ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   عذرًا، صلاح الدين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=99659)

أم عبد الله 09-05-2010 12:12 AM

عذرًا، صلاح الدين
 
سَقِمَ الْفُؤَادُ وَفَاضَتِ الآمَاقُ وَتَقَرَّحَتْ جَرَّاءَهَا الأحْدَاقُ
وَزَهِدْتُ فِي دُنْيَا التَّصَابِي وَالصِّبَا رَغْمَ الشَّبَابِ وَلِلشَّبَابِ نِزَاقُ
فَلَقَدْ مَضَى زَمَنُ النَّعِيمِ بِحُسْنِهِ وَجَنَى عَلَيَّ الْهَمُّ وَالإطْرَاقُ
مَا عَادَ يُسْلِيني الرِّفَاقُ وَلَهْوُهُمْ كَلاَّ وَلا تِلْكَ الرِّفَاقُ رِفَاقُ
مَا عَادَ يُطْرِيني الْغَرَامُ وَلَحْنُهُ كَلاَّ وَلا تِلْكَ الْحَيَاةُ تُطَاقُ
تَاهَتْ لَوَاعِجُ لَهْفَتِي فِي حُزْنِهَا فَمَضَت عَلَى أعْقَابِهَا الأشْوَاقُ
لَمَّا رَأيْتُ الْعِزَّ يَنْدِبُ حَظَّهُ وَالْقُدْسُ عَاثَ بِطُهْرِهِ الْفُسَّاقُ
فَغَدَوْتُ مَشْغُولَ الْفُؤَادِ كَأنَّمَا ضَاقَتْ عَلَيَّ بِرَحْبِهَا الآفَاقُ
فَالْقُدْسُ يَصْرُخُ عَاتِبًا مُتَألِّمًا وَلأسْرِهِ قَدْ أشْفَقَ الإشْفَاقُ
أوَلَمْ أكُنْ مَهْدَ الْخَلِيلِ وَأرْضَهُ أوَلَمْ يُبَارِكْ أرْضِيَ الْخَلاَّقُ
أوَلَمْ أكُنْ مَهْدَ الرِّسَالَةِ وَالْهُدَى بَلْ قِبْلَةً تَسْمُو بِهَا الأخْلاقُ
أوَلَمْ أكُنْ مَسْرَى النَّبي فَكَبَّرَ الْ أَقْصَى وَهَلَّلَ فِي السَّمَاءِ بُرَاقُ
آهٍ؛ فَقَدْ فَتَكَ الْحَدِيدُ بِمِعْصَمِي وَتَمَزَّقَتْ مِنْ غُلِّهَا الأصْفَاقُ
ظَفِرَتْ بِنَا الأعْدَاءُ يَوْمَ وَدَاعِكُمْ فَدِمَاؤُنَا فَوْقَ الدِّمَاءِ تُرَاقُ
هُتِكَ السِّتَارُ وَقُطِّعَتْ أوْصَالُنَا وَنِسَاؤُنَا نَحْوَ الْهَوَانِ تُسَاقُ
أوَهَكَذَا يَنْسَى الْحَبِيبُ حَبِيبَهُ بِحُطَامِ دُنْيَا مَا لَهَا مِيثَاقُ
للَّهِ أيَّامُ الْبُطُولَةِ وَالْفِدَى وَسِبَاقُ خَيْلٍ مَا لَهُنَّ لِحَاقُ
قَوْمٌ تَنَادَوْا لِلْبَسَالَةِ وَالرَّدَى فَسَمَتْ بِهِمْ فَوْقَ الطِّبَاقِ طِبَاقُ
وَمَضَى (صَلاحُ الدِّينِ) سُمًّا لِلْعِدَى وَسُمُومُكُمْ لِعِدَاتِنَا تِرْيَاقُ
طَارَتْ بِأطْبَاقِ الثُّرَيَّا أمَّةٌ شَمَخَتْ وَأخْرَى لِلْهَوَى تَنْسَاقُ
عُذْرًا (صَلاحَ الدِّينِ) إنْ ظَفِرَ الْعِدَا بِدِيَارِكُمْ فَجُمُوعُنَا أحْذَاقُ
هَذَا دَوِيُّ الْقُدْسِ مِنْ أعْمَاقِهِ فَلْتَسْمَعُوا أوَمَالَكُمْ أعْمَاقُ
شَجَبَ الْيَرَاعُ لِشَجْبِكُمْ مُسْتَنْكِرًا وَاسْتَنْكَرَتْ تَنْدِيدَنَا الأوْرَاقُ
فَحِجَارَةٌ بِيَدِ الصِّغَارِ كَأنَّهَا سَيْفُ الْمَنِيَّةِ حَدَّهَا ذَلاَّقُ
وَظَفَائِرٌ كَاللَّيْلِ أوْقَدَ نَارَهَا حُمَمًا وَدَكَّ الْغَاصِبِينَ نِطَاقُ
أحْيَتْ لَنَا الْخَنْسَاءُ مِنْ أشْلائِهَا مَجْدًا وَنَدَّدَ فِعْلَهَا الأبْوَاقُ
قَدَمٌ تَصَاغَرَتِ الشَّجَاعَةُ دُونَهُ جُودٌ تُحَيِّرُ جُودَهُ الإنْفَاقُ
فَعَلامَ نَرْضَى أنْ نَعِيشَ بِذِلَّةٍ أوَلَيْسَ مِنْ بَعْدِ الْحَيَاةِ فِرَاقُ
وَامْضُوا أسُودَ الْحَقِّ تَطْلُبُ ثَأْرَهَا إنَّ التَّخَاذُلَ خِسَّةٌ وَنِفَاقُ
لا خَيْرَ فِي عَيْشِ الْمَهَانَةِ وَالْخَنَا يَعْلُو سَمَاهَا الذُّلُّ وَالإخْفَاقُ
صَبْرًا فِلَسْطِينُ الأبِيَّةُ إنَّني لِفِدَاءِ قُدْسِيَ تَائِقٌ مُشْتَاقُ
فَغَدًا نُصَلِّي فِي الْخَلِيلِ وَتَخْتَفِي سُحُبُ الظَّلامِ وَيُشْرِقُ الإشْرَاقُ
وَالْحَقُّ يَعْلُو وَالْحَنَاجِرُ تَحْتَفِي لُقِيَ الأحِبَّةُ.. والسَّلامُ عِنَاقُ


الساعة الآن : 12:51 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.70 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]