الموضوع: كن مطمئنا
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15-09-2010, 06:33 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: كن مطمئنا

خامسًا: من أجل أن تكون مطمئنًا: الإسلام دين واقعي؛ لذا يعاملك على أنك إنسان، فأنت لست مَلَكًَا، ولست شيطانًا، بل أنت إنسان واقعيّ، تصلي وترقد، وتصوم وتفطر، وتتزوج النساء، وتخطئ وتصيب، والله تواب في كل صباح وفي كلّ مساء، ((إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)) رواه مسلم عن أبي موسى (4954). نعم، عصيت، استغفر وتب ينتهِ الأمر، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود: 114]، ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)) حسن صحيح رواه الترمذي عن أبي ذر (1910).
الإسلام اعترف بك تخطئ وتصيب، وتنام وتستيقظ، تأكل وتشرب، تسرح وتمرح، لكننا عاملنا أنفسنا على أننا إما أن نكون ملائكة أو أن نكونَ شياطين، أن ترى شيخًا أو داعية يضحك فهذه مصيبة خطيرة! أن تراه يفرح فرحًا مشروعًا أو يلهو لهوًا بريئًا فهذه مصيبه! ترى ما السبب؟ السبب هو الجهل، اقرؤوا سيرة نبينا محمد لتجدوا في هذه السيرة شخصية واقعية عظيمة، تضحك وتبتسم وتبكي، مات ابنه إبراهيم فبكى، ولما قال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! قال له: ((‏إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا ‏إبراهيم ‏ ‏لمحزونون)) رواه البخاري عن أنس (1220). الأمر طبيعي، دخل سيدنا أبو بكر على بيت رسول الله وإذ به يرى جاريتين تغنيان، فقال أبو بكر: مزمار الشيطان في بيت رسول الله؟! فقال : ((دعهما يا أبا بكر؛ لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة)) رواه أحمد في مسنده عن عائشة (23710)، وهذا يدل على أن الإنسان مهما بلغت مكانته ومهما كان متدينًا فهو يحتاج إلى شيء من اللهو والترفيه لمساعدته في الصمود أمام مصاعب الحياة وأكدارها وآلامها، ويدل قول النبي لأبي بكر: ((لتعلم يهود أن في ديننا فسحة)) وأنه بعث بحنيفية سمحة، يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام في أعين الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة في هذا الدين؛ حتى يجذب الناس إليه، ويأخذ بأيديهم إلى رحابه الفسيحة.
أيها الإخوة، نريد أن نُري الناس سعادتنا بديننا؛ لأننا إذا أريناهم سعادتنا بديننا دخلوا في دين الله أفواجًا، لكنهم حين يروننا غير سعداء بل تعساء وحيارى ونحب الحزن والنكد والعبوس ونكره الفرح والضحك والابتسام فبالله عليكم كيف سيدخلون في الإسلام؟! هل ينقصهم أن يدخلوا من أجل أن يضطربوا ويقلقوا ويحتاروا؟! إذًا أروا الناس سعادتكم وطمأنينتكم وراحتكم بدينكم حتى يدخل الناس في الإسلام أفواجًا، وإلا فسيُختصَر المسلمون وستحدّد دائرة المسلمين إلى أقلّ مما هي عليه، وسيترك بعض من أبناء ديننا وجلدتنا الدين لأنهم لم يجدوا فينا سعَة من أجل أن يمدّدوا أضلاعهم وأشواقهم وتطلعاتهم وأفراحهم، لن يجدوا عندنا إلا الضيق، وبالتالي فسيهرب الإنسان من الضيق، فهل سيفهم الناس ذلك؟! نرجو هذا ونتمناه، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
__________________



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]