المختطف عيسى صالح رجولة مبكرة وإرادة لا تعرف الإنكسار
[ 19/09/2010 - 01:53 م ]
أجناد الإخباري- الخليل : الخوف لم يعرف الى قلبه طريقا.. والوهن لم يتسلل إلى نفسه في أحلك الظروف ، كان عيسى صالح أمير الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل وفارس بلدة يطا الهمام يردد مع كل معاناة يتعرض لها على مسمع إخوانه" إن لم تكن للحق أنت فمن يكون والناس في محراب لذات الدنيا عاكفون".
هي الرجولة التي امتطى عيسى صهوتها، ليس تصنعا فوالدته أرضعته لبن العزة وحبها للاسلام تسلل الى قلب "عيسى" فكان صاحب الموقف الشجاع والتحدي الأقوى، لا يوجد في قاموسه سوى قلب طيب وخدمة الناس، يرى ذاته في خدمة الناس ويتفانى في ذلك.
" في جامعة يوسف "
بعد أن انهى دراسة الثانوية العامة التحق عيسى بجامعة الخليل، ليبدأ دراسة الشريعة، شهور قليلة حتى تقوم قوات الإحتلال بإعتقال عيسى والزج به في سجونها ليحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة الإنتماء لكتائب القسام، احتسب عيسى أجر الثلاث سنوات عند الله لأنه يعرف ان طريق القسام يعني ترك الدنيا بملذاتها والبدء بتحمل الصعاب، مطاردة او سجنا او شهادة.
كان عيسى في "جامعة يوسف" - وهو الإسم الذي يحب ان يطلقه الأسرى على السجن- مثلا للاخوة الصادقة، فمن خدمة إخوانه الى التعلم والسعي في حاجات من حوله من باب ان احب الناس الى الله أكثرهم نفعا لإخوانه.
وبعد انتهاء محكوميته خرج بعزيمة قوية وبروح ثابتة وعاد الى الجامعة ليكمل مشواره الدعوي في صفوف الكتلة الاسلامية ولم تمض فترة حتى انتخب في عام 2006 رئيسا لمجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل بعد حصول الكتلة الاسلامية على 35 مقعد من اصل 41 مقعد ، وكان لعيسى وشخصيته وحبه لخدمة إخوانه وحكمته وقوة الحجة والاقناع والبرهان لديه دورا في ذلك الفوز المبارك.
" ماضون على العهد رغم الجراح "
بدأت معاناة عيسى مع عصابات فتح ومليشياتها الخارجة على القانون، عندما بدأت مجموعات من كتائب الاقصى التي استعانت بها حركة الشبيبة الطلابية التي طلبت من عيسى تحت وقع التهديد بعدم الحضور الى الجامعة وبالاستقالة من مجلس الطلبة ... لكنه أبى وعاهد الله والطلبة على المضي قدما في رسالته ... واستمر في حمل امانة الكتلة الاسلامية هو واخوانه بالرغم من المضايقات والملاحقات من قبل سلطات الاحتلال ومليشيات عباس، وحصل ما كان متوقعا ..سلطات الاحتلال تحاصر بيت عيسى صالح وتعتقله بتهمة امارة الكتلة الاسلامية ومجلس الطلبة ،أمضى حينها حكما اقل من سنةوخرج بعدها ليكمل الفصل الاخيرفي جامعة الخليل في عام 2007م .
بعد خروج الاخ عيسى من سجون الاحتلال كانت الاوضاع في الضفة اخذة بالاشتعال، فكان الاخ عيسى صالح أول طالب في جامعة الخليل يستدعى للمقابلة عند مليشيات عباس وكان ذلك في عام 2007 بعد خروجه من السجن، وبدأت سلسلة الملاحقات والمطاردات والاستدعاءات الى ان تكللت بالاختطاف في سجون مليشيا عباس حيث استدعي للمقابلة عند جهازي المخابرات والوقائي اكثر من 40 مرة واختطف 5 مرات تخللها صنوف من العذاب ..والشبح والعزل الانفرادي ، عانى من الالم حيث اجريت له عمليه جراحية على اثر مرض الم به في سجن المليشيا ، وهو الان يعاني من الالم في معدته وظهره من اثر الشبح الذي تعرض له ، حيث امضى في العزل الانفرادي اياما طوال قاربت 90 يوماً .
يذكر أن أسوأ اختطاف كان له ، عندما اختطفته مليشيا المخابرات وهو على بعد 6 امتار من بوابة مليشيا الوقائي ، حيث افرج عنه من هناك وقد امضى 50 يوما في العزل الانفرادي، بعد ان تعرض لتعذيب شديد نقل على اثره للمستشفى اكثر من مرة ناهيك عن الضرب الشديد والتعذيب النفسي والاهانة على مدار ايام التحقيق .
اما اليوم فهو يقبع في سجن الخليل للتحقيق حيث اختطفته مليشيا المخابرات بعد محاصرة بيته عقب عملية خليل الرحمن البطولية ،وهو يعاني من امراض مزمنة في الزنازين اثر التعذيب الذي يلم به علماً انهم أخبروا ذويه أنه سيفرج عنه بعد ساعتين من الاختطاف وها هو يقضي أيام رمضان والعيد في سجونهم وما زالت الساعات متواصلة بلا نهاية وعيسى في سجون فتح.