ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فلسطين والأقصى الجريح (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=79)
-   -   لماذا انقرضت الطير الأبابيل (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=83718)

أبو جهاد المصري 29-09-2009 07:47 PM

لماذا انقرضت الطير الأبابيل
 
المشهد الأول:
خرج سيد مكة عبد المطلب ليفاوض أبرهة الذي كان في طريقه لهدم الكعبة عنوان مكة الديني والدنيوي, فسأله عن مئتين من الإبل كان أبرهة قد غنمها في طريقه,
هنا ضجر أبرهة قائلاً: ويحك يا رجل أتيت لأهدم دينك ودين آبائك وأنت تسألني عن مئتين من الإبل؟!
, فقال عبد المطلب قولته الشهيرة: أما عن الإبل فأنا رب الإبل, وأما عن البيت فللبيت رب يحميه.


ويخبرنا القرآن الكريم أن الله أرسل على أصحاب الفيل طيراً أبابيل رمتهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول، وبقيت الكعبة عزيزة وكفى الله أهل مكة القتال ..
انتهى المشهد.


المشهد الثاني:



دخل القرامطة إلى صحن الكعبة في يوم التروية 317هـ، وقتلوا من حجاج بيت الله من قتلوا, ولم يسلم من سيوفهم حتى الذين تعلقوا بأستار الكعبة المشرفة,
وحمل زعيمهم أبو" طاهر القرمطي" الحجر الأسود إلى السماء وقال بصلف وكبر: أين الطير الأبابيل؟!, أين حجارة السجيل؟!,
ومعلوم أن الله في هذه الحادثة لم يرسل الطير الأبابيل ولم تتساقط على رؤوس المعتدين حجارة السجيل التي شهدتها رؤوس أصحاب الفيل!, وعاد القرامطة من مكة غانمين الحجر الأسود حتى 339هـ ..
انتهى المشهد.


بالجمع بين المشهدين التاريخيين



للمراجعة والتأمل يبدوا لنا سؤال مهم:
لماذا لم يرسل الله تعالى الطير الأبابيل ليحمي بيته من القرامطة كما حماه في المرة الأولى من أصحاب الفيل؟!.


ولماذا لا يرسل الله الطير الأبابيل على الصهاينة المتطرفين الذين يحاولون تدنيس المسجد الأقصى المبارك، ويسعون إلى هدمه, وهم الذين من قبل حرقوه 1969هـ ؟!!


وللذين يسارعون في الإجابة بأن ذنوب الأمة ومعاصيها وبعدها عن دين الله هو الذي منع الطير الأبابيل نقول:
إن أهل مكة الذين نزلت حجارة السجيل في عهدهم لم يكونوا موحدين أصلاً بل كانوا كفرة فجرة يعبدون الأصنام من دون الله.


إذن:
أين العلة في غياب الطير الأبابيل عن الأمة الإسلامية طيلة هذا الزمن السحيق، والذي اُنتهكت فيه محارمُها، واُستبيحت أرضُها، ودُنِّست قدسُها، ومُزِّق قرآنُها، واستهزئ برسولها صلى الله عليه وسلم من قبل شذاذ الآفاق ولقطاء التاريخ.؟


القصة وما فيها _والخطاب موجه للأمة الإسلامية في كل مكان _ أن سنة جديدة قد اختص بها الله جل في علاه أمة محمد صلى الله عليه وسلم،
وهي مولودة مع ميلاده عليه الصلاة والسلام بعد حادثة الفيل في مكة بخمسين يوماً فقط،
وتتمثل في قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد


وهذه السنة نسخت سنة التدخل الإلهي المفاجئ لصالح العاصين المتقاعسين المفرطين باشتراطات الانتصار, حتى لو كان الأمر يتعلق بشرف الكعبة وحرمة المسجد الأقصى المبارك؟!, نعم حتى لو وصل الأمر لذلك وأبعد, لأن زمن الأبابيل قد ولى مع أبرهة وعبد المطلب بلا رجعة.


ولو كان هناك بقية باقية لعهد أبرهة لما انهزم المسلمون في معركة أحد وفيهم ومعهم أشرف وأعظم البشر محمد صلى الله عليه وسلم,

نعم انهزمت العصابة المؤمنة لأنها فرَّطت في واحد من استحقاقات النصر المكتوبة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم, وهو السمع والطاعة لنبيها .

ولا يعني هذا أن التدخل الإلهي الحاسم للمعارك لصالح المؤمنين قد انتهى،
بل إن الإيمان بذلك من كمال الإيمان وتمامه,
ولكنه تدخل لا يكون إلا في حال وفَّرَ المؤمنون استحقاقات هذا التدخل والمتمثلة في تحقيق شروط الانتصار,
ولا يتعين أن يكون التدخل الإلهي على شكل طير أبابيل أو خسف أو الصعق.. بل بصور مختلفة كدب الرعب في قلوب العدو, أو نزاع في صفوفه, أو فساد في قيادته, أو وباء معدٍ, أو انهيار اقتصادي ..الخ


إن كانت الأمة الإسلامية التي تعيش أدنى هبوطٍ لها تنتظر طيراً أبابيل ترمي جيوش أمريكا وربيبتها (إسرائيل) ومن لف لفهم بحجارة من سجيل, فهي كالظمآن الذي يجري خلف سراب بقيعة يحسبه ماء.


نعم، إن بقيت الأمة على حالها وتفريطها لاستحقاقات الانتصار فلا تنتظرنّ من الله طيراً أبابيل ولا حجارة من سجيل, ولا تتوقع أن يخسف الله بجيوش أعدائها الأرض, ولا أدنى من ذلك ولا أكثر, لأنه ما كان لها لتحصد ثمار الانتصار هكذا بلا ثمن، ولا لتنعم بالسيادة والريادة لقمة سائغة بلا مقدمات.


إن إحسان الظن بالله كشرط من شروط الانتصار والتدخل الإلهي وحده لا يكفي,
يقول حسن البصري: "وإن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم،
وقالوا: نحن نحسن الظن بالله، وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل".


سنن الله في الصعود والهبوط والنصر والهزيمة لا تحابي أحداً مهما كان هذا الأحد,
ومطلوب من الأمة الإسلامية أن تكف عن المن بإسلامها وإيمانها,
فالأمة هي التي تتشرف بالدين وليس الدين الذي يتشرف بها,
والله تعالى لن يتوانى عن سحب تكليفه بالاستخلاف لهذا الجيل من الأمة إن بقي غير محقق لاستحقاقات التمكين والنهوض,
يقول تعالى : ".. وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (38)


وبعد هذا كله يلوح في الأفق سؤال خطير: هل من الممكن أن يهدمَ الصهاينةُ المسجدَ الأقصى المبارك في فلسطين؟!

بشرى فلسطين 29-09-2009 08:16 PM

رد: لماذا انقرضت الطير الأبابيل
 
بارك الله فيك وفي نقلك
موضوع في غاية الأهمية
أتمنى أن نعرف جيدا مقومات النصر ونترك التواكل
في أمان الله


الساعة الآن : 04:48 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.88 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (1.23%)]