ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
http://i43.tinypic.com/denp1c.jpg مشهد كثيرا ما يحدث .. طفلة صغيرة تسحب إلى مكان غريب لا تدري ما هو، تمدد على "ترابيزة" .. امرأة متجهمة تكمم فمها، وأخرى تكتف يدها، وثالثة تفتح ساقيها، وتأتي الرابعة بخنجرها لتبتر عضوا من جسدها، والأم واقفة .. تستغيثها ابنتها بنظراتها المرتعشة ولا تهب لنجدتها .. إنه الختان .. ذلك الطقس الدموي الذي يغتال براءة الفتيات. يذكر التاريخ أن الختان المصري قد ظهر في عهد فرعون موسي، وكانت كيفيته أن تقوم الخافضة - بعد تكتيف الفتاة الصغيرة من قبل نسوة أخريات وكمكمة فمها - بقطع البظر وإزالته بالكلية؛ ثم تقوم بإزالة الشفرين الصغيرين والكبيرين بالكلية، ثم تقوم الخافضة بوضع عود ثقاب قبل فتحة الشرج بقليل ليكون كعلامة تنتهي عندها، لتقوم بعد ذلك بخياطة طرفي الشفرين الكبيرين المستأصلين والنازفتين، وتستمر الخياطة ابتداءً من موضع البظر السابق، ونزولاً إلى موضع وضع عود الثقاب، ليتم إغلاق فرج المرأة بالكلية، وترك منفذ صغير لا يتجاوز السنتيمترين في أغلب الأحيان. وبالطبع مع الزمن فإن الخياطة التي تمت، يغطيها جلد غليظ ونسيج ليفي خشن يشبه الندبة الناتجة عن جرح عميق في الغلظة والخشونة؛ وعند الولادة يؤدي الختان بهذه الطريقة إلى تعقيد الولادة وإطالة وقتها، وربما إيقاف تقدمها، مما يضطر الأطباء في عصرنا للجوء إلى العملية القيصرية أو استخدام وسائل مساعدة. وقد لجأ فرعون إلى استخدام الختان بهذه الطريقة البشعة بعد أن أخبره المنجمون أن طفلا ذكرا سيولد في بنى إسرائيل، وسيكون زوال ملكه علي يديه، ولهذا كانت فكرته الشيطانية أن يتم أجراء الختان بالطريقة المتعارف عليها حالياً في مصر وأغلب دول إفريقيا، لأن الآلام المصاحبة للولادة ستدل على المرأة في تلك اللحظات نتيجة للصراخ، ولهذا فإن جنده سيصلون إليها، وأن كان المولود ولداً قتلوه فوراً، ولذلك سمي بالختان الفرعوني. أما الطريقة الثانية التي يتم بها الختان في مصر فهي ما يسمى بالختان السني، ولا سنة فيه نهائياً، وإنما هي تسمية فقط شاعت بين الناس، وهو منتشر في جنوب مصر وأنحاء السودان، وهو أخف من الطريقة السابقة، حيث يتم فيه إما قطع البظر فقط بالكلية، أو قطع الشفرين الصغيرين فقط بالكلية، أو قطع الشفرين الصغيرين مع الكبيرين مع البظر بالكلية، ولكنه لا خياطة فيه ولا إصمات. وهناك طرق أخرى غير منتشرة بشكل كبير، منها تدمير وتسوية البظر والشفرين الصغيرين، عن طريق كي هذه الأجزاء أو حرقها مع الأجزاء المحيطة بها. وهذه الأنواع من الختان لا تشبه في شيء ذلك الخفاض المذكور في الحديث النبوي ولا الذي كانت تعرفه العرب وتمارسه، وهي نفسها الأنواع التي توجهت إليها فتوى فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية، والذي قامت عليه الدنيا ولم تقعد واتهموه بأنه غير فتواه بعد توليه منصب الإفتاء، وأنه يحرم ما أحل الله. فتوى الشيخ علي جمعة كان موضوع الختان قد أثار زوبعة كبيرة في مصر الفترة الأخيرة، ما بين مؤيد ومعارض، وتراشق الجميع بالاتهام، حتى وصل الأمر باتهام البعض لفضلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية بأنه غير فتواه في الختان بعد أن تولى منصب الإفتاء ليتماشى مع توجهات الحكومة، حيث كان الشيخ علي جمعة قد أفتى قبل أن يتولى المنصب بأن الختان مكرمة وقد يرقى إلى السنية وأن ختان السنة لا يسبب أى أضرار ولكنه قيدها بـ إذا "أُجرى بطريقة صحيحة". وعندما تولى الشيخ علي جمعة منصب الإفتاء ارتأى له حكما آخر في المسألة، نتيجة لظهور العديد من الأضرار الخطيرة، ووفاة ثلاثة فتيات صغيرات نتيجة لإجراء عملية الختان لهن، وبالتالي تغيرت فتواه إلى التحريم، وهذا ليس عيبا، فالفتوى قد تتغير بتغير جهاتها الأربع "الزمان، المكان، الأشخاص، والأحوال". ولنتوقف سوياً وقفة متأنية مع فتوى تحريم الختان التي أصدرها الشيخ علي جمعة، وقبل أن نتعرض لها أود أن أوضح بعض الأمور، التي ستبين سبب تحريم فضيلة المفتي للختان، والتي قد تغيب عن البعض. تغير مفهوم المصطلحات الفقهية بداية هناك أمر هام يجب توضيحة، وهو أنه يجب على الفقيه أن يكون ملماً بواقعه، عارفاً بما يحدث حوله، لا أن يتقوقع حول المتون يرددها ويحكم بها في حياة الناس، دون أن يتأكد هل المذكور هو ذات الموجود في مجتمعه من مفهوم أم لا، خاصة وأن الكثير من المصطلحات الفقهية الموجودة في كتب الفقهاء تغير مفهومها في عصرنا الحالي، كما أن الاختلاف في الأحكام بين المذاهب الفقهية يرجع في الأساس لاختلاف فهمهم للمصطلح، فقد تكون اللفظة واحدة لكن فهمهم لها يختلف لأسباب معينة، ومن هنا جاءت المشكلة مع فتوى فضيلة المفتي الشيخ علي جمعة في الختان. فالمصطلحات تحمل بين طياتها حساسية شديدة، لأن أدنى تغيير يحصل في معناها يؤثر كثيراً على عملية الاستنباط، ويكمن سر ذلك في أن المصطلحات تعتبر القناة التي يمر عبرها تأثير الأصول على الفقه. النبي شرب النبيذ بالطبع صعقت واتهمتني الآن بالفسوق بل ربما بالكفر بعد أن قرأت العنوان السابق .. ولكن مهلاً .. فمعني النبيذ قديماً وفي كتب الحديث وكتب التراث الفقهية، يختلف تماماً عن معنى النبيذ الذي نعرفه الآن .. سأوضح الأمر: النبيذ كما هو مشار في الأحاديث النبوية وكتب الفقهاء هو الماء الموضوع فيه قليل من التمر أو الزبيب مما يجعل طعم الماء حلو المذاق، فيما يشبه "الياميش" الذي نقوم بعمله في رمضان. وشرب النبيذ والعصير بهذه الصورة جائز باتفاق الفقهاء قبل غليانه ـ الغليان أي الاختمار ـ وذلك بدليل مشروعية هو ما أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث السيدة عائشة "أنها كانت تنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غدوة، فإذا كان العشى فتعشى، شرب على عشائه، وإن فضل شئ صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية". وفي صحيح النسائي قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فامسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا". إذا نفهم من الأحاديث السابقة أن "النبيذ" الذي كان يشربه الحبيب صلَّى الله عليه وآله وسلم معناه أنه عبارة عن ماء منقوع به قليلاً من التمر أو الزبيب، وهو بمثابة العصير الذي لم يختمر، ويصبح خمرا مسكرا كالخمر. أما الآن فمفهومنا عن "النبيذ" أنه الخمر .. فقط الخمر .. لذلك عندما قرأت العنوان السابق ظننت أنني أقول أن سيدنا النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم قد شرب خمرا –وحاشاه- صلَّى الله عليه وآله. وهذا ما حدث عند الناس مع فضيلة المفتي عندما أفتى مؤخرا بأن الختان محرماً .. وذلك لأن معنى كلمة "ختان" ومفهومها قد تغير عما في كتب الفقهاء .. فعندما نسمع كلمة ختان أول ما يتبادر إلى الذهن أنه تلك العملية التي تشبه الاغتصاب ونتخيل فتاة مكتفه يعلو وجهها الخوف والدهشة ومشرط ينزل ليبتر ودم يسيل بغزارة. نظرة متأنية لفتوى تحريم الختان عندما نتعرض لنقض فتوى، يجب أن نقرأها أولاً بعناية، ومعرفة ملابسات وظروف خروج هذه الفتوى، وكذلك المكان الذي قصدته، وأيضا مفهوم الناس عن الشئ المستفتى عنه، والزمان الذي قصدته الفتوى، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره. وبالنسبة لفتوى تحريم الختان التي أصدرها فضيلة الشيخ علي جمعة حفظه الله، فقد جاءت عقب وفاة ثلاث فتيات لا يتخطين الثالثة عشر من عمرهن في شهر واحد، نتيجة لعملية الختان بالطريقة الخاطئة في مصر. والقارئ المنصف المتأني لفتوى تحريم الختان التي أصدرها الشيخ علي جمعة يجد قال فيها بالحرف: "عادة الختان (الضارة) التي تمارس (في مصر) في (عصرنا) حرام". فهو قد حدد حكمه بالحرمة على: (الختان الضار - الممارس في مصر - الموجود في عصرنا الحالي). فهو يتكلم عما يفهمه الناس بالتحديد من لفظة "ختان" والذي لا يوجد دليل شرعي عليه، ولا يقصد بذلك الختان الذي تكلم عنه الفقهاء في كتبهم. وفتوى المفتي يجب أن تتوجه لما هو موجود في الواقع، وليس إلى ما هو موجود في الكتب، ولا وجود له إلا فيها، وكل ما تحدث عنه فضيلة الشيخ علي جمعة كما سبق وقيل وأوضح في تأصيل فتواه، أن الختان كما يصفه الأطباء في عصرنا الحديث على أربع مراحل الأولى منها نوع من أنواع التجميل التي ينصح به الأطباء عند الحاجة إليه، هذا هو الختان في مفهوم المسلمين. إذا فضيلة المفتي لم ينكر الختان الذي في كتب الفقهاء، أي أن الختان الاسلامي الصحيح، هو عبارة عن تجميل يقررها الأطباء نتيجة عيوب خلقية أو أمراض تناسلية، وهذا نسبته لا تتعدي1% بين الفتيات. والسائل أو السائلة عندما يسأل عن الختان فإنه يسأل ويقصد الطريقة الغير صحيحة التي يتم بها في مصر في عصرنا الحالي، خاصة مع كونه من العوام. ولا أحد من العوام يعرف شيئا عن الخفاض الشرعي الذي حكمه الندب والذي هو محل كلام الفقهاء. ولو كان فضيلة المفتي قد أفتى بأن الختان الذي يتم في مصر الآن حلال وسنة، وله دليل شرعي على طريقته التي يتم بها، على أساس أن الخفاض عند الفقهاء مكرمة، لانعدم التواصل والترابط، ولتحول الأمر إلى حوار طرشان كلٌ يهيم في واد غير الآخر. لأن المعنى الفقهي للختان يختلف عن المعني الواقعي المطبق في مصر. وهذا هو للأسف حال غالبية من يفتي في المسألة، وينتج عنه أن يأخذ هذا السائل الفتوى سعيداً بها ليرتكب جريمته في حق ابنته، وهو مسرور لأنه يطبق شرع الله، ولو سئل أو منع لما استجاب ولانتفض قائلاً أنتم تعترضون على حكم الله هل العفة مرتبطة بالختان؟! هناك فهم شعبي سخيف يروج ويدفع إلى الإستمرار في هذا الوأد للفتيات الصغيرات مفاده أن المختونة أكثر عفة وطهارة من غير المختونة، وهذا محض خرافة، فالرغبة في الجنس كما قال العلماء محلها الدماغ لا العضو التناسلي الذي هو مجرد آداة موصلة، ويشهد الواقع أن هذه المجتمعات التي اشتهر فيها الختان غير خالية من الرذيلة. كما أن مسألة الطهارة أيضا خرافة، ففتحة البول عند المرأة توجد أسفل البظر وبعدية عنه، بل على العكس تماماً، فإن الغير مختونة يتوفر لديها نظام نظافة ذاتي من الغدد والإفرازات المهبلية لا يتوفر لدى المختونة، مما يجعل المحل عرضة لتراكم الجراثيم والإلتهابات والأدران. فأنا لا أرى ارتباطا بين الختان والعفة، فكم من امرأة غير مختتنه وعفيفة، وكم من مختتنه وغير عفيفة، كما أن المرأة لا تستثار من بظرها فقط، وهناك أماكن أخرى كثيرة تستثار منها كالثدي والأرداف والعينان والأذنان. فهل نختنهم هم أيضاً؟!!!، هل نفقأ عيناها حتى لا تنظر إلى الرجال وتستثار بهم؟!!!، هل نثقب أذناها حتى لا تستمع لصوت الرجال فتشتهيهم؟! والأذن تعشق قبل العين أحيانا. إذا فالتربية السليمة على مبادئ الإسلام والخشية من الله، واستشعار مراقبة الله تعالى للعبد، والصحبة الصالحة هي التي تجعل المرء عفيفاً، فكيف نربط عفة المرأة بقطع مليمترات منها؟!!!. ومن العجيب أنك عندما تتناقش مع المؤيدين للختان ويعتبرونه سبيلا للعفة، وتقول لهم أنه يؤثر سلباً على العملية الجنسية عند المرأة لأنه يقلل من شعورها، تجدهم يدافعون باستماته ويستشهدون بآراء الأطباء بأنه لا يؤثر على إحساس المرأة !! .. وعجبا قولهم .. إذا لماذا تختون بناتكم ما دام هذا الأمر لا يؤثر في الشهوة؟!!!. نظرة في أدلة مؤيدي الختان يتمسك المؤيدون لإجراء الختان بعدد من الأحاديث التي حكم عليها الحفاظ بأنها ضعيفة، والمثير للجدل هنا، إن كان الختان أمراً لازماً، فلماذا لم يختتن سيدنا النبي صلَّى الله عليه وآله بناته، فلم يرد في ذلك ولو حتى أثراً واحداً يشير إلى أن أحداً من بنات أو نساء الحبيب قد خُتن. قد يقول قائل أن هذا الأمر من الأمور الحساسة التي لا يجب أن يظهرها الإنسان، وأن العرب كانوا يستحون أن يتكلموا عن هذا ويعتبرونها عورات تستر ولا يتحدث عنها. أقول لهم السنة الفعلية أولى بالإظهار، والنبي صلَّى الله عليه وآله كان قدوة، وأول من سيطبق السنة فيهم هم أهل بيته، حتى يكونوا مثالاً لجميع المسلمين. ولو عدنا إلى التاريخ، لوجدنا أن من روى حديث أن "الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء"، هو الحجاج بن أرطأة، وهو مدلس، وقد وضع 4000 حديثا، وقتله الخليفة المنصور بتهمة الزندقة!. أما حديث أم عطية: "أخفضي ولا تجوري"، والرواية الأخرى "أشمي ولا تنهكي فأنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج"، فهو حديث ضعيف مضطرب، لا يصح من أي طريق. ضغفه صاحب المغنى عن الأسفار، ففيه محمد بن حسان الذي قال عنه أبو داود مجهول، فاسناده ليس بالقوى، وعلق الإمام شمس الحق العظيم آبادى على كلام بن داود قائلا: "روى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لايصح الاحتجاج بها"، وقال الحافظ عبد الغنى بن سعيد: "راويه هو محمد بن سعيد المصلوب على الزندقة أحد الضعفاء والمتروكين". ثم هذا الحديث "أشمي ولا تنهكي فأنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج"، ناقض آخره أوله، ففي أوله أمر بالختان، وفى آخره بيان أن بقاء بعض ذلك الجزء المأمور إزالته "أسرى للوجه وأحظى عند الزوج"، فلماذا لايبقى أصل الخلقة كما خلقه الله فتكتمل نضارة الوجه والحظوة عند الزوج؟!!!. وفي قوله صلي الله عليه وآله وسلم "أشمي" من الإشمام (العلو والارتقاء)، وكأنه صلى الله عليه وآله يقول "إذا وجدتي البظر أشماً