الطريق الى بيت العجزة
كانت تدب دبيب النمل على التراب , وكلما وضعت قدما اعيتها السنون , احالت التراب ثرى مخضبا بدموعها , كان خدها مسموما باخاديد رسمتها ايام عمرها القديم . ما اطول هذا العمر وما اشق الايام في داخلها وما اصعب العيش وحيدة دونما رفيق ....
هل تذكر شيئا من ماضيها العتيق ؟ هل تتذكر لحظات الدفء في موسم الشتاء ؟ وماذا تنفع الذكرى وقلبها يتوقد ألما , والوحدة تذكي احزانها التي لم تخنها منذ زمن بعيد . كانت الشمس تقاوم خطواتها الهزيلة , وكأنها خصم تألب مع اعدائها فأغاروا عليها ... وهل ينقصها اعداء وخصوم في هذا الزمن ؟ كم من الاعداء والخصوم تألبوا ضدها وأغاروا عليها وهي تتشجع مقاومة وحيدة ... كانت طوابير المركبات تتجمع امامها سادة زاوية الامل التي ترقبها من بعيد . اه كم اشعر بالبرد , وسألت نفسها : هل من المعقول ان تشعر هذا الشعور الغريب والشمس تتراقص امامها ؟؟؟ وتابعت خطواتها المقيدة زاحفة مع تنهداتها الهزيلة .. حتى الخطوات اصبحت لا تعرف الجهة التي تريدها . وزاد من ظنها ان خطواتها تخونها كما خانها الجميع , واقتربت سهام الشمس منها حتى هزمت ما تبقى من قلاع العزم والتصميم , فانهار عزمها وتلاشى تصميمها , فجلست مستردة بعض انفاسها كي تكمل مشوارها اليومي . لمحت من بعيد عجوزا مثلها فأنغرست نظراتها في هذه العجوز , انها تعرفها , انها صديقة من صديقات الطفولة التي نسيتها ... لقد كادت ان تطوي صفحة الماضي . احقا كانت طفلة مثل باقي الاطفال الذين ينتشرون في الازقة والطرقات ؟ وساقها ماضيها الى تلك الطفولة الجميلة . اه كم تحن الى تلك الطفولة القديمة . انها تذكر انها كانت تتسلق الاشجار والتلال صافعة هموم الحياة وخيانة الجسد . كانت تسابق الرياح متنقلة من زهرة الى اخرى , واتسعت دائرة الذكريات حتى بلغت جيل الشباب والانوثة . كانت جميلة تلفت انتباه الجميع بوقارها وعفتها . وسارت حبال الذكريات حتى بلغت يوم خطبتها كان الجميع يلتفت حولها يداعبها ويزيد من تالقها وشبابها وجاء يوم الزفاف , واعلنت الدفوف والطبول انتقالها من بيت والديها الى بيتها الجديد . وزفت الى بعلها . وانجبت اربعا من البنات واربعة من البنين . انها تذكر الليالي التي امضتها وهي ساهرة على نسيم اطفالها , وكلما سمعت انة هرعت مذعورة وكان روحها قد فارقتها . كانت قوية في شبابها , وزاد من قوتها صوت اطفالها وزوجها الذي نسيت متى فارقها وكبر الاولاد والبنات وتزوجوا وبقيت مع زوجها تمضي ما كتب الله لها من عمر ... وفارقها الزوج الذي كان معينا لها امام ضعفها ووحدتها وعندما فارقها شعرت كم هي وحيدة وضعيفة . انت جالسة في منتصف الطريق ؟؟؟؟؟؟ قالها صوت ينتهرها فافاقت من حلمها مذعورة كئيبة فاستسلمت لدموعها ورأت في كل دمعة ولدا من اولادها الذين ملوا عجزها وبعثروا عمرها ولملمت ما وجدت من قوة وعزيمة وقامت متنهدة مكملة مشوارها لافظة في سرها : ما ابعدك يا بيت العجزة ... كم تكون امنا حنونة علينا في صغرنا فهل نكون نحن حنونين في كبرها ؟؟؟؟ لا اظن ان الكثير يفعل ذلك .. |
هذا ما نراه يحدث حولنا فكم تكون الام حنونة على ابنها حتى وان اصابه شيىء تراه تبكي قبل ان يبكي هو لكن عندما تبات هي كبيرة لا يستطيع اولادها تحمل عجزها ولا يستطيعون حتى ان يردوا قسطا صغيرا من حنانها وحبها
اتمنى ان تعجبكم القصة وتكون عبرة لمن اعتبر |
فكم تكون الام حنونة على ابنها حتى وان اصابه شيىء تراه تبكي قبل ان يبكي هو لكن عندما تبات هي كبيرة لا يستطيع اولادها تحمل عجزها ولا يستطيعون حتى ان يردوا قسطا صغيرا من حنانها وحبها
بالفعل اختى رنا هذه قصه مؤئرة وواقعيه وللاسف نجد كثير من العقوق للوالدين في مجتمعاتنا وهذا من بعدنا عن تعاليم الاسلام الذي جعل الله عز وجل رضاهم من رضا ه عز وجل ....... |
سئل الرسول صلي الله عليه وسلم من أحق الناس بصحبتي قال : أمك قال ثم من ، قال : أمك قال ثم من قال :أمك قال ثم من قال : أبوك.
فالأم اوالوالدين بشكل عام لا يمكن ان نوافيهم ولو جزء من حقهم فهم قدموا الكثير وضحوا من أجلنا الكثير فمهما عملنا لهم لا نستطيع ان نوافيهم. اللهم انا نسألك رضاك عنا ورضا والدينا علينا وأن تغفر لوالدينا وتجمعنا معهم في جنانك اللهم امين |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختى الكريمة رنا جزاك الله خرا على تلك الكلمات المؤثرة اسال الله تعالى ان نكون ممن يبرون ابائهم وامهاتهم بروا اباءكم تبركم ابناءكم بارك الله فيك |
الساعة الآن : 05:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour