الاشاعره
بسم الله الرحمن الرحيم الأشعرية مدرسة فكرية سنية لذا فإن عقيدتها هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، أي أنها تكاد تكون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة إلا في مسائل قليلة وذلك بسبب اختلاف منهج التلقي والاستدلال. استدل الأشعري على العقائد بالنقل والعقل، فيثبت ما ورد في الكتاب والسنة من أوصاف الله ورسله واليوم الآخر والملائكة و الحساب والعقاب والثواب ويتجه إلى الأدلة العقلية والبراهين المنطقية يستدل بها على صدق ماجاء في الكتاب والسنة عقلا بعد أن وجب التصديق بها كماهي نقلا، فهو لا يتخذ من العقل حاكما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادما لظواهر النصوص يؤيدها. [4] وقد استعان في سبيل ذلك بقضايا فلسفية ومسائل عقلية خاض فيها الفلاسفة وسلكها المناطقة، والسبب في سلوكه ذلك المسلك العقلي :
وقال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: ((واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم ينشىء مذهبًا إنما هو مقرر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله فالانتساب اليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمّى أشعريًا)) ا.هــ ومن مميزات منهجهم كذلك الأخذ بما تواتر عن النبي من الأحاديث وعدم الأخذ بالآحاد ولو كان صحيحا، إلا في بعض مسائل السمعيات. مصدر التلقي الإستدلال عند الأشاعرة يكون بالأدلة النقلية(نصوص الكتاب والسنة) وبالأدلة العقلية على وجه التعاضد فالأدلة النقلية والعقلية عندهم يؤيد كل منهما الآخر ،فهم يرون أن النقل الثابت الصريح والعقل الصحيح لا يتعارضان والأشاعرة عندما يوجّهون خطابهم إلى المخالفين الذين لا يرون قيمةً للكتاب والسنة فإنهم يقدمون الأدلة العقلية على النقلية وذلك يكون فقط في مجال الإستدلال في العقائد في باب العقليات ،لأنهم يرون أن المراد بذلك هو الردعلى المخالفين ،كالدهريين والثنوية وأهل التثليث والمجسمة والمشركين ونحوهم، فهؤلاء المخالفين لا يرون حجية للقرآن و السنة إلا بعد إقامة الأدلة العقلية على الإيمان بالله وأن القرآن كلام الله وأن محمد بن عبد الله هو رسول الله [9]. التأويل يتمسك الأشاعرة بظاهر ما يدل عليه اللفظ ويجيزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن ظاهره ،وهذا الدليل يسمى عندهم ((قرينة)) ومن أمثلة ذلك عندهم الآية القرآنية :(( نسوا الله فنسيهم))من سورة التوبة ،فتأتي كلمة النسيان في كلام العرب بمعنى الآفة وذهاب العلم ، وتأتي بمعنى الترك واستعمالها بالمعنى الأول أكثر ولذا كان هو (الظاهر الراجح) من كلمة النسيان بصفة عامة وكان الثاني وهو الترك هو (الإحتمال المرجوح)لذا فإنه يتعيّن العدول عن تفسير النسيان في الآية عن الظاهر الراجح وهو الآفة وذهاب العلم إلى الإحتمال المرجوح وهو الترك ، والقرينة الصارفة عن المعنى الأول هو استحالة (الآفة وذهاب العلم)على الله . وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير دليل فلا يجوز ، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع ، وهو ما يطلقون عليه ((التأويل الصحيح)) ،أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليلاً دون أن يكون في حقيقة الأمر دليلاً فهو ((التأويل الفاسد)) ، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدليل ولا لشبهة دليل فإن الأشاعرة يعتبرونه لعباً وليس من التأويل في شيء وهو ما يطلق عليه ((تحريف الكلام عن مواضعه))[9] فذهب الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى ((التأويل الصحيح)) للّفظ المتشابه ، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى ،ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة ، وبعرف الاستعمال والعادة ، لأنهم يرون أن التعويل في الحكم و الإستنباط على قصد المتكلم و مراده [10] ، ومراده يظهر أحيانا من اللفظ نفسه ، وأحيانا من العلامات والقرائن المصاحبة ، فمراد المتكلم من قوله:رأيت أسدا ، غير مراده من قوله: رأيت أسدا يخطب على المنبر ، ففي الأولى يقصد الحيوان المفترس بدلالة لفظ الأسد ، وفي الثاني يقصد الرجل الشجاع بدلالة القرينة (( يخطب على المنبر )). وبالتالي فإنهم يرون أنه من عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها ، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم ، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق ،فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة ، أو كتابة ، أو بإيماءة ، أو دلالة عقلية ، أو قرينة حالية ، أو عادة مطردة [10] . ضرورة التأويل وقد وضّح الكثير من العلماء الضرورة الدافعة إلى التأويل وفيما يلي عرض لجانب من أقوال بعض العلماء بالخصوص:
