السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
أستاذة فاديا
ها قد عدتُ بعد ألمٍ عميق عشتُ بعضاً من لحظاته وتذوقتُ مرارته
تفضلي وبانتظار نقدك البنّاء:
نظرتُ إليه فإذا به جسدٌ هزيلٌ مزقته الهموم ، و تراكمت عليه الشجون بألوانها
وقرأتُ في عينيه التائهتين ما لم أقرؤه في حياتي في أي كتاب أو مجلة
فعيناه شرحت مصابه ورأسه المنحني للأمام كأنه لا يريد النظر إليك وأنت تقف أمامه يكشف عن مأساةٍ عاشتها بمرارة سنينه وأيامه
هو جرحٌ شاهدتُ فيه كل ألوان الأسى وصنوف الظلم ، اجتمعت فيه أطياف من حقدٍ أسود وصلف الجاني و يد قاتل محترف
و تنامت فيه كل مفردات اللاإنسانية التي قهرتها إنسانية الغرباء لتداوي جرحاً لم ولن يندمل !
يا الله لقد لفظه دعاة الإنسانية و خيّب ظنه ورجاؤه من هم بنسبٍ منه ودم
تمنيتُ أن أرحم لوعته وأعوّضه عن كل ما مرّ به من ألم
فلا يؤلم الجرح إلا من كان به ألم
بتنا اليوم نصف الشخص الطيب الخلق بالإنسان!
مع أن كل واحدٍ منا من المفترض أن يكون إنساناً
عندما تضيع الكلمات من بيننا ونريد أن نبحث عن مدلولاتها في حياة سادها الظلم الفرعوني
تعلم حينها إن [ الإنسان] وصفاً لا ينطبق على أي أحد!
فسألتهم: أين أجدُ الحريّة؟
موجودة بين قضبان السجون واللحود!
فتألمتُ قائلةً : أين الوفاء دلوني عليه؟
فسخروا مني : ذهبت باكراً عند رب السماء !
و بخبثٍ أجابوا بين السطور!
فهم من أودعوا ذلك الجسد المقهور الممد على فراش أبيض بلا حول ولا قوة
فما أبشع الحياة يوم تكون الحريّة فيها مأسورة
فيا ربِّ هذه كلماتٌ خُطت بقلب مفجوع لا بقلمٍ مسموع
بكى على جرحٍ بملامح إنسان
شكى إليك ضعف الوسيلة وقلّة الحيلة
فيا عوني ورجائي وملاذي في الكربِ
كُن لهذا الجسد وغيره عوناً ولخلاصه سبيلاً
تحريراً في : يوم الخميس الموافق : 21/10/2010م
مشاركة حصرية لملتقى الشفاء الإسلامي