ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أهمية الصدق (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=66875)

غفساوية 05-03-2009 07:16 PM

أهمية الصدق
 
:AR15firin


أهمية الصدق


الصدق هو : قول الحق الذي يواطئ فيه اللسان القلب ، وهو أيضاً : القول المطابق للواقع والحقيقة من حيث اللغة .

ولما كان الصدق ضرورة من ضرورات المجتمع الإنساني ، وفضيلة من فضائل السلوك البشري ذات النفع العظيم ، وكان الكذب عنصر إفساد كبير للمجتمعات الإنسانية ، وسبب لهدم أبنيتها ، وتقطيع روابطها وصلاتها ، ورذيلة من رذائل السلوك ذات الضرر البالغ ؛ أمر الإسلام بالصدق ونهى عن الكذب .

قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ، قال ابن كثير رحمه الله 2/414 : أي : اصدقوا والزموا الصدق تكونوا من أهله ، وتنجوا من المهالك ، ويجعل لكم فرجاً من أموركم ومخرجاً أ.هـ .
وقال سبحانه : ( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم ) .

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ( أي يبالغ فيه ويجتهد ) حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا . " رواه مسلم 4721 .

فدل هذا الحديث على أن الصدق يهدي إلى البر ، والبر كلمة جامعة تدل على كل وجوه الخير ، ومختلف الأعمال الصالحات ، والفجور في أصله الميل والانحراف عن الحق ، والفاجر هو المائل عن طريق الهداية ، فالفجور والبر ضدان متقابلان .
وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دع ما يريبك إلى مالا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة " رواه الترمذي 2520 والنسائي 8/327 وأحمد 1/200 .
وجاء من حديث أبي سفيان رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل حين قال : فماذا يأمركم ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو سفيان ، قلت : يقول : " اعبدوا الله وحده لا تشركوا بالله شيئاً ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة ، والصدق والعفاف والصلة " رواه البخاري 1/30 ومسلم 1773 .

وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " رواه البخاري 4/275 ومسلم 1532 .

والصدق يشمل الصدق مع الله بإخلاص العبادة لله والصّدق مع
النّفس بإقامتها على شرع الله والصّدق مع النّاس في الكلام والوعود والمعاملات من البيع والشراء والنكاح فلا تدليس ولا غش ولا تزوير ولا إخفاء للمعلومات وهكذا حتى يكون ظاهر الإنسان كباطنه وسره كعلانيته .

أما بالنسبة للكذب فإنه محرم عظيم ويتفاوت في القبح والإثم وأشنع صوره الكذب على الله والرسول لأنه افتراء في الدين ، وتجرؤ عظيم على الله ، ولذلك كان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم صفة الصدق في تبليغ ما أمره الله بتبليغه ، ولهذا قال تعالى : ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) وقال تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) ، ونظير ذلك الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " متفق عليه .

والأصل في الكذب عدم الجواز ، ولكن توجد حالات جاء الشرع بجواز الكذب فيها تحقيقاً للمصلحة العظيمة أو دفعاً للمضرة :

فمن تلك الحالات أن يتوسط إنسان للإصلاح بين فريقين متخاصمين إذا لم يمكنه أن يصلح إلا بشيء منه لحديث أم كلثوم رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيَنْمي ( أي يبلّغ ) خيراً أو يقول خيراً ". رواه البخاري 2495

ومن تلك الحالات حديث الرجل لامرأته ، وحديث المرأة لزوجها في الأمور التي تشدّ أواصر الوفاق والمودّة بينهما وما قد يصاحب ذلك الكلام من المبالغات كما جاء في حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلا فِي ثَلَاثٍ يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ . " رواه الترمذي 1862 وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وانظر صحيح مسلم 4717 .

وإن من أعظم صور الصدق والكذب الصدق في العهد والوعد والكذب فيهما ، فالصدق في الوعد وفي العهد من فضائل الأخلاق التي يتحلى بها المؤمنون ، ويشترك الوعد والعهد بأن كلاً منهما إخبار بأمر جزم المخبر بأن يفعله لا سيما إن كان الوعد والعهد في حقوق الله تعالى كما قال تعالى مثنياً على بعض عباده : ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) وقال تعالى : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) وقال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )


نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والصدق في الأقوال والأعمال .

سامي 06-03-2009 12:21 AM

رد: أهمية الصدق
 
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والصدق في الأقوال والأعمال .

مشكورة اختي الكريمة على الطرح المبارك

جعله الله في ميزان حسناتك

بالتوفيق

ريحانة دار الشفاء 07-03-2009 04:05 AM

رد: أهمية الصدق
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
بارك الله فيكِ اختى الكريمه
غفساويه
على الموضوع القيم ونشاطك الرائع ربى يحفظك ويجعل اعمالك الصالحه بميزان حسناتك و
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والصدق في الأقوال والأعمال

عاشق البيان 08-03-2009 01:02 PM

رد: أهمية الصدق
 
جزاك الله خيرا اختي غفساوية على هذا الجهد المبارك
جعله الله في موازين حسناتك

غفساوية 09-03-2009 02:25 PM

رد: أهمية الصدق
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكور اخي سامي
على مرورك الطيب
دمت في حفظ الله
:0011:

غفساوية 09-03-2009 02:58 PM

رد: أهمية الصدق
 
:74:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكورة اختي الغالية ريحانة دار الشفاء
على دعائك ولك بالمثل اختي
وعلى مرورك الطيب
دمتي في رعاية الرحمن
تقبلي خالص تقديري
ووفقنا الله لما يحب ويرضى:74:

غفساوية 09-03-2009 03:00 PM

رد: أهمية الصدق
 
:74:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكور اخي عاشق البيان
على مرورك الطيب
دمت في رعاية الله:74:

غفساوية 06-05-2009 08:25 AM

رد: أهمية الصدق
 
الاسلام سؤال وجواب

http://www.ashefaa.com/up/uploads/im...c82888ce94.jpg


الساعة الآن : 11:26 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.27 كيلو بايت... تم توفير 0.39 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]