ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل يطرأ الكفر على من يقول: لا إله إلا الله ؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=72216)

لواء العز 10-05-2009 02:32 PM

هل يطرأ الكفر على من يقول: لا إله إلا الله ؟
 
هل يطرأ الكفر على من يقول: لا إله إلا الله ؟
كلمة لا إله إلا الله كلمة لها معنى وأركان وشروط وكما أن لكلمة لا إله إلا الله لوازم فإن هناك اعتقادات وأقوال وأفعال إذا اعتقدها أو قالها أو فعلها الإنسان فإنه يخرج من الإسلام ولو قال لا إله إلا الله محمد رسول الله , وهذه الاعتقادات والأقوال والأفعال تسمى بـ ( نواقض لا إله إلا الله ) فكلمة الدخول في الإسلام هي الشهادتان اعتقادا وقولاًوفعلاً , فالذي يقر بالشهادتين في قلبه وينطق بها بلسانه ويعمل بمعناها الصحيح الذي أراده الله منه و أراده رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محققاً نفي الآلهة والطاغوت والأنداد والمعبودات عما سوى الله وإثبات العبادة لله وحده وإثبات التشريع والإتباع لله وحده و يكون عالماً بها ومخلصاً لله بها ومستيقناً وصادقاً وقابلاًومحباً ومنقاداً لكل ماتعنيه كلمة لا إله إلا الله مبتعداً عن نوا قضها عاملاًبلوازمها فمن كان كذلك فإنه لا يكفر مادام على ذلك .
فإذا تقرر ذلك علمنا أن من لوازم لا إله إلا الله أن لا يكون ولاءه إلا لله ولرسوله وللمؤمنين , وتكون براءته من أعداء الله ورسوله كاليهود والنصارى والمرتدين ونحوهم , فالولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله كما قال تعالى (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَأَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَاللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُاللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) .
وروى الإمام أحمد في مسنده عن جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بايعه على أن تنصح لكل مسلم وتبرأ من الكافر .
ومن لوازم كلمة لا إله إلا الله التحاكم إلى شرع الله والحكم بما أنزل الله قال تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) وقال تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) فحقيقة لا إله إلا الله هو الكفر بما يعبد من دون الله وإثبات العبادة لله وحده قال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
وورد في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال لا إله إلا الله وكفربما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ) .
وبناءً على ما تقدم فمن قال لا إله إلا الله وأتى بمعناها الصحيح المتقدم الذي أراده الله ورسوله فإنه لا يكفر بل يحكم له بالإسلام ويكون حرام الدم والمال والعرض ويجب على جميع المسلمين مناصرته والوقوف معه على وفق الشريعة الإسلامية ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) .
وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله عز وجل ) وفي رواية لمسلم ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ) .
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فإذاشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ) .
فتأمل أخي القارئ قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ) , فمنطوق الحديث من شهد الشهادتان إقراراً وقولاً وعملاً فإن دمه وماله حرام ومفهوم المخالفة من لم يكن كذلك فدمه وماله حلال .
ومن المسلّم أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله لا يكفر فإن من اليهود قوم يقولون لا إله إلاالله وحكمهم في ديننا أنهم كفار لأنهم لم يحققوا معنا لا إله إلا الله بل أنهم يقولون لا إله إلا الله ويتبعون ملتهم المحرفة .
وقد أجمع العلماء على أن من كفرببعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذّب به فهو كمن كذّب بالجميع ومن كفربنبي من الأنبياء فقد كفر بجميع الأنبياء .
ومن قال لا إله إلا الله وأنكر وجوب الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج فهو كافر بالإجماع ونقل الإجماع في ذلك الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتابه القيم كشف الشبهات الذي ينبغي لكل مرجئ أن يتعلمه لكي يتضح له زيف معتقده الإرجائي الباطل .
فمن قال لا إله إلا الله وأنكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة كأن ينكر شعيرة الجهاد فهو كافر بالإجماع .
ومن قال لا إله إلا الله وذبح لغير الله أو استعان بغير الله أو توكل على غير الله أو صلىوصام لغير الله أو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك كافر ولو قال لاإله إلا الله. فإن لا إله إلا الله لا تنفعه ما دام قد ارتكب ناقضاً من نواقضها قال تعالى (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ويكون كافراً بالتعيين إذا توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع .
ومن قال لا إله إلا الله ثم سب أو استهزأ بالله أو آياته أو رسوله صلى الله عليه و سلم فهو كافر حلال الدم والمال قال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) .
ومن قال لا إله إلا الله ثم اتبع منهجاً غير منهج الإسلام كالإشتراكية أو العلمانية أو القومية أو الصهيونيةأو الصليبية أو الباطنية أو الرافضة الإمامية أو الدروز فهو كافر مرتد قال تعالىومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه .
ومن قال لا إله إلا الله ثم أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر ولا يصح له إيمان ولو كان يصلي ويصوم فإن المنافقين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون ويصومون بل ويجاهدون ولكنهم يبغضون ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله عنهم (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) وقال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )
انظر أخي القارئ كيف أن الله تعالى أحبط أعمالهم مع أنهم كانوا يقولون لا إله إلا الله فلم تنفعهم لا إله إلا الله وهكذا في كل من اعتقد أن هدي غير النبي كهدي اليهود والنصارى أو قرارات الأمم المتحدة أومجلس الأمن الدولي أو الصليب الأحمر أو غير ذلك أكمل أو أحسن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو مقدم على هديه فهو كافر مرتد ولو كان يقول لا إله إلا الله , قال تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَبَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَوَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . فنفى الله أصل الإيمان عمن لم يحكّم النبي صلى الله عليه وسلم في المسائل الخلافية أو يجد في نفسه حرجاً من حكم النبي صلىالله عليه وسلم ولو قال لا إله إلا الله فكيف بمن يعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه صلى الله عليه وسلم .
وكذلك أيضا من قال لا إله إلا الله وهو يعمل في جيش الأمريكان أو اليهود أو جندي في جيش يناصر الدولة المحاربة للإسلام والمسلمين فهوكافر مثلهم , مثله كمثل من يقول لا إله إلا الله وهو في جيش مسيلمة الكذاب أو في جيش الأسود العنسي المدعي للنبوة ومن قال لا إله إلا الله وهو يحارب أولياء الله المجاهدين واقفاً في صف الأعداء ضد الإسلام والمجاهدين كمن يحارب الإمارة الإسلامية في أفغانستان ( حركة طالبان ) أو الإمارة الإسلامية في الشيشان أو المقاتلين في أكناف بيت المقدس أو دولة العراق الإسلامية أو(الشباب المجاهد) في الصومال أو أو غيرهم من المجاهدين .
فمن وقف مع أعداء الله في محاربتهم فهو كافر مرتد ولو كان يصلي ويصوم ويحج و يحفظ القرآن والسنة قال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، فتأمل كيف أن الله عزوجل نفى الإيمان عمن والى من حارب الله ورسوله وأحبهم أو ساعدهم , فنفى عنهم أصل الإيمان بالله واليوم الآخر بل أن المؤمن لا يوالي ولا يحب ولا يناصر من حارب الله ورسوله ولو كان أقرب قريب .
ويكفر أيضاً من قال لا إله إلا الله ثم تجسس على المجاهدين رافعا أخبارهم وراصداً تحركاتهم مقدماً المعلومات عنهم لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمرتدين سواءً كان يعمل جاسوساً مباشراً كأن يلتحق بمكاتب الـ ( إف بي آي ) أو الـ ( سي آي أيه ) الموجودتان في بلدانهم أو في بلاد المسلمين أوغيرها من مكاتبهم كالموساد أو عاملاً بواسطة مكاتب استخبارات المرتدين ومؤسساتهم كالأمن السياسي والأمن القومي و الاستخبارات العسكرية .
و يخرج من الإسلام من قال لا إله إلا الله ثم أفتى بجواز مقاتلة المجاهدين وبحرمة قتال الأمريكان واليهود ولو ادّعى العلم والإيمان قال تعالى (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) .
ويكفر من قال لا إله إلا الله ثم التحق بفرق مكافحة الإرهاب التي تحارب المجاهدين وتعمل لصالح الأمريكان بالوكالة .. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَوَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وقال تعالى (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) قال شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري ( ومعنى ذلك: لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ ظهرًاوأنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم، فإنه مَنْ يفعل ذلك فليس من الله في شيء ، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر إلا أن تتقوا منهم تقاة ، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم ، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولاتعينوهم على مُسلم بفعل )اهـ .
ويكفر من قال لا إله إلا الله ثم أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ولا يتحاكم إليه وإنما يتحاكم إلى القوانين الوضعية أوالأعراف الجاهلية أو يحكم بغير شريعة الرحمن قال تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَاأَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )
وقال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّ امِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) .
وكذلك يكفر من قال لا إله إلا اله ثم اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام أوأنها مساوية لها أو أنه يجوز التحاكم إليها ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل أواعتقد أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين أو أنه كان سبباً في تخلف المسلمين أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى.
ومن قال لا إله إلا الله وهو يستبيح ما حرم الله أي : (أن يجعل الحرام حلالاً ) مما هو معلوم من الدين بالضرورة كالزنا والخمر والربا وغير ذلك فهو كافر مرتد.
فمن خلال ما تقدم ذكره عُلم أنه يكفر من ارتكب ناقضاً من نواقض لا إله إلاالله ولو قالها بلسانه .
