لا معقب لحكمه }
فالحكم الشرعي هو جواز النظر, ولا نقاش فيه ؛ أما النقاش والآراء ففي التفاصيل فقط .
أتمنى أن أكون قد لبيت الطلب وأديت ما علي .
( اللهم رب جبريل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلِف فيه من الحق فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ).

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[1] ) لم أنس النهي السابق عن استعمال هذه اللفظة , ولي في ذلك كلام سأقوله عندما أجد له وقتا .