ملتقى الشفاء الإسلامي - الميزان يوم القيامة

كلمتان حبيبتان للرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان وأنا أعلم أنكم كلكم الآن تقولون سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
الحديث مشهور والناس كلهم يعلمون هذا الحديث فلم لا نرسل الكلام الخفيف على اللسان الثقيل في الميزان.........؟
لقد حببنا النبي بهاتين الكلمتين عندما قال:حبيبتان إلى الرحمن قال عليه السلام:
من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب أي تمرة أو ما يوازي التمرة من المال ثم قال وإن الله لا يقبل إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه.
ومعنى الفلو الحصان الصغير والعرب كانت تهتم بتربية الحصان سابقا والله تعالى سيربيها حتى تصير يوم القيامة مثل أحد.
تمرة قد تساوي درهما أو أقل لكنها يوم القيامة مثل أحد في الميزان لأن الله تعالى يقبل بالقليل قال عليه السلام:
أربعون خصلة تدخل الجنة أعلاها منيحة العنز أي الذي يقرض عنزته ليستفاد من حليبها ثم قال الصحابة فجلسنا مع بعضنا نعد فقلنا تشميت العاطس.
هنا نعلم أن القرب من الجنة ممكن بكل سهولة ولكن يحتاج إلى صدق وإيمان وهمة منا للعمل على الطاعة.
وهنا نتذكر حجة الوداع وفي هذه الحجة نزلت آخر آيات القرآن والنبي قد وصى وصية في هذه الخطبة فقال:
إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضي بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه.
إن من أعظم مداخل الشيطان أن يجعلنا نعمل المعاصي التي نظنها صغيرة كالنظرة ثم الموعد فلقاء وسلام وهكذا حتى يوصلنا إلى التهلكة قال الشاعر:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى.
واصنع كماش فوق أرض شوك يحذر ما يرى.
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
انتبه ولا تستصغر الصغيرة لأن الصغيرة سوف تصبح كبيرة بعد ذلاك قال تعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا.
لقد كانت صغيرة لكن سيئة وراء سيئة حتى تصبح جبلا من الذنوب وهذه السيئات تجتمع هذه الليلة وهي سيئات صغيرة لكنها يوم القيامة سوف تصبح كبيرة.
لا بد أن نعرض أعمالنا على ميزان الشرع الذي سينقلب يوم القيامة ليصبح ميزان الجنة والنار.
وهناك سيقف ملك بين كفي الكيزان والعلماء يقولون إن كل واحد له ميزان مختلف عن الآخر وبعضهم يقول هو ميزان واحد كل واحد سيمر عليه ويوزن أعماله.
لنأخذ القول الذي يقول إن كل واحد له ميزان قال تعالى ونضع موازين القسط ليوم القيامة سيقف الملك وهنا الحسنات وهنا السيئات وسيأتي كل واحد منا بكتاب حسناته وسيئاته ثم سيأخذهم الملك أمام عيني الآن سوف أسلم بيدي الملك وفي بعض الروايات سأضع كتابي بيدي في الميزان.
وبينما أنا أضع كتابي على الميزان ستمر أمام عيني شريط حياتي قال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد.
إنه يحذرنا لأنه رؤوف بالعباد وعندما نضع أعمالنا في الميزان فإن الملك سيصيح بصوت يسمعه كل الناس سعد فلان بن فلان سعادة لن يشقى بعدها أبدا اذهب إلى حوض النبي عليه السلام.
أو سيكون من الأشقياء إذا غلبت كفة السيئات فينادي المنادي تعس فلان بن فلان تعاسة لن يسعد بعدها أبدا فيقول هذا العبد هل لي أن أستعير من أرض المحشر ولو حسنة....؟
فيقال له اذهب ويبدأ يمد يده للناس ليطلب حسنة لأن فوزه متعلق بحسنة فقط.
لقد طلب منك في الدنيا فلم تجب لأن الله تعالى طلب منك أن تعبده وتتقرب إليه فلم تلتفت إلى الله تعالى.
قال تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى أي متعسر في الدنيا والآخرة.
كما قلنا سيذهب ليطلب من الناس فيذهب إلى والده فيقول الوالد نفسي نفسي فيذهب إلى أمه فتقول أمه نفسي نفسي قال تعالى يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
أين الصالحون من هذا الموقف ............؟
إنهم في الجنة كما قلت لكم فهم مع النبي عليه السلام يشربون من حوضه ويسيرون معه ويقفون معه.
هنا عندما لم يجد من يعيره من حسناته يطلب من الملك أن يقذف بنفسه في الميزان لعله أن يطفح طرف الحسنات فيأذن له الملاك فيلقي بنفسه في الميزان يقول ابن القيم فلا يزن عند الله جناح بعوضة ثم تلا قول الله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا.
ليس لهم وزن لأن حب الله تعالى لم يكن له وزن في قلبه فلماذا لا نثقل ميزاننا بالذكر والتهليل لله تعالى.
أعتقد أننا بعد ما سمعناه من موقف الميزان أن نستعد بالإكثار من الحسنات بأي عمل فيه خير لنا ولغيرنا.
فمثلا تعالوا بنا إلى الوضوء الذي فيه ثواب والذي يطهر الجسد من الذنوب ولا بد أن أستشعر الوضوء وهو يغسل ذنوبي من أعضاء جسدي.
لا بد أن نستشعر بنعم الله تعالى التي تحيطنا حتى نكون قريبين من الله تعالى فأذكر الله تعالى في كل حال من أحوالي وفي مرحلة أمر بها لأن الله تعالى سيكون معك فهو مع الذاكر له في كل مرحلة وفي كل حال.
لا أنسى أن أذكركم أن النبي عليه السلام بين لنا أن من نوى عملا صالحا كما لو قال أحدنا لو كان لدي مال لبنيت مسجدا أو لتصدقت بالمال على الناس أو لو كان معي مال لأنفقته في سبيل الله تعالى.
وهنا يقول لنا النبي أن هذه النيات سوف يمنحنا الله تعالى عليها الحسنات وسوف نجد يوم القيامة جبالا من الحسنات وكل ذلك من النية فقط فكيف بالعمل فعلا.
إن الله تعالى كمريم ويمنحنا النعم حتى نتقرب منه وحتى نثقل ميزاننا يوم القيامة بالحسنات والأعمال الصالحة التي تقربنا من الله تعالى وتبعدنا من النار.
فالإنسان منا محتاج يوم القيامة لذرة من الحسنات وذرة من الأعمال الصالحة وأنت الآن في عيشك وعلى حياتك فلم لا تبادر ولا تسرع ولا تركض لترك ما أنت عليه من السيئات والمعاصي والذنوب.
لماذا لا تتوجه إليه بالدعاء في هذه الأوقات المباركة في رمضان فإن الدعاء في هذا الشهر مستجاب.
اغتنم حياتك وفر إلى الله تعالى وادع الله تعالى أن ينجيك ويكفر عنك ما مضى من السيئات والذنوب والمعاصي.
إنها لحظات في الدنيا أحبتي المشاهدين ظفر بالنجاة من اغتنمها بالطاعة وباء بغضب الله تعالى من أهمل حياته وانشغل بالدنيا عن الآخرة وباع آخرته بدنياه.