ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأخت المسلمة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=45)
-   -   لقوامة ,الحجاب والرئاسة مشاكل تقليدية في حياة المرأة المسلمة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=85669)

hamamzajil 27-10-2009 01:24 PM

لقوامة ,الحجاب والرئاسة مشاكل تقليدية في حياة المرأة المسلمة
 
وقفةعند مشكلات تقليديةمختلفة



وأقول عنها‏:‏ تقليدية‏،‏ لأن الإجابات المنطقية المتكررة عنها‏،‏ لم يقطع دابر الحديث عنها‏،‏ إذ لم يعد الخوض فيها من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة غائبة‏،‏ وإنما من أجل التظرف بين الناس والظهور بالمظهر الثقافي والسمة التقدمية‏.‏‏.‏ وإذا كانت هذه المسائل تسدل عليها كسوة الإشكال لتبرير الحديث فيها والتنطع بلغة الغيرة على الحقوق من خلالها‏،‏ فلابد أن نلاحقها بما يكشف عنها هذه الكسوة الملقاة عليها‏،‏وبما يفضح الأهداف الكامنة وراء هذا التنطع وتحت مظاهر الغيرة المصطنعة‏،‏ إذ نقف عند كل من هذه
‏(‏‏(‏المشكلات‏)‏‏) وقفة بيان قصيرة‏.

أولاً ‏-‏القوامة‏:وأساسها قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلَى النِّساءِ‏}‏ ‏[النساء‏:‏4‏/‏34‏] ونقول باختصار‏:‏ إن القوامة التي أخبر الله عنها هي قوامة إدارة ورعاية‏،‏ لا قوامة تسلك وتحكّم بل إن كلمة(‏‏(‏قوامة‏)‏‏)‏ لاتصلح في مدلولها اللغوي لهذا الوهم الثاني فقط‏.‏إن الله عز وجل نفى أن يكون للرجل ولاية على المرأة‏،‏ ولم يجعل لرجولته سلطاناً يبرر ذلك‏.‏وأثبت الله عز وجل في مكانها ما لم يعرفه أي قانون وضعي إلى اليوم‏،‏ وهو ما نعبر عنه في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة‏،‏ فقال‏:‏ ‏{‏الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُبَعْضٍ‏}‏ [‏التوبة‏:‏9‏/‏71‏] فإذا أسقط البيان الإلهي ولاية الرجل على المرأة بهذا القرار الواضح الجلي‏،‏ فأي معنى بقي إذن للقوامة التي أخبر في هذه الآية عنها‏؟‏‏.‏‏.‏ المعنى الباقي لها هو الإدارة والرعاية‏،‏ ومصدر استحقاق الرجل للأولى‏،‏ كونه هو المنفق عليها والقانون الدولي يقول‏:‏ من ينفق يشرف‏،‏ أما مصدر رعايته لها‏،‏ فما قد قضى به الله الفاطر الحكيم من أن سعادة كل من الرجل والمرأة‏،‏ في أن تكون المرأة في كنف الرجل‏،‏ لا أن يكون الرجل في كنف المرأة‏،‏وإن واقع الدنيا كلها أفصح بيان ينطق بذلك‏.