السلف و التأويل يرى الأشاعرة أنهم يتبعون السلف باتخاذهم لمذهب التأويل في التعامل مع النصوص المتشابهة وقد أشار إلى ذلك العلاّمة الآلوسي بقوله : (( والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي ، على أن بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف ))[14] ، وفيما يلي بعض الأمثلة التي يستشهد بها الأشاعرة على تأويل السلف للنصوص المتشابهة :
أبرز أئمة المنهج
ويعتقد بعض سلفية نصية أن بعض هؤلاء العلماء الأشاعرة قد رجعوا إلى منهج أهل الحديث قبيل وفاتهم ، وهذا محل إنكار من جمهور الأشاعرة الذين ينظرون من حيث المبدأ إلى السلفية النصية كجماعة لا مبرر لوجودها كتوجه خاص داخل إطار أهل السنة والجماعة وبالتالي فإن محاولة منظري السلفية النصية إنكار أشعرية هؤلاء الأئمة هي حتى لايضطروا للإعتراف بمنهج الأشاعرة كركيزة أساسية لعقيدة أهل السنة فهؤلاء الأئمة قدموا للإسلام خدمات جليلة أسهمت بشكل جوهري في المحافظة على تعاليمه وتقديمها بشكل علمي منضبط ولايستطيع أحد تجاهل فضلهم. موقف الأشاعرة من كتاب الإبانة يرى الأشاعرة أن كتاب الإبانة للإمام أبو الحسن الأشعري دخل عليه الكثير من الدس ، كما أن طريقة الكتابة في كثير منه تختلف عن المسلك الذي اتخذه الأشعري في التأليف ،فبينما يتمسك معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها دليل على عودة الأشعري عن منهج المتكلمين،يجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة [28] وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الإختلاف في اللفظ لابن قتيبة:((ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر )) ، كما أن النسخة الرائجة توحي بالتجسيم وتتهجم على الإمام أبو حنيفة ، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة(فوقية حسين)،وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة (فوقية حسين) مع فصلين نقلهما ابن عساكر ،تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب[29]. أعلام أشاعرة مفسرون
حفّاظ
كتّاب السيرة
هوامش
|
رد: الاشاعره
بسم الله الرحمن الرحيم لما كان مصدر التلقي والاستدلال هو المعيار الرئيسي الذي يحكم به علي المنهج او الفكر فكان لزاما علينا البحث فيه بعمق فمثلا من يقول بأن النصوص السمعية لا تفيد اليقين لكثرة التعارض بيد أن الأدلة السمعية موقوفه على مقدمات ظنية مثل نقل اللغة والنحو والتصريف ونفي المجاز والإضمار والتخصيص ونحوه من نتائج هذا المصدر عند الاشاعره فهذا كان فيه خلاف شهير قديم طال عليه الأمد وكثر فيه الحديث بين السادة الأحناف رضوان الله عليهم من جانب والإخوة المتكلمين من الشافعية والمالكية ومن سار سيرهم من الحنابلة وموضوع الخلاف هو رتبة دلالات الألفاظ في أصول الفقه من حيث القطعية والظنية فالأحناف يقولون بقطعية دلالات الألفاظ وغيرهم يقول بظنيتها ويعرف ذلك وما بنى عليه كل فريق رأيه من أدلة في مظان ذلك من كتب الأصول المعتمدة التي لا يتخرج طالب الأصول إلا عليها لذلك لزم علينا بحول الله وقوته البحث بعمق في مصدر الاستدلال والتلقي اولا لزوم فهم المنهج من جذوره وجزاكم الله خيرا |
رد: الاشاعره
جهل فاضح ومنطق مقلوب شبيه بمنطق المفلسين
أصمت يا جهول:confused: اقتباس:
|
رد: الاشاعره
حياكم الله اخي مصطفي المسلم
احبك في الله |
رد: الاشاعره
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد أولا: لا تلم أخانا مصطفى فما ذلك منه إلا لما نحسبه فيه أنه محب لعقيدة أهل السنة والجماعة ونشكر لك حسن تعاملك ثانيا: أخي لن أرد على هذا الموضوع لكي لا نكثر المواضيع فتتشعب الأفكار إنما أحيل النقاش على الجزائيات المذكورة هنا في إحدى الموضوعين الذان رابطهما: http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=90200 أو http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=90260 والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
رد: الاشاعره