قال الإمام البربهاري ـ رحمه الله ـ ( ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز وجل أو يرد شيئاً من آثارالرسول صلى الله عليه وسلم أو يذبح لغير الله أو يصلي لغير الله فإذا فعل شيئاً من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام ) نقل باختصار .
وقد أورد أصحاب الفكرالإرجائي شبهة على من يُكفر من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع فقالوا كيف تكفرون من يقول لا إله إلا الله .
فالرد على هذه الشبهة من عدة وجوه :
1ـ قد تقدم معنا أن من آمن ببعض الكتاب وجحد بعضه فإنه كافر ومن نطق بالشهادتين وجحد وجوب الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة فهو كافر فلا تنفعه لا إله إلا الله ودليل ذلك قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُبِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) .
2ـ هناك أمثلة لأناس يقولون لا إله إلا الله ويصلون ويصومون وعندما ارتكبواناقضاً من نواقض الإسلام نجد أن العلماء كفروهم ولم يمنع من تكفيرهم أنهم يقولون لاإله إلا الله
المثال الأول : بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدّعون الإسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء كفرية أجمع العلماءعلى كفرهم وقتالهم وأن بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين فلم تنفعهم لا إله إلا الله لأنهم لم يحققوا معناها المراد .
المثال الثاني : بني حنيفة أتباع مسيلمة الكذاب فإنهم يشهدون أن لا إله إلاالله ويؤذنون ويصلون ومع ذلك كفرهم الصحابة وقاتلوهم لأنهم رفعوا منزلة شخص إلى مرتبة النبوة وبهذا ارتكبوا ناقضاً من نواقض لا إله إلا الله أنظر كتاب استتابةالمرتدين من صحيح البخاري .
وكذلك نقل الإمام أبو يعلى الفراء الإجماع على أن الصحابة قاتلوا مانعي الزكاة (مع إقرارهم بوجوبها) قتال ردة.
المثال الثالث : الذين اعتقدوا في علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه إله مع أنهم من أصحاب علي وتعلموا العلم من الصحابة ويقولون لا إله إلا الله ومع ذلك حرقهم علي بن أبي طالب بالنار وقال:
( لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبرا)
فأجمع الصحابة على كفرهم , فلم ينفعهم قول لا إله إلا الله .
المثال الرابع : في المنافقين الذين كفروا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سخروابالصحابة ونزل قوله تعالى (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) ،مع أنهم مجاهدون ويقولون لا إله إلا الله ومع ذلك كُفّروا يوم أن قالوا كلمة الكفر ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء فأنزل الله فيهم قوله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) ، وقوله (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَإِسْلَامِهِمْ) .
المثال الخامس : المسلمون من الصحابة الذين كانوا في مكة ولم يهاجروا إلى المدينة خرجوا مع المشركين في وقعة بدر فلما أسرهم المسلمون عاملهم النبي صلى الله عليه وسلم معاملة صناديد قريش وهم يقولون لا إله إلا الله ويصلون ومقرون بشعائر الإسلام فلما ظاهروا المشركين وخرجوا في صفهم عُوملوا معاملة الكفار ولو قتل أسارى الكفار في بدر لقتلوا حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عامل عمه العباس لما وقع في الأسر معاملة الكفار مع أنه يقول لا إله إلا الله وأخذ منه صلى الله عليه وسلم الفداء .
3 ـ ما ذكره العلماء في أبواب الفقه تحت مسمى ( باب حكم المرتد ) وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه فهذا الباب خاص فيمن يقول لا إله إلا الله ثم يأتي بمكفر ولم يقل العلماء من قال لا إله إلا الله لا يكفّر .
فهذه الأدلة المتقدمة في كفر من يقول لا إله إلا الله وهو مرتكب ناقضاً من نواقضها ولو زعم أنه مسلم
و في عصرنا هذا نرى أن أمريكا رفعت رايةالصليب لمحاربة الإسلام والمسلمين على أرض أفغانستان و فلسطين والعراق واحتلت أرض الجزيرة عن طريق عملائها في المنطقة وغيرهم وحاربت المجاهدين في الصومال والمجاهدين في منطقة النهر البارد وقامت بمحاولة لإهانةالقرآن ونبي الإسلام , فكل من وقف مع أمريكا الصليبية الصهيونية في حربها ضدالإسلام والمسلمين فهو كافرٌ مثلهم سواء كان حاكماً أو عالماً أو إعلاميا أوعسكرياً أو جاسوساً أو قدم أي نوع من أنواع المساعدة مهما صغرت أو كبرت ولو أشاربرأي ولو قال لا إله إلا الله فإن لا إله إلا اللـه لا تنفعه كمـا تقدم بالأدلـةالقاصمة لظهور مرجئة العصر ونبراسـاً لمن أراد الحــق والرشــاد وإتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد نقل إجماع المسلمين على كفر وردة المناصر للكفار علىالمسلمين الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه (المحلى بالآثار) ما نصه ( صح أن قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم) إنما هو على ظاهره بأنه كافرمن جملةالكفار وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) .
فخلاصة الكلام أن من نطق بالشهادتين يعطى له فرصة ليظهر صدق ما نطق به من الشهادتين إقراراً وقولاً وعملاويدل على ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة قال فصبحنا القوم فهزمناهم قال ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم قال فلما غشيناه قال لا إله إلاالله قال فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال لي يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا قال أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم )

