الصفحة الرئيسية - الأخبار
الشهيد مأمون النتشة .. باع الحياة رخيصة لله والله اشترى
2010-10-11
القسام ـ خاص :
هي اللحظات التي ينتظرها كل مجاهد في سبيل الله ، باع حياته وكل ما يملك من أجل أن تعلوا كلمة التوحيد وتحرر الأرض والمقدسات من الغاصبين المحتلين ، إنها لحظة الشهادة ، تلك اللحظة التي ترتقي فيها روح الشهيد إلى بارئها ، لتستقر في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل معلقة في ظل عرش الرحمن .
فكانت هي تلك اللحظات التي انتظرها ذلك الرجل ، الذي أرعب عدوه ، وقهر سجانه ، وأذل أذناب الاحتلال ، فمرغ أنوف المعتدين في التراب بعملياته الجهادية ، إنه رجل بألف رجل ، بل قل مجاهد بألف مجاهد ، انه القائد القسامي مأمون النتشة ابن مدينة خليل الرحمن .
كانت مدينة خليل الرحمن قبل خمسة وعشرون عاما على موعد مع ميلاد مجاهد جديد لم يعلموا أنه بعد أعوام سيكون أحد مجاهدي كتائب عز الدين القسام الأشاوس، إنه مأمون النتشة ( 25سنة)، منذ صغره تعلق قلبه في المساجد وحافظ على صلوات الجماعة.. كما أنك كنت تتحدث عن طفل وفتى مطيع لوالديه، فهو صاحب السيرة والسلوك الحسن والرفيع في منطقته كما كان دوما المتفوق في دراسته.
فقد تربى في مدينة خليل الرحمن لأسرة مجاهدة طيبة عرف عنه طيب أخلاقه وارتياده للمساجد وعمل في مسلخ النتشة للدواجن، وافتتح ملحمة الأقصى على مفرق الجامعة.
سجن شهيدنا القائد مأمون النتشه لدى الاحتلال مرة واحدة قبل استشهاد احد اقاربه وهو القائد القسامي شهاب الدين النتشة الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني بتاريخ 27/7/2008م ، وتم التحقيق معه في مركز عسقلان لمدة 3 أشهر، وكان التحقيق يدور حول علاقته بالشهيد شهاب الدين. وبعد التحقيق تم الإفراج عنه دون ان تفلح المخابرات الصهيونية بالنيل منه او تلفيق التهم له .
اعتقاله لدى أذناب الاحتلال
وأما عن صولاته في سجون مليشيا فتح فقد سجن واختطف عند مليشيا الأمن الوقائي العميل مرتين كل مرة يمكث من 15 إلى 30يوما تعرض خلالها للتحقيق القاسي والتعذيب والشبح ، وفي منتصف شهر رمضان المبارك أخبر أهله أنه ذاهب لإحياء العشرة الأواخر في المسجد الأقصى وبعدها انقطع الاتصال به .
أما والده فقد أعرب عن سعادته بارتقاء ابنه شهيداً، داعياً جميع شباب فلسطين للسير على خطاه في مقاومة الاحتلال.
وكشف عن قيام مليشيا فتح الموالية للاحتلال باعتقاله مع خمسة من أبنائه وأبناء عمه بعد ساعات على عملية الخليل البطولية التي قتل فيها أربعة مغتصبين صهاينة.
وقال:" تفاجئنا بمداهمة مليشيا فتح لمنزلنا بعنف واعتقالات وتكسير الباب واعتقلوني لمدة 54 ساعة مع التحقيق لعشر مرات وتم اعتقال جميع أبنائي الذين لا يزالون مختطفين حتى هذه اللحظة"، موضحاً بأن أحد أبنائه معتقل لدى الاحتلال الصهيوني.
وأعرب عن بالغ أسفه لاعتقال سلطة فتح أبنائه واستهدافها المجاهدين داعين للافراج الفوري عنهم ،مضيفاً:"ما تقوم به سلطة فتح في رام الله يعجز عن الوصف، وعمل لا أخلاقي".
وكشفت مصادر " أن القائد نشأت الكرمي ومساعده مأمون النتشة كانا شخصين في التشخيص ولكنهما ككتيبة كاملة في فعليهما وجهادهما.
فيما يؤكد مراقبون أن التكتيك والتخطيط الذي نفذه القائد الكرمي برفقة مساعده مأمون النتشة في عملياته الجهادية مؤخرًا يوضح أنه صاحب عقلية قوية وعقلٍ مدبر.
والد الشهيد مأمون قال :" سمعت بأن قوات الاحتلال تحاصر منزل يتحصن فيه عدد من المطاردين من كتائب القسام وعندما سمعت بذلك أخذت أصلي واقرأ القرآن وأدعو للمجاهدين مع أنني لا أعرف أن الذي يطارده العدو الصهيوني هو ابني مأمون ، وبينما أنا كذلك سهيت ونمت وكانت العملية مستمرة ".
ويتابع والد مأون وهو يقسم على ذلك :" رأيت ابني مأمون في المنام يودعني ويقول لي إن الحور العين أخذت مني عينيي ، حتى استيقظت من المنام فشاهدت شخصا يقف على النافذة ويلوح بيده بالوداع فقلت إن هذا الشخص الذي أراه على النافذة لا أعرفه ولم أره من قبل ، وبعد انتهاء العملية جاءني الخبر بأن ابني مأمون من الشهداء فحمدت الله كثيرا على استشهاد ه، وقلت عندما شاهد الشهيد نشأت الكرمي انه نفس الشخص الذي رأيته يقف على النافذة ويلوح بيده ويودعني .
وفي صباح الجمعة (8-10) أقدمت قوات العدو الصهيوني على اغتيال الشهيد القائد نشأت الكرمي ومساعده مأمون النتشة، وذلك بعد ثماني ساعات من المقاومة لحظة تحصنهم في أحد المنازل في مدينة خليل الرحمن.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني معززة بأكثر من 40 آلية عسكرية مصحوبة بعدد من الجرافات، ووسط تحليق مكثف من الطائرات المروحية والاستطلاعية بدأت منتصف الليل عملية عسكرية هي الأوسع في الأشهر الأخيرة تركزت في جبل جوهر في الخليل.
وقد أفاد مراسلنا إن قوات الاحتلال حاصرت منزل المواطن سعدي برقان المكون من ثلاثة طوابق ومنازل لأقارب له في المنطقة وطلبت منهم عبر مكبرات الصوت الخروج إلى الشارع، قبل أن تبدأ بقصف المنزل بالأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية.
وأضاف أن جرافات الاحتلال اقتربت من المنزل وهدمت أجزاء منه، فيما لوحظ أن جنود الاحتلال يتخوفون من اقتحام المنزل الذي يعتقد أن عددًا من المقاومين تحصنوا داخله.