مكانة الصحابة عند الأشاعرة إن معتقد السادة الأشاعرة في الصحابة رضوان الله عليهم لا يخرج عما قرره عامة أهل السنة والجماعة كما تدل على ذلك مقالاتهم، بدأ بالإمام أبي الحسن الأشعري نفسه. · قال الإمام الأشعري (تـ 342 هـ) في كتابه "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين": حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: "...ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ويأخذون بفضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم، ويقدمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا رضوان الله عليهم، ويقرون أنهم الخلفاء الراشدون المهديون أفضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم..." · وقال في رسالته إلى أهل الثغر (ص299-307): "وأجمعوا ـ أهل السنة ـ على أن خير القرون قرن الصحابة، ثم الذين يلونهم على ما قال صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني" وعلى أن خير الصحابة أهل بدر، وخير أهل بدر العشرة، وخير العشرة الأئمة الأربعة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم... وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة عليهم السلام إلا بخير ما يذكرون به، وعلى أنهم أحق أن ينشر محاسنهم، ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج، وأن نظن بهم أحسن الظن، وأحسن المذاهب... وأجمعوا على أن ما كان بينهم من الأمور الدنيا لا يسقط حقوقهم..." · وقال أيضا في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة": "الكلام في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه... وإذا وجبت إمامة أبي بكر رضي الله عنه، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلموجب أنه أفضل المسلمين... وإذا ثبتت إمامة الصديق رضي الله عنه ثبتت إمامة الفاروق رضي الله عنه، وكان أفضلهم بعد أبي بكر رضي الله عنهما. وثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه... وثبتت إمامة علي رضي الله عنه بعد عثمان رضي الله عنه... هؤلاء هم الأئمة الأربعة المجمع على عدلهم وفضلهم رضي الله عنهم أجمعين... فأما ما جرى من علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فإنما كان على تأويل واجتهاد وعلى الإمام. وكلهم من أهل الاجتهاد. وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلمبالجنة والشهادة، فدل على أنهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم، وكذلك ما جرى بين سيدنا على ومعاوية رضي الله عنهما فدل على تأويل واجتهاد. وكل الصحابة أئمة مأمونون، غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله عليهم جميعهم. وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم. والتبرئ من كل من ينقص أحدا منهم رضي الله عنهم أجمعين."(ص251-260) · قال الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن أبي زيد القيرواني (تـ 386 هـ) في آخر الرسالة، باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات "... وأن خير القرون القرنُ الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. وأفضل الصحابة رضي الله عنهم الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين. ويجب أن لا يُذكَرَ أحد من صحابة الرسول إلا بإحسان ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يُلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب، والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم واتباع السلف الصالح واقتفاء آثارهم والاستغفار لهم، وترك المراء والجدال في الدين، وترك كل ما أحدثه المحدِثُونَ... " (ص21-ط: وزارة الأوقاف) · قال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني (تـ 403 هـ): في كتابه "الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به": "...ويجب أن يعلم أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومقدم الخلق أجمعين من الأنصار والمهاجرين، بعد الأنبياء والمرسلين: أبو بكر رضي الله عنه... ثم من بعده على هذا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لاستخلافه إياه... وبعده أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه لإجماع المسلمين أنه من جملة الستة الذين نص عمر عليهم... وبعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه... والدليل على إثبات الإمامة للخلفاء الأربعة رضي الله عنهم على الترتيب الذي بيناه: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أعلام الدين، ومصابيح أهل اليقين، شاهدوا التنزيل، وعرفوا التأويل، وشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلمبأنهم خير القرون فقال "خير القرون قرني" فلما قدموا هؤلاء الأربعة على غيرهم ورتبوهم على الترتيب المذكور، علمنا أنهم رضي الله عنهم لم يقدموا أحدا تشهيا منهم، وإنما قدموا من قدموه لاعتقادهم كونه أفضل وأصلح للإمامة من غيره في وقت توليه. ويجب أن يعلم أن ما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمورضي عنهم من المشاجرة نكف عنه، ونترحم على الجميع، ونثني عليهم... ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلموأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع وأرضاهم، ونقر بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلموكذلك نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن، وأنهن أمهات المؤمنين كما وصفهن الله تعالى ورسوله، ونقول في الجميع خيرا..." (ص64-69) · قال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسن بن علي بن موسى البيهقي(تـ458هـ) في كتابه "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد": "القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلموعلى آله ورضي عنهم: قال الله تبارك وتعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ). [الفتح: 29] فأثنى عليهم ربهم وأحسن الثناء عليهم، ورفع ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، ثم وعدهم بالمغفرة والأجر العظيم فقال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح: 29]. وأخبر في آية أخرى برضاه عنهم ورضاهم عنه، فقال: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) [التوبة: 100]. ثم بشرهم بما أعد لهم فقال: (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : 100]. وأمر رسولَ الله صلى الله عليه وسلمبالعفو عنهم، والاستغفار لهم، فقال: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [آل عمران : 159]. وأمرَه بمشاورتهم تطييبا لقلوبهم، وتنبيها لمن بعده من الحكام على المشاورة في الأحكام، فقال: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران : 159]. وندب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم، وأن لا يجعل في قلوبهم غلا للذين آمنوا فقال: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم) [الحشر : 10] . ... ثم إنه صلى الله عليه وسلمشهد بكونهم خير أمته فقال في رواية عبد بن مسعود عنه، وفي رواية عائشة وعمران بن حصين وأبي هريرة: "خير الناس قرني" وفي بعضها "خير أمتي القرن الذي بعثت فيه" ... عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم انفق مثل أُحُد ذهبا ما بلغ مُد أحدهم، ولا نصيفه، ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر"... (ص 437) · قال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني(تـ478هـ) في كتابه " الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد"، "فصل: الطعن في الصحابة": "...وقد كثرت المطاعن على أئمة الصحابة وعظم افتراء الرافضة وتخرصهم. والذي يجب على المعتقد أن يلتزمه، أن يعلم أن جلة الصحابة كانوا من الرسول صلى الله عليه وسلمبالمحل المغبوط، والمكان المحوط، وما منهم إلا وهو منه ملحوظ محفوظ. وقد شهدت نصوص الكتاب على عدالتهم والرضا عن جملتهم بالبيعة بيعة الرضوان، نص القرآن على حسن الثناء على المهاجرين والأنصار. فحقيق على المتدين أن يستصحب لهم ما كانوا عليه في دهر الرسول صلى الله عليه وسلم..." (ص 432) · قال الإمام أبو المظفر الاسفرايني (تـ 481 هـ)في كتابه "التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين": الباب الخامس في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة وبيان مفاخرهم ومحاسن أحوالهم: "...وأن تعلم أن الإجماع حق، وما اجتمع عليه الأمة يكون حقا مقطوعا على حقيقته قولا كان أو فعلا... وأن تعلم أن من جملة ما اجتمع عليه المسلمون أن عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمكانوا من أهل الجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهم أجمعين. وأجمعوا على أن نساءه وأولاده وأحفاده كلهم كانوا من أهل الجنة، وأنهم كانوا مؤمنين، وأنهم كانوا من أعـلام الدين، لم يكتموا شيئا من القرآن ولا من أحكام الشريعة. وكذلك أجمعوا على خلافة الخلفاء الأربعة بعد الرسول صلى الله عليه وسلموعلى أنهم لم يكتموا شيئا من القرآن والشريعة، بل ساروا على أحسن سيرة، ووفقوا بحسن السعي في تثبيت المسلمين على الدين... والأخبار في فضل الصحابة رضي الله عنهم أكثر من أن يحتمله هذا المختصر، والمقصود ههنا أن تعلم أن الخلفاء الراشدين كانوا على الحق، وأن جملة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمكانوا محقين، مؤمنين، مخلصين، صادقين، وكان تقديمهم لمن قدموه وتقريرهم في ما قرروه حقا وصدقا، وكلهم كانوا يقولون لأبي