ثانياً ‏-‏الحجاب‏:يرى التائهون عن رؤية الحق‏،‏ أن شرعة الحجاب التي ألزم الله بها المرأة‏،‏ من أكبرالأدلة على ازدرائها للمرأة‏،‏ والتقييد البالغ لحريتها‏.‏‏.‏ والأمر في حقيقته على النقيض مما يتصورونه‏،‏ فهو السبيل الذي لابد منه لاشتراك المرأة مع الرجل في بناء المجتمع بشتى مقوماته وأسبابه‏،‏ من علوم وثقافة واقتصاد وتربية وغيرها‏،‏ وإليكم بيان ذلك بمنتهى الإيجاز‏:‏بين الرجل والمرأة جامع مشترك يتمثل في القدرات الذهنية وسائر الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية ونحوها‏.‏‏.‏ ثم إن المرأة تستقل عن الرجل بما أودع فيها من مظاهر الأنوثة وعوامل الإغراء‏،‏ التي جعل الله منها سبيل متعة متبادلة بينهما‏.‏وبوسعكم الآن أن تتبينوا أنه لابد لتلاقي الرجل والمرأة على جامع مشترك من العمل الفكري والعلمي والاجتماعي للنهوض بالأمة وتحقيق أسباب تقدمها الحضاري‏،‏ من أن لايبدو للرجل منها‏،‏ في هذا الملتقى إلا مايبرز منها مظهر الجامع المشترك بينهما‏،‏ فإن أظهرت منها الجانب الآخر الذي تتميزبه وهو جانب الأنوثة والإغراء‏،‏ بشكل متكلف وبارز‏،‏ فلابد أن ينسيه هذا الجانب منها‏،‏ ذلك الجامع المشترك بينهما‏،‏ وعندئذٍ لايلتفت منها إن تكلمت أو شاركت بكل الجهود العلمية والثقافية المختلفة‏،‏ إلا إلى ما يبدو له منها من جاذبات الأنوثة والإغراء‏.‏‏.‏ وفي هذا من الازدراء لشخصيتها العلمية والثقافية والفكرية ما لايغيب عن بال أي عاقل‏.‏‏.‏ إن مما لايخفى على أحد‏،‏ أن تهتاج بالرجل الذي يرى شريكته في الفكر والعمل الحضاري‏،‏ وهي على هذه الحال‏،‏ مشاعرهُ الغريزية‏،‏ فتشرد عن كلامهاوعن محاكاتها الفكرية‏،‏ إلى التأمل فيما يتبدى أمامه من مغرياتها الجسدية‏،‏ ترى هل يمكن أن تتصوروا امتهاناً للمرأة‏،‏ باحثةً ومفكرةً وعالمةً أبلغ من هذاالامتهان‏،‏ وأبعث منه على السخرية والازدراء‏.‏إن الحجاب الذي شرعه الله لها‏،‏ إنماهداها إليه لتنجو بذلك من هذا الازدراء الذي يبدد مزاياها العلمية والفكرية والاجتماعية في ضرام النظرات الغريزية المتجهة إليها من الرجال‏،‏ ومن ثم لتمارس مع الرجل شركة حقيقية في إقامة مجتمع حضاري سليم‏.‏‏.‏ فإذا وجدت المرأة مع الرجل في لقاء آخر ليمارس كل منهما حقه في المتعة‏،‏ تحت مظلة تعاقد شرعي مقدس على تبادل مقومات هذه السعادة‏،‏فإن دور الحجاب ينطوي عندئذ‏،‏ ويدعوها الشارع عندئذ إلى أنتبرز من مظاهر أنوثتها‏،‏ كل ما يكون عوناً على تحقيق مزيد من السعادة في حياتها‏.‏

ثالثاً‏-‏ رئاسة الدولة‏:ما ينبغي أن ننسى أننا نتكلم عن حقوق المرأة‏،‏ ومدى اهتمام الشريعة الإسلامية بها‏،‏ في مجتمع مصطبغ بأحكام الشريعة الإسلامية‏،‏ إن رئاسة الدولة في هذا المجتمع وظيفة دينية وقيادة إرشادية قبل أن تكون مهمة سياسية اجتماعية‏،‏ ومن المعلوم أن ظروف المرأة تعوقها عن النهوض بكثيرمن جوانب هذه الوظيفة في شطرها الديني والإرشادي‏،‏ ولا داعي إلى ذكرالتفاصيل‏.‏على أننا لابدأن نتوجه إلى تاريخ المجتمعات الإنسانية منذ فجره الذي دونته الأقلام‏.‏‏.‏ فنسأل لماذا لانجد بين الآلاف الذي نُصِّبوا من الرجال ملوكاً ورؤساء على شعوبهم‏،‏ أكثرمن عدد أصابع اليدين أو نحو ذلك من النساء‏؟‏ ولماذا لم تنصَّب‏،‏ بل لم ترشح‏،‏إلى اليوم امرأة واحدة‏،‏ لسّدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية‏،‏ التي يعدّها كثير من المغفلين مظهراً لقمة الحضارة الإنسانية ورعاية حقوقالإنسان‏؟‏إن الجواب الذي سيأتينا‏،‏ ضمن حدود المنطق‏،‏ على هذا السؤال‏،‏ هو الجواب الثاني ‏(‏بعد الجواب الأول‏)‏ الذي نتوجه به إلى منتقدي شريعة الله عز وجل‏.‏ولأختم حديثي بالبيان الرباني الجامع لأشتات كل ماقد ذكرت‏،‏ القائل‏:‏ ‏{‏فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاأُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 3‏/‏195‏]‏‏.‏

---------
مختار من محاضرة للشيخ محمد سعيد البوطي حفظه الله

وســـــــــام* 12-11-2009 05:15 AM

رد: لقوامة ,الحجاب والرئاسة مشاكل تقليدية في حياة المرأة المسلمة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقال مهم

جزاكِ الله خيراً أختى الكريمة


الساعة الآن : 08:31 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.96 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (1.04%)]