فإن ظهر من اعتقاده أو أقواله أو أعماله ما يناقض الشهادتين وتوفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع فهو كافر بالتعيين ولو كان يقول لا إله إلا الله حتى يؤمن بما خرج به من الإسلام .
والأدلة السابقة الذكر في كفر من قال لا إله إلا الله وارتكب مايناقضها تبين لنا خطورة من يُأسلم الكافر لأنه قال لا إله إلا الله ولو حارب لا إلهإلا الله فهذا هو مذهب المرجئة الذي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض ، ولا يدخلان الجنة : القدرية ، والمرجئة »
فمن اخطر الجماعات على لا إله إلا الله المرجئة الضالةالمنتسبة زوراً وبهتاناً لأهل السنة والجماعة فبسبب فكرهم الإرجائي المنحرف الجاثم على الأمة منذ عدة عقود من الزمن استبيحت أراضي المسلمين .
أخرج الإمام ابن شاهين في كتابه شرح مذاهب أهل السنة عن سعيد بن جبير، قال : (المرجئة يهود القبلة ) . وبسبب فكرهم الإرجائي المُأسلم لمن لم يحكم بماأنزل الله استبدلت شريعة الرحمن بقوانين وأعراف وضعية بحجة أنهم يقولون لا إله إلاالله .
نسأل من الله أن يستأصل جذور هذا الفكر المنحرف المتعمق في أوساط الجماعات المنتمية للإسلام ,
وهناك مدارس أخرى يستشري فيها الفكر الإرجائي تحت غطاء الانتساب لأهل السنة , وأهل السنة والجماعة منهم براء ,قال الإمام ابن شاهين: قال سفيان الثوري: « اتقوا هذه الأهواء المضلة » قيل له : بين لنا ، رحمك الله . قال سفيان : « أما المرجئة فيقولون : الإيمان كلام بلا عمل ، من قال : أشهد أن لا إله إلاالله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فهو مؤمن مستكمل الإيمان ، على إيمان جبريل والملائكة ، وإن قتل كذا وكذا مؤمن ، وإن ترك الغسل من الجنابة ، وإن ترك الصلاة ،وهم يرون السيف على أهل القبلة » .
وتسبب الفكر الإرجائي بانتشار ظاهرة سب الذات الإلهية والرسول صلى الله عليه وسلم والدين في الإعلام والصحف فيمتنعون عن تكفيرهم بحجة أنهم يقولون لا إله إلا الله .
وأخـيراً فمنهج أهل السنة والجماعة بريء من منهج المرجئة ومن منهج الخوارج الذين يكفرون بكبائر الذنوب والقارئ للتاريخ يرى أن أعداء السنة المتمثل في الرافضة والمرجئة والصوفية والمعطلة كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم ينفّرون الناس من أهل السنة والجماعة ويسومونهم بتكفير من يقول لاإله إلا الله فرموا بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في زمانه والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم وهكذا اليوم تتكرر نفس الاتهامات على أهل السنة والجماعة وخاصة المجاهدين منهم لا القاعدين.. بأنهم يكفرون من يقول لا إله إلا الله والأعجب من ذلك أن الاتهامات لا تأتي من أهل البدع فحسب كما كان في الأزمان الماضية بل تأتي ممن يزعمون بأنهم من أهل السنة والجماعة وهم في حقيقة أمرهم قد أُشربوا مذهب المرجئة بقعودهم واختلال اعتقادهم , ومذهب أهل السنة والجماعة منهم براء وهم أخطر من غيرهم لأنهم باسم السنة يحاربون السنة فتجدهم لا للكفر كسروا ولا للإسلام نصروا ولكن للمسلمين ثبطوا وللمجاهدين خذّلوا وللمرتدين أسلموا..

لواء العز 10-05-2009 03:02 PM

رد: هل يطرأ الكفر على من يقول: لا إله إلا الله ؟
 
http://www.alhnuf.com/up/m2/5bd005dab4.gif

إكرام أحمد 11-05-2009 01:53 PM

رد: هل يطرأ الكفر على من يقول: لا إله إلا الله ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك
أخي الكريم
على الموضوع المميز


وأسأل الله الغفران والتوبة


الساعة الآن : 09:02 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 41.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.53 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (0.43%)]