عالياً فأخفضيه وإلا فلا"، أو كأنه يقول "خذي منه ما يؤخذ من الوردة عند شمها فكأنها لا تأخذ منه شيئا". وبالطبع هذا يغاير تماماً ما يحدث الآن إن صح الحديث. ولا أظن أن هناك من الأطباء مهما بلغت مهارته أن يختن بنتاً دون أن يجوز أو ينهك، فالبظر ضئيل لا يكاد يمسك، فكيف يقطع جزء منه دون أن يخدش بقية الأعضاء؟!. كما أن الختان في أصلة عادة كانت موجودة عند البعض قديما، وعندما سألت أم عطية عنه قال لها النبي صلَّى الله عليه وآله "أشمي ولا تنهكي"، وذلك على مثال أن يقول أب لابته إذا ارادت الذهاب إلى مكان يبعد مثلاً ساعتين، اذهبي ولكن عودي قبل ساعة. فيفهم ضمنياً عدم موافقته التامة على هذا الفعل. أما حديث "إذا التقى الختانان وجب الغسل" فقال العلماء فيه أن "الختانان" مثنى، والتثنية ترد لجمع الأمرين بأسم أحدهما على سبيل التغليب، كمثل القمران يقصد بهما الشمس والقمر، والعشاءان يقصد بهما المغرب والعشاء، والأسودان يعني التمر والماء، وهكذا. والحديث مؤول عند العلماء، فالفقهاء لايوجبون الغسل بمجرد التقاء الختانين، وإنما بالإيلاج فإذا ترك المعنى الحر في لفظ الحديث -أي لمنطوقه-، فكيف يقبل القول بمفهومه؟!. القطع موجب للدية وبعد عرض الأحاديث، نقف مع بعض أقوال العلماء والفقهاء الذين تبنوا نفس موقف فضيلة المفتي الشيخ علي جمعة في الختان، فقال الإمام ابن المنذر: "ليس فى الختان خبر يرجع اليه ولا سنة تتبع" . وأفتى الإمام ابن قدامة الحنبلى برأيين فيه، أحدهما "يجيز القصاص فى قطع الشفرين" ، والثاني بـ "الدية" لاعتبارات فنية تتصل بإجراء القصاص. كما نص الفقهاء على أنه فى حالة قطع الشفرين يجب "الدية" الكاملة، لأن الالتذاذ بالجماع يقع بهما، وخالفهم الإمام بن حزم الأندلسي إلى وجوب القصاص على المتعمد ونفى الدية عن المخطئ. وأحب أن أختتم موضوعي بسؤال أوجهه لكل من هاج وماج من أجل مسألة الختان .. فلتكن صريحاً مع نفسك لتجاوبني على سؤالي .. هل ختنت ابنتك ؟!!! .. كن صادقا مع نفسك وأجبني بـ "نعم" أو "لا" .. علماً بأنك لن تستطيع "حذف إجابتين" أو "الاتصال بصديق" أو "أخذ آراء الجمهور". نقلته لكم |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة أرى أن المقال ما هو ألا دفاع عن موقف المفتى الشيخ على جمعة ... فإن الصيحات التي تنادى بحُرمة ختان البنات صيحات مخالفة للشريعة؛ لأنه لم يرد نص صريح في القرآن والسنة ولا قول للفقهاء بحرمته فختانهن دائر بين الوجوب والندب، وإذا كانت القاعدة الفقهية تقول : حكم الحاكم برفع الخلاف فإنه في هذه المسألة له أن يحكم بالوجوب أو الندب، ولا يصح أن يحكم بالحرمة، حتى لا يخالف الشريعة التي هي المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد التي ينص دستورها على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة . ومن الجائز أن يشرِّع تحفُّظاتٍ لحسن أداء الواجب والمندوب بحيث لا تتعارض مع المقرَّرات الدينية . والله أعلم وجزاك الله خيرا. |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
أرجو أن توضح لي الفوائد الطبية من ختان البنات ؟. الحمد لله إن الله تعالى كما خلق الخلق فإنه سبحانه تكفل بما يصلحهم في أمر دينهم ودنياهم فأرسل لهم الرسل وأنزل الكتب ليدل البشر على الخير ويحثهم عليه ويعرفهم الشرَّ ويحذرهم منه . ولربما أمر الشرع بأمر أو نهى عن شيء لم تظهر للناس - أو لكثير منهم - حكمة الشرع من هذا الأمر أو النهي ، فحينئذ يجب أن نمتثل الأمر ونجتنب النهي ونتيقن أن في شرع الله الخير كل الخير ولو لم تظهر لنا الحكمة منه . إن الختان من سنن الفطرة كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب ) رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) . ولا شك أن سنن الفطرة كلها من الأمور التي ظهرت بعض حكمة الشرع المطهر فيها ، والختان كذلك ، ظهرت له الفوائد الجليلة التي تسترعي الانتباه لها ومعرفة حكمة الشرع منها. والختان مشروع في حق الذكر والأنثى ، والصحيح أن ختان الذكور واجب وأنه من شعائر الإسلام ، وأن ختان النساء مستحب غير واجب . وقد جاء في السنة ما يدل على مشروعية الختان للنساء فقد كان في المدينة امرأة تختن فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ) رواه أبو داود ( 5271 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " . ولم يشرع الختان للإناث عبثا ، بل له من الحكم والفوائد الشيء العظيم . وفي ذكر بعض هذه الفوائد يقول الدكتور حامد الغوابي : - " .... تتراكم مفرزات الشفرين الصغيرين عند القلفاء وتتزنخ ويكون لها رائحة كريهة وقد يؤدي إلى إلتهاب المهبل أو الإحليل ، وقد رأيت حالات مرضية كثيرة سببها عدم إجراء الختان عند المصابات . - الختان يقلل الحساسية المفرطة للبظر الذي قد يكون شديد النمو بحيث يبلغ طوله 3 سنتيمترات عند انتصابه وهذا مزعج جدّاً للزوج ، وبخاصة عند الجماع . - ومن فوائد الختان : منعه من ظهور ما يسمى بإنعاظ النساء وهو تضخم البظر بصورة مؤذية يكون معها آلام متكررة في نفس الموضع . - الختان يمنع ما يسمى " نوبة البظر " ، وهو تهيج عند النساء المصابات بالضنى [ مرض نسائي ] . - الختان يمنع الغلمة الشديدة التي تنتج عن تهيج البظر ويرافقها تخبط بالحركة ، وهو صعب المعالجة . ثم يرد الدكتور الغوابي على من يدَّعي أن ختان البنات يؤدي إلى البرود الجنسي بقوله : " إن البرود الجنسي له أسباب كثيرة ، وإن هذا الإدعاء ليس مبنيّاً على إحصائيات صحيحة بين المختتنات وغير المختتنات ، إلا أن يكون الختان فرعونيّاً وهو الذي يُستأصل فيه البظر بكامله ، وهذا بالفعل يؤدي إلى البرود الجنسي لكنه مخالف للختان الذي أمر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لا تنهكي ) أي : لا تستأصلي ، وهذه وحدها آية تنطق عن نفسها ، فلم يكن الطب قد أظهر شيئا عن هذا العضو الحساس [ البظر ] ولا التشريح أبان عن الأعصاب التي فيه . عن مجلة " لواء الإسلام " عدد 7 و 10 من مقالة بعنوان : " ختان البنات " . وتقول الطبيبة النسائية ست البنات خالد في مقالة لها بعنوان : " ختان البنات رؤية صحية " : الختان بالنسبة لنا في عالمنا الإسلامي قبل كل شيء هو امتثال للشرع لما فيه من إصابة الفطرة والاهتداء بالسنة التي حضت على فعلها ، وكلنا يعرف أبعاد شرعنا الحنيف وأن كل ما فيه لا بد أن يكون فيه الخير من جميع النواحي ، ومن بينها النواحي الصحية ، وإن لم تظهر فائدته في الحال فسوف تعرف في الأيام القادمة كما حدث بالنسبة لختان الذكور ، وعرف العالم فوائده وصار شائعا في جميع الأمم بالرغم من معارضة بعض الطوائف له . ثم ذكرت الدكتورة بعض