بكر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين، وكانوا يخاطبون عمر، وعثمان، وعليا، وكذلك علي رضي الله كان يخاطبهم بذلك وكان يخاطب بمثله في إيامه. " · قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ( تـ 505 هـ) في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد"،"الطرف الثالث: في شرح عقيدة أهل السنة في الصحابة والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم": "اعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء إسراف في أطراف، فمن مبالغ في الثناء حتى يدعي العصمة للأئمة، ومنهم متهجم على الطعن بطلق اللسان بذم الصحابة. فلا تكن من الفريقين، واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد، واعلم أن كتاب الله مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلمإياهم بألفاظ مختلفة... كقوله "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم"... وما من واحد إلا وورد عليه ثناء خاص في حقه يطول نقله، فينبغي أن تستصحب هذا الاعتقاد في حقهم، ولا تسئ الظن بهم كما يحكى عن أحوال تخالف مقتضى حسن الظن. فأكثر ما ينقل مخترع بالتعصب في حقهم ولا أصل له، وما ثبت نقله فالتأويل متطرق إليه ولم يجز مالا يسع العقل لتجويز الخطأ والسهو فيه، وحمل أفعالهم على قصد الخير وإن لم يصيبوه... هذا حكم الصحابة عامة. فأما الخلفاء الراشدون فهم أفضل من غيرهم، وترتيبهم في الفضل عند أهل السنة كترتيبهم في الإمامة." · وقال أيضا: "وأن يحسن الظن بجميع الصحابة، ويُني عليهمن، كما أثنى الله عز وجل ورسوله عليهم" . · قال الإمام العارف بالله أبي العباس أحمد بن محمد البرنسي المعروف بزروق (تـ 899 هـ): "يعني في غير ما آية من كتابه، ومن أعظم \لك وأجمعه قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29]... وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله الله في أصحابي، فمن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه". وقال مولانا جلت قدرته: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) [الأحزاب: 57،58] ولا خلاف في تكفير من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله تعالى منه، لتكذيبه القرآن"([1]) · قال الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن خمير السبتي( تـ 614 هـ) فصل في فضل الصحابة والخلفاء: "وأما فضل الصحابة رضي الله عنهم فلا يتعدد ما جاء في فضلهم وتقدمهم، قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) [التوبة: 100] ...فأفضل الصحابة المتقدمون، وأفضل المتقدمين البدريون، وأفضل البدريين أصحاب الشجرة الذين رضي الله عنهم، عند بيعة الرضوان، وأفضل العشرة الأربعة الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الخلفاء أبو بكر رضي الله عنه..." ([2]) · قال الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن سالم المعروف بسيف الدين الآمدي(تـ631هـ) في كتابه "غاية المرام في علم الكلام": الطرف الثاني: في معتقد أهل السنة في الصحابة وإمامة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، "ولا خلاف فيما بين أهل الحق أن أبا بكر كان إماما حقا، وذلك باتفاق المسلمين على إمامته، واجتماع أهل الحق والعقد على إمامته... وأما باقي الخلفاء الراشدين كعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين فالسبيل إلى إثبات إمامتهم، وصحة توليهم، واستجماعهم لشرائط الإمامة كإثبات ذلك في حق أبي بكر رضي الله عنه... فالواجب أن يحسن الظن بأصحاب الرسول، وأن يكف عما جرى بينهم، وألا يحمل شيء مما فعلوه أو قالوه إلا على وجه الخير، وحسن القصد، وسلامة الاعتقاد، وأنه مستند إلى الاجتهاد، لما استقر في الأسماع، وتمهد في الطباع، ووردت به الأخبار والآثار، متواترة وآحاد، من غرر الكتاب والسن، واتفاق الأمة على مدحهم، والثناء عليهم بفضلهم، مما هو في اشتهاره يغني عن إظهاره..."