زمان الرِّجل (قصيدة)
اضْرِبْ بِرِجْلِكَ كَيْ تَحُوزَ قَبُولا ===وَتَكُونَ فِي هَذَا الزَّمَانِ جَلِيلا هَذَا زَمَانُ الرِّجْلِ، لا زَمَنُ الحِجَا=== ذَبُلَتْ زُهُورُ ذَوِي العُقُولِ ذُبُولا أَهْلُ الكُرَاتِ اليَوْمَ هُمْ أَهْلُ العُلا ===وَبِهِمْ سَنُعْلِي مَجْدَنَا المَشْلُولا وَعَلا الثَّقَافَةَ لاعِبٌ وَمُطَبِّلٌ=== أَفَلَتْ شُمُوسُ ذَوِي العُلُومِ أُفُولا أَنْفِقْ حَيَاتَكَ فِي المَلاعِبِ ===حَاضِنًا كُرَةً تَكُونُ إِلَى مُنَاكَ سَبِيلا وَاضْرِبْ بِرِجْلِكَ ضَرْبَةً هَدَّافَةً ===تُصْبِحْ عَلَى رَأْسِ السُّهَا إِكْلِيلا وَدَعِ العُلُومَ لِمَنْ أَرَادَ خَصَاصَةً=== وَأَحَبَّ فَقْرًا أَوْ أَسَاغَ خُمُولا فَلأَنْتَ مِنْ قَوْمٍ تَسَوَّدَ فِيهِمُ ===اَللاَّعِبُونَ رِيَاضَةً والضَّاربون طُبُولا وَالرَّاقِصَاتُ الكَاشِفَاتُ ===بُطُونَهَا وَالصَّادِحُونَ العَازِفُونَ طَوِيلا وَبَنُو التَّفَكُّرِ وَالتَّعَلُّمِ ضُيَّعٌ=== ذَاقُوا المَرَارَةَ بُكْرَةً وَأَصِيلا كَسَدَتْ بِضَاعَتُهُمْ وَجَفَّ رُوَاؤُهَا=== لَمْ تَشْفِ مِنْ ظَمَأِ العِطَاشِ غَلِيلا حَتَّى غَدَا جَنْيُ القَرَائِحِ سِلْعَةً=== لَمْ تُجْدِ فِي سَاحِ الفَخَارِ فَتِيلا سَنَوَاتُ عُمْرِكَ قَدْ تَضِيعُ بِلا جَنًى=== وَتَبِيتُ مِنْ هَمِّ الدُّرُوسِ كَلِيلا وَكَفَتْكَ عَنْ هَذَا العَنَاءِ رِمَايَةٌ=== تَسْعَى إِلَى مَرْمَى الخُصُومِ وُصُولا كُرَةٌ إِذَا وَلَجَتْ شِبَاكَ مُدَافِعٍ ===سَجَدَ الجَمِيعُ، وَهَلَّلُوا تَهْلِيلا وَتَبَوَّأَتْ قَدَمُ الَّذِي قَدْ "شَاطَهَا"=== فِي المَجْدِ فَتْحًا لا يُنَالُ أَثِيلا حَازَ النَّبَاهَةَ وَالجِبَايَةَ وَاكْتَسَى ===عِزَّ الحَيَاةِ وَكَنْزَهَا المَأْمُولا سَارَتْ بِرَمْيَتِهِ الرُّوَاةُ وَقَدْ غَزَا=== عَرْضَ البِلادِ حَدِيثُهُ وَالطُّولا مَجْدٌ، وَلا فَتْحُ الفُتُوحِ نَظِيرُهُ=== وَجَنَاهُ يُورِثُ فِي الوَرَى تَبْجِيلا يَا صَاحِ، قَدْ دَالَ الزَّمَانُ فَدَاسَتِ الْ=== أَقْدَامُ أَفْهَامًا لَنَا وَعُقُولا أَحَسِبْتَ مَنْ مَسَّ الشِّبَاكَ بِرَمْيَةٍ=== مِثْلَ الطَّبِيبِ إِذَا يَجُسُّ عَلِيلا؟! أَحَسِبْتَ مَنْ أَهْدَى العِدَا كُرَةً كَمَنْ ===أَهْدَى العَدُوَّ الصَّارِمَ المَسْلُولا؟! أَحَسِبْتَ مَنْ صَخِبَتْ إِذَا يَرْمِي الدُّنَا=== يَصِلُ الفُرَاتَ صَنِيعُهُ وَالنِّيلا؟! يَحْكِي أَدِيبًا عَالِمًا أَوْ آسِيًا=== يَشْفِي جِرَاحًا أَوْ يُطِبُّ عَلِيلا؟! شَتَّانَ بَيْنَهُمَا: فَنَجْمٌ بِازِغٌ ===وَأَخُو غِيَابٍ لَمْ يَزَلْ مَجْهُولا هَذَا زَمَانُ الرِّجْلِ لا زَمَنُ النُّهَى=== فَاضْرِبْ بِرِجْلِكَ كَيْ تَكُونَ جَلِيلا د / وليد قصّاب |
رد: زمان الرِّجل (قصيدة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما اجملها وما اروعها من قصيدة جزاك الله خير الجزاء اخيتي الغالية فتاة التوحيد على مشاركتك المعبرة جعلها الله في موزين حسناتك |
الساعة الآن : 09:13 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour