ملتقى الشفاء الإسلامي - رسالة للشعوب الأوربية - من الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

تفريغ كلمة الشيخ
أسامـة بن لادن
حفظه الله

[ رسـالة إلى الشعوب الأوروبية ]

{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ }

الحمدُ لله الذي حرَّم الظلمَ على نفسه وجعله بيننا مُحرماً

أما بعد :

فإلى الشعوبِ الأوروبية :

السلامُ على مَن اتبع الهدى ..

وبعد :

تعلمون أن البغي يصرع أهله , والظلم مرتعه وخيم , وإن من أعظم الظلم قتلُ الناس بغير حق , وهذا ما تمارسه حكوماتُكم وجنودُكم تحت مظلةِ حلفِ الناتو في أفغانستان , يقتلون الأطفالَ والنساءَ والشيوخ , جريمتهم أن بوش قد غضبَ عليهم , رغم علمكم أنهم لم يقوموا بأي عدوانِ على أوروبا ولا صلة لهم بأحداث أمريكا , فعلامَ تنتهكون ما تتحدثون عن تعظيمه كالعدل وحقوقِ الإنسان ؟ فهلا تدبرتم في الأمر وسألتم أولي الألبابِ والنهى ؟ فلن يمضي طويلُ وقتٍ حتى ينجلي غبارُ الحرب في أفغانستان ولن تجدوا فيها أثراً لأمريكي , وإنما سيغربون هناك بعيداً وراء الأطلسي بإذن الله تعالى , ونبقى نحن وأنتم فيقتصُّ المظلومُ من ظالمه.

ولكم في حال أختكم جورجيا عبرةٌ , فأهلها قُصِفوا وأُذِلوا فطَلَبوا النصرة من أمريكا لاستعادة السيادة على ما انتُزِع منهم فلم تقدم لهم سوى كلاماً فارغاً , ولما ألحُّوا في الطلب جاءتهم البارجات الأمريكية ولكن ليس لاستعادة أوسيتيا وأبخازيا وإنما لتقديم ما لا يحتاجون إليه , قليلاً من الخيام والطعام ومسحوق غسيل الملابس ! فتدبروا في ذلك جيداً , فالعاقلُ لا يفرط بأبنائه وأمواله من أجل عصابةٍ في واشنطن , فإن من العارِ على المرءِ أن يكون في حلفٍ قائده الأكبر لا يبالي بدماءِ البشر , يقصفُ القرويين بالطائرات عن عمد وأنا على ذلكم من الشاهدين, فتأتي عربات الهمر فإذا تبين لها أن القتلى أطفال عندها ينهمر الكرم الأمريكي ويعطون ذوي الضحايا مئة دولار عن كل طفلٍ قتلوه! هذه هي الحقيقةُ المؤلمة , فهل نجدُ في أوروبا كبشاً بمئة دولار ؟
هذه هي قيمةُ حياة أطفالنا الأبرياء عند واشنطن وحلفائها , فكيف تتوقعون رد فعلنا ؟ ولو رأيتم ما فعل حليفكم الأمريكي مع أعوانه في شمالِ أفغانستان من حشرٍ للآلاف من الطالبان في الحاويات التجارية كما يُحشر الساردين وإغلاقها عليهم إلى أن يموتوا أو يقذفوهم في النهر لَتَفَهَّمتم أسبابَ الأحداثِ الداميةِ في مدريدَ ولندن , وكل ما ذكرتُه مُوثق , وعندما بدأت الأمم المتحدةُ بالتحقيق في جرائم الشمال ضغطت عليها إدارةُ بوش وأوقفت التحقيق , هذه هي العدالة الأمريكية.

وخلاصةُ القول : نحن لا نطلب باطلاً ولا شططاً , وإنما من العدلِ أن ترفعوا ظُلمكم وتسحبوا جنودكم , ومن العقل أن لا تسيئوا إلى جيرانكم , وإذا كانت أوروبا تعاني من الأزمة الاقتصادية اليوم , وإن كان قلبها قد تراجع عن المركز الأول للصادرات في العالم , وإن كانت أمريكا تترنح بداءِ نزيفِ الحرب الاقتصادي , فكيف سيكون حالكم بعد أن تنسحبَ أمريكا بإذن الله لنقتص للمظلومِ من الظالم ؟ فالسعيدُ من وُعِظ بغيره , ودرهمُ وقاية خيرٌ من قنطار علاج , والرجوعُ إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل .
والسلامُ على من اتبع الهدى.

{ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

والحمد لله رب العالمين