فوائد الختان الصحية للإناث فقالت : - ذهاب الغلمة والشبق عند النساء ( وتعني شدة الشهوة والانشغال بها والإفراط فيها ) . - منع الروائح الكريهة التي تنتج عن تراكم اللخن (النتن) تحت القلفة . - انخفاض معدل التهابات المجاري البولية . - انخفاض نسبة التهابات المجاري التناسلية . عن كتاب : " الختان " للدكتور محمد علي البار . وقد جاء في كتاب " العادات التي تؤثر على صحة النساء والأطفال " الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية في عام 1979م ما يأتي : " إن الخفاض الأصلي للإناث هو استئصال لقلفة البظر وشبيه بختان الذكور ... وهذا النوع لم تذكر له أي آثار ضارة على الصحة " . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
بارك اله فيكم وجزاكم خيرا رهين المحبسين بوركت واقدم لك فتوى الشيخ محمد حسان ان شاء الله ********** http://media.masr.me/4XSAcNAzmcQ وجزاكم الله خيرا |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
روى أحْمد والبخاري، ومسلم وأصْحاب السنن: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((خَمْسٌ من الفِطْرَة: الاستِحْدَادُ، والخِتَانُ، وقَصُّ الشَّارِب، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ))، سأل المفتي العلاّمة الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان السؤال هل ختان البنات أمر مندوب إليه أم مباح؟ ختان البنات مستحب إذا كان على الصفة الشرعية، ويسمى بالخفاض، وفائدته تقليل شهوة الأنثى. قال صلى الله عليه وسلم: ((أشمي ولا تنهكي؛ فإنه أبهى للوجه، وأحظى عند الزوج))، رواه الحاكم والطبراني وغيرهما[1]. ويكون ذلك في حال صغرها، ويتولاه من يعرف الحكم الشرعي ويتقن تطبيقه. ----------------------------- [1] رواه أبو داود في "سننه" (4/370)، ورواه الحاكم في "مستدركه" (3/525). وهذه بعض الفتاوى السؤال لدي بنت وأريد أن أختنها ختاناً شرعياً لما له من حفاظ عليها ولكن والدها يرفض( سؤالي هل يجوز فعل ذلك بدون موافقته أو علمه)؟ الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا ينبغي للأب أن يرفض ختان ابنته، فإن الختان بالنسبة للإناث إن لم يكن واجباً فهو مستحب، وفيه مصلحة ظاهرة للبنت، وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للخاتنة، في ختان أنثى: لا تنهكي (أي لا تبالغي في القطع) فإن ذلك أحظى للمرأة، وأحب إلى البعل) رواه أبو داود . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : يعني لا تبالغي في القطع، وذلك أن المقصود بختان الرجل تطهيره من النجاسة المحتقنة في القلفة، والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها، فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة، ولهذا يقال في المشاتمة: يا ابن القلفاء، فإن القلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر، ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتر ونساء الإفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين، وإذا حصل المبالغة في الختان ضعفت الشهوة، فلا يكمل مقصود الرجل، فإذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود باعتدال. انتهى. 