ملتقى الشفاء الإسلامي

السلااام عليكم والرحمه...
انتفاضة الاقصى الثانيه
لكي لاااااااااااااا ننساها:confused::confused::mad::mad:

في إطار الجمود السياسي الذي ران على القضية الفلسطينية بعد حرب حزيران عام 1967 كان لابد من حدث درامي يحرك المياه الراكدة في المنطقة. لقد حركتها حرب تشرين عندما انعقد مؤتمر جنيف إثر الحرب فحاولت الولايات المتحدة أن تكرس مضامين ما عرف ب (السياسة الواقعية) التي كان هنري كيسنجر يقودها وهي السياسة التي تقوم على أن ( التاريخ يبدأ الآن). وترجمة هذه القاعدة ما قاله كيسنجر أمام المشاركين في المؤتمر الذي غابت عنه سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية( ما فات مات)‏
الحدث المشار إليه والذي أطلق ردة فعل شعبية في أرض كانت جاهزة للانفجار كان مقتل سبعة عمال فلسطينيين في مخيم جباليا في قطاع غزة يوم 7 كانون الأول عام 1987. فكانت الانتفاضة الأولى التي لم تتوقف إلا بالتوقيع على اتفاقيات اوسلو يوم 13 أيلول 1993.هذه الوثيقة التي اختلف الفلسطينيون بشأنها بين من قال إنها إنجاز , على ما قاله السيد سليم تماري مدير مؤسسة الدراسات المقدسية ( انظر سليم تماري وريما حمامي مجلة الدراسات الفلسطينية العددان 45/46 ص8 ) وبين من قال إنها كانت ذات نتائج كارثية على الشعب الفلسطيني.‏
بعد سبع سنوات عجاف من تاريخ القضية الفلسطينية انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية يوم 28 أيلول عام 2000 عندما قام آريئيل شارون, زعيم الليكود ورئيس المعارضة البرلمانية, بزيارة إلى المسجد الأقصى لم يدخل شارون باحة المسجد محبة بنا ولا بالسياحة بل ليقول لكل عربي وكل مسلم إنه يحتقر شعائرنا ومشاعرنا ومعتقداتنا. (خطاب السيد الرئيس بشار الأسد في القمة الاستثنائية في القاهرة 21/10/2000 ). ولكن هل دخل شارون باحة المسجد الأقصى دون تنسيق مع ايهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك? كشف السيد الرئيس في خطابه ذاك أن البعض أتى الينا ليقول إن شارون هو المسؤول الوحيد عن كل ما جرى, وأن باراك لا علاقة له بكل ما حصل . أما سبب هذا التبرير فهو وبلسان التبريريين أنفسهم يا عرب , قدموا المزيد من التنازلات لكي تحفظوا باراك وتحافظوا عليه من السقوط (في الانتخابات التشريعية التي تقرر عقدها يوم 6 شباط 2001) وتقطعوا الطريق على شارون , لكن التبريريين نسوا أن آلاف العسكر الذين أحاطوا بشارون خلال زيارته المشؤومة و ابتدؤوا أعمال القتل هم أفراد يتبعون مباشرة لباراك ويأتمرون بأمره بوصفه رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع , وهذا دليل على تنسيق تام بينهما بشأن ما حدث. وكان الثمن هذا العدد من الشهداء الذين سقطوا حتى الآن. وهذا يثبت عجز قادة العدو عن إخفاء طبيعتهم العنصرية العدوانية . وعليه فإن الصراع الدائر بين‏
الطرفين الآن , إذا صح التعبير ذلك أنه يتبادر إلى ألأذهان أنهما طرفان متساويان أو متكافئان : ففيما إسرائيل دولة ذات سيادة ولها جيش جرار , فإن الفلسطيني لم يحقق هذه السيادة ولا جيش لديه , بل إنه يشترط عليه إن كانت له دولة (دويلة أو كانتون ) أن تكون منزوعة السلاح . الطرف الأول قاتل والثاني مقتول . فكيف يمكن أن يطلب من الفلسطيني أن يضبط هذا الغضب الشعبي ? وعليه فإن المشكلة قال السيد الرئيس في قمة القاهرة غير العادية في تشرين الأول عام 2000 هي لدى إسرائيل وليس من مهامنا أن ننقذها من مشكلتها أو نخرجها من مأزقها.‏
وهكذا كانت زيارة شارون إلى باحة الأقصى الصاعق الذي فجر تلك الأحداث التي تمت على خلفية انهيار قمة كامب ديفيد الثانية (تموز 2000)حيث رفض باراك تنفيذ المرحلة الثالثة من الانسحاب الإسرائيلي من الضفة التي كان أعاد التفاوض في شأنها بنفسه في إطار اتفاق شرم الشيخ في أيلول 1999مصرا بدلا من ذلك على الانتقال إلى مباشرة إلى محادثات الوضع النهائي. وهذا يعني أنه كان على السلطة الفلسطينية التفاوض مع وجود 18% فقط من الأراضي تحت سيطرتها الكاملة هي عبارة عن المراكز المدنية في المنطقة التي تعرف بالمنطقة أ , وسيطرة جزئية (مشتركة) على 24% من الأراضي في المنطقة ب التي هي القرى وسواها من المناطق الآهلة هناك . ولذا فإن التفاهم (الشرط ) في اتفاق شرم الشيخ أن يتم الانسحاب من معظم الأراضي المحتلة كشرط مسبق للوضع النهائي, بات مرتبطا بتنازلات فلسطينية كبرى بشأن قضايا الكبرى الواردة في بند الوضع النهائي وتشمل القدس واللاجئين والمستوطنات . وقد شكل هذا التحول النتيجة النهائية للخلل الهائل في ميزان القوى بين الجانبين , وهو ذات الخلل الذي كان يلقي بظله على عملية أوسلو منذ البداية. وهكذا كان السبب الثاني لاندلاع الانتفاضة الثانية والذي يمكن إيجازه ب انسداد أفق حل سياسي ينهي الاحتلال ويوقف التوسع الاستيطاني وعمليات مصادرة الأراضي .................................................. ..............................:mad::mad::mad::mad: ‏