(ص 328) · قال الإمام ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (تـ 685 هـ): "يجب تعظيم الصحابة، والكف عما شجر بينهم وعن الطعن فيهم فإن الله تعالى مدحهم وأقنى عليهم، ورضي عنهم ورضوا عنه"[3] · قال القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي ( تـ 756 هـ) في كتابه "المواقف في علم الكلام": "... المقصد السابع: أنه يجب تعظيم الصحابة كلهم، والكف عن القدح فيهم، لأن الله عظمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه، والرسول قد أحبهم وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة. ثم إن من تأمل سيرتهم، ووقف على مآثرهم، وجدهم في الدين ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في نصرة الله ورسوله، لم يتخالجه شك في عظم شأنهم وبراءتهم عما ينسب إليهم المبطلون من المطاعن، ومنعه ذلك عن الطعن فيهم، وأرى ذلك مجانبا للإيمان. ونحن لا نلوث كتابنا بأمثال ذلك..." · قال الشريف علي بن محمد الجرجاني في شرحه لهذه الفقرة: "لأن الله تعالى عظمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه، كقوله: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100] وقوله: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِي وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) [التحريم: 8] وقوله: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً) [الفتح: 29] وقوله: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُومِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) [الفتح: 18] إلى غير ذلك من من الآيات الدالة على عظم قدرهم وكرامتهم عند الله، والرسول قد أحبهم، وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة، منها: قوله عليه السلام: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ومنها قوله: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وولا نصيفه"...[4] · قال الإمام أبو عبد الله السنوسي (تـ 895 هـ) في كتابه "المسمى عمدة أهل التوفيق والتسديد" الشهير بالسنوسية الكبرى: "... والصحابة رضي الله عنهم كلهم أئمة عدول بأيهم اقتديتم اهتديتم، نفعنا الله بحبهم وأماتنا على سنتهم..." · قال الإمام أبو علي عمر بن محمد بن خليل السكوني المغربي المالكي (تـ 717 هـ): "مسألة: ومن لا علم لديه يرفع مقام الصحابة – رضي الله عنهم ـ وبعدالتهم وتزكية الله سبحانه لهم، وجميل مقاصدهم، فالكف عما شجر بينهم واجب عليه..."[5] وقد أصبح هذا المعتقد من الأمور الراسخة والمحفوظة عند أهل السنة والجماعة قاطبة، كما احتفظت لنا بذلك متون التوحيد الأشعرية. يقول صاحب جوهرة التوحيد إبراهيم بن إبراهيم اللقاني (تـ 1041 هـ): وصحبه خير القرون فاستمع === فتابـعي فــــتابع لمـــن تبـــع وخيرهم مــن ولى الخلافــة === وأمرهم في الفضل كالخلافة يليهـــم قــــوم كــــرام بــرره === عدتهم سـت تمام العشــرة فأهـل بدر العظـــيم الشــان === فأحــد فبيــعة الرضـــــــــــوان والسابقـون فضلهم نصا عرف === هـذا وفي تعينـهم قد اختلف وأول التـــشاجـــر الــذي ورد === إن خضت فيه واجتنب داء الحسد ([6]) ويقول الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد المقري المغربي المالكي الأشعري (تـ 1041 هـ) في منطومته المسماةإضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة: وأفضل الأمـــــــــة ذات القــــــدر = أصحاب مَن أعطي شرح الصدر إذ جاء في القرآن ما يقضي لهم = بالسبق في آي حوت تفضيلهم وكم أحاديث عليهــــــم تُثـــــني = كقوله خير القروني قرني [7] ----------------- الهوامش (1) شرح عقيدة الغزالي، للإمام العارف بالله أبي العباس أحمد بن محمد البرنسي المعروف بزروق، الصفحة 198 دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 2006. (2) مقدمات المراشد إلى علم العقائد، لابن خمير السبتي، ص 384، تحقيق، د. جمال علال البختي. (3) مصباح الأرواح في أصول الدين للإمام ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي الصفحة:204 دار الرازي تحقيق سعيد فودة، بدون تاريخ. (4) كتاب المواقف للقاضي الإمام عضد الدين الإيجي بشرح السيد الشريف الجرجاني 3/ 643 دار الجيلب بيرت، الطبعة الأولى 1997 (5) التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسير الكتاب العزيز 1/177 (6) إبراهيم بن إبراهيم بن حسن القاني لها مؤلفات منها، " جوهرة التوحيد" منظومة في العقائد، على الطريقة الأشعرية. (7) رائحة الجنة بشرح إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة للحافظ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد المقري، الصفحة: 168 دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 2007 |
رد: الاشاعره
جزاك الله كل خير أخي أبو مالك الطيب بارك الله لنا في أهل السنة والجماعة الأشاعرة حماة الدين و الإسلام و نصر الله حركة حماس وإخواننا في فلسطين على اليهود هل يعجز الأشاعرة اليوم أن يخرجوا لنا مثل صلاح الدين أو قطز أو محمد الفاتح أو عز الدين القسام ؟؟!! |
الساعة الآن : 02:29 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour