ملتقى الشفاء الإسلامي - سيرة خير البشر

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالي :
(ما كنتم تعبدون)
(ماذا أجبتم المرسلين)
وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام عن ما يواجه العبد في القبر يأتيه الملك فيسأله:
- من ربك؟
- ما دينك؟
- من نبيك؟
*من هذه الأدلة الواضحة والصريحة تتجلي أهمية العلم بسيرة خير البشر وهاديها فبها تكون العزة والكفاية والنصرة والقبول فسعادة العبد في حياته الدنيا ولآخرة تتعلق بمتابعته سبحانه وشقاؤه في مخالفته.
ولقد أصطفي الله سبحانه من عباده أنبياء ورسل يقودون هذه الأمة من الظلام إلي النور ومن الشقاء إلي السعادة ومن عبادة العباد إلي عبادة رب العباد.
وهم مقسمون علي التوالي:
الأنبياء 124000 نبي
ثم اختار منهم الرسل :
313 رسول
ثم اختار منهم أولي العزم من الرسل:
نوح- موسي- إبراهيم- عيسي- محمد عليه السلام.
ثم اختار منهم الخليلين:-
محمد وإبراهيم عليهم السلام.
ثم اختار سيد ولد آدم:-
محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وهو ما سنتناوله في بحثنا هذا.
حياته قبل البعثة:-
- برجع نسب النبي إلي أشرف وأخير أهل الأرض نسبا فهو من سلالة عدنان ولد إسماعيل علية السلام ولد إبراهيم الخليل عليه السلام.
فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
ولقد دعا إبراهيم ربه بأولاد فرزقه الله تعالي بإسماعيل بعد 80 عاما ولقد تملك قلب أبيه حباً حتى آتي الاختبار من الله بأن رأى إبراهيم في المنام بأنه يذبح فلذة كبده إسماعيل فصدق الرؤيا إبراهيم فأكرمه الله (وفديناه بذبح عظيم). فبارك الله في نسله.
ولد النبي عليه الصلاة والسلام في عام الفيل وتوفي أبوه عبد الله وهو في بطن أمة ثم توفيت أمة آمنة وهو ذو سبع, ثم كفلة جدة عبد المطلب ثم توفي وهو ذو ثماني ثم كفلة عمه أبو طالب فكان خير سند له حتى النبي شفع له بعد موته فرفع من درك جهنم وتوضع جمرتان تحت قدميه يغلي منهما داسه وهو أخف العذاب لأنه لم يسلم.
تزوج النبي عليه السلام خديجة بنت خويلد وهو في (25) وكانت قد ناهزت (40) وكانت ثيب, وهي أول نساء النبي, وأول من مات من نساءه ولقد كان يحبها حباً شديداً وهي أول امرأة دخلت الإسلام, وقد بشرها ربها ببيتها في الجنة وبلغها السلام وكانت خير معين لهادي البشرية حتى أنه عليه السلام كان يكرم صديقاتها بعد موتها.
ولقد رزق منها عليه السلام بالأولاد والبنين وهم:
القاسم – وعبد الله وقد مات صغيرين .
وأما البنات علي الترتيب:
زينب – رقيه – أم كلثوم – فاطمة.
ونبينا ولد آخر ولكن من ماريه القبطية وهو إبراهيم
وقد انقطع نسل النبي إلا ما كان من جهته الحسن والحسين أبناء علي وفاطمة رضي الله عنهما.

(بداية بعثته)

بداية الرسل كان لها علامات احدها الرؤى الصالحة التي تقع كفلق الصبح ولقد رأي النبي الرؤيا وهو في الأربعين من عمره فحبب إليه الخلوة والتفرد والتعبد لربه, وقد بغض إليه الأصنام والأوثان.
وفي يوم الاثنين كان مبعثه إلي الثقلين فنزل علية جبريل وأمسك به وقال: ٌإقراء قال: ما أنا بقارئ عدة مرات حتى قال جبريل (إقراء باسم ربك الذي خلق ) فخاف النبي ورجع إلي البيت وهو يرتجف ويقول خديجة دثروني زملوني ولقد خشيت علي نفسي فأجابت خديجة وكلها ثقة والله لا يخزيك الله أبدا أنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق.

بعثته إلي قومه

عندما أنزل الله الأمة لنبيه بأن ينذر عشيرته وأقرباءه صعد النبي الصفا وصاح في الناس حتى أجتمع عليه الناس فأخذ يذكرهم بصدقه فقالوا ما رأينا عليك كذبا فقال لهم أنا رسول الله فقال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا فبدأت الحرب بينه وبين عشيرته وكان عمه أبو طالب يدافع عنة ويصد كيد المعتدين عليه حتى وافته المنية فازدادت عليه البلوى وأشتد الأذى من قريش.

(قصة إسلام سلمان الفارسي)

- كان سلمان من أصل فارسي وكان أبوه سيد قومه وكان يحبه حباً شديداً لدرجة أنه حبسه في البيت وكان يعتنق المجوسية وكان يوقد النار فلا يجعلها تنطفي ساعة، في أحدي المرات أرسله والده إلي ضيعته وأوصاه أن لا يتأخر فخرج فمر بكنيسة للنصارى فأعجبه حالهم فجلس عندهم حتى غربت الشمس وبعث أبوة في طلبه في كل مكان حتى جاءه في المساء وهو لم يمر علي ضيعته فأخبره بالذي فعله فحبسه وجعل حديداً في رجله فقل عن أهل هذا الدين فقالوا في الشام فذهب مع تجار إلي الشام وهناك أخذ يتتلمذ علي أيدي الأساقفة وكان سليمان يسأل الأسقف أن يوجه قبل وفاته إلي رجل آخر فلا زال علي هذه الحال فقال له العابد أن النبي بعث في بلاد العرب وهذه صفاته وكان لسلمان غنيمة وبقيرات فسئل قافلة أن يأخذوه إلى بلاد العرب مقابل هذه البهائم ففعلوا ولكنهم باعوه إلى يهودي فأتى المدينة فعرف أنها المقصودة وما لبث حتى سمع بالنبي r في مكة ثم هاجر النبي إلى المدينة فأراد سلمان التأكد من صدق الأخبار التي لديه من نبوؤات فوجدها واسلم وحينها كان الرسول يمشي في جنازة فأزاح ردائه عن كتفه فوجد ختم النبوة فخر سلمان باكيا وأسلم.