1/53 وعلى الأم أن تجتهد في إقناع زوجها باستحباب الختان للبنات وفائدته لهن، فإن أصر فلا تختن بنتها بدون علمه، لأن الأب هو ولي الصغير في النفس والمال، وهو المسؤول عنه المتولي ختانه وتطبيبه ونحو ذلك. والله أعلم. السؤال هل حديث الرسول: "اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج". هل كان الرسول يقصد أن بقاء البظر هو الأنضر أم أن خفاضه هو الأنضر؟. أرجو الإفادة.. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الحاكم في مستدركه والطبراني في مجعمه الكبير عن الضحاك بن قيس قال: كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض - أي تختن - الجواري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم عطية: اخفضي ولا تُنهِكيِ، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج" وصححه الألباني في صحيح الجامع. وروى أبو داود والبيهقي في سننهما عن أم عطية الأنصارية: أن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُنهِكيِ، فإن ذلك أحظى للمرأة، وأحب إلى البعل" وصححه الألباني. ففي هذين الحديثين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالختان، ونهى عن الإنهاك، فالأمر بالختان جاء لأجل تخفيف الشهوة عند المرأة، لأنها إذا تُركت بدون ختان اشتدت شهوتها، فكانت عرضة للوقوع في الحرام. والنهي عن الإنهاك جاء لأمرين: الأول: أن الإنهاك يُضعف الشهوة عند المرأة مما ينتج عنه كراهية المرأة لجماع زوجها، وهذا يؤدي إلى كراهية زوجها لها، وقلة استمتاعها بالجماع. الثاني: أن الإنهاك يُذهب بريق الوجه ولمعانه، وعدم الإنهاك يحفظ نضرة الوجه وبريقه، وقد صرح بهذين الأمرين، صاحب الشرح الصغير مع حاشية الصاوي، فقال: أي لا تجوري في قطع اللحمة الناتئة بين الشفرين فوق الفرج، فإنه يُضعف بريق الوجه، ولذة الجماع، والله أعلم أ.هـ. وقال المناوي في فيض القدير: فأخذ بعضها، تعديل للشهوة والخِلقة. ا.هـ. والله أعلم. |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
اقتباس:
اقتباس:
اختي الفاضلة ومشرفتنا القديرة فتاة التوحيد جزاك الله خير الجزاء وجعل ما كتبتيه وما اضفتيه في ميزان حسناتك وان لايحرمك الاجر والمثوبه لقد توقعت ان يجد هذا الموضوع مثل هذه الردود وهذة المداخلات الغنية بالفائده وانا في الحقيقه حينما قمت بنقل الموضوع لقد فاجئني امر الختان الفرعوني وهالني امرة فان كان المقصود بالختان هو المتعارف عليه عندنا في بلاد الحرمين واعتقد في بعض البلاد الاسلاميه فنحن معه ومع السنه النبويه قبل ذلك ولكن ان كان بمثل هذا المستوى المذكور في الموضوع اعلاه فانا ضده اكرر شكري لك ولاثرائك للموضوع وفقك الله وحرمك على النار |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
اقتباس:
اختي الفاضله ومشرفتنا القديرة الذاكرة لله جزاك الله خير الجزاء اشكر لك مداخلتك الطيبه المباركه وشكرا لك على الرابط استمعت الى اليه وزدت به معرفه وعلما نفع الله بك وزادك من علمه وفضله وفقك الله وحرمك على النار |
رد: ختان الإناث.. بين التحليل والتحريم في آراء المفتي
الاخت الفاضله ومشرفتنا القديرة ام عبدالله بارك الله فيك وجزاك الله عني كل خير جعل الله ما قدمتيه في ميزان حسناتك وشكرا لك لمشاركتك الطيبه ولاثرائك للموضوع وفقك الله وحرمك على النار |
الساعة الآن : 09:17 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour