ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حرب النجاح .... (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=63182)

ذكريات الإيمان 31-12-2008 03:10 AM

حرب النجاح ....
 
[] حرب النجاح []

" ثقافة الفوز أن تنظر إلى القوة لا الضعف "
إبراهيم العُتَيِّق

الإنسان يَطمح للغلَبة و الانتصار على الآخرين في أيِّ مجالٍ في حياته ، فلا يرضى أن يكون غيره أعلى منه ، كما أنه لا يُحب أن يغلبه أحد في ساحاتِ العِراك و التصارع التنافسي نحو الأعلى و الأسمى في الحياة .
لذا ؛ كان الأهم لديه أن يكون متأهِّباً لكلِّ حالةٍ يكون فيها صراعٌ و تنافس نحوَ الكمال ، و لا يكون متأهباً ما لم يكن ناظراً بدقَّةٍ في مكامن قوته و أسلحة المعركة ، فالحياةُ ليست إلا بسلاحٍ ، و النجاح له أسلحةٌ كثيرة ، و قيمة السلاح في قوته و جودته ، و إن لم يكن كذلك فليسَ إلا اسماً مُعاراً يجلبُ عاراً .
كلُّ إنسان فيه من القوةِ الكثيرُ ، كما أنه فيه من الضعيفِ شيءٌ ، و الشيءُ كَفَيءٍ ، و الفيءُ لا يستقر ، و من الفطنةِ في منافسَةِ الآخرين على بلوغ النجاح أن ينتبه الإنسان إلى تلك المكامن التي فيها قوته ، و يبحث عنها و يُوفِّرها ، لتكون قائمة بعملها ، كما أنه ينبغي له أن ينظرَ إلى مكامن الضعفِ فيسعى في تقويتها و تجويدها ، و ألا يغُضَّ النظر عنها حيناً و إلا فـ " رُبَّ جُرْح أصاب في مقتلٍ " .
سلاحُ النجاح هي القوةُ المختزنة لدى الإنسان ، و هي الذاتيَّة العظيمة التي تجعله يسيرُ في طلب الشيءِ بيقين البلوغِ و التحصيل له ، و هي أشياءُ لها حقيقتها و أثرها في واقع حياته ، و إن لم يكن لها أثرفي واقعه فليست إلا أوهامٌ و الـ " وهم سيبتره النسيان يوماً " ، و لا تبقى إلا الحقائق ، كما أنه لا يصح إلا الصحيح .
البحثُ عن تلك الأشياء التي هي أسلحةُ السعي للنجاح خطوةٌ أولى ، و هي من الأهمية بمكانٍ ، فيبحثُ عن نقاط قوته في كلِّ شيءٍ ، فيتلمَّس ذات أنحاءِ عالَمه ليحصل عليها ، و بقدر البحثِ يكون البعثُ ، فإن أكثرَ البحثَ و التنقيبَ وجدَ كثيراً ، و إن قلَّل البحث قلَّ الموجود .
محالُّ القوة عند الإنسانِ مُوزَّعَةٌ في كيانه كلِّه ، و لكلِ جزءٍ منه شيءٌ من القوة ، فلديه في : العقلِ كثيرٌ من صور القوة ، و العقلُ أقوى قوة يمتلكها الإنسانُ ، حتى لو فقد بقيَّة الكيان القائم به الجسم ، ففيه التفكيرُ و التدبير و الإدارة و القيادة و التأمُّلُ و التخيُّلُ ، و أشياءَ لا تنتهي حصراً لعجزه و قِصَرِ نظره ، و قوةُ العقلِ في المعارفِ التي يحتويها ، و المعرفة قوةٌ بذاتها .
و لديه الجسَدُ ، فكلُّه قوةٌ مُوزَّعَة ، و كل جزء منه قوة بنفسه ، و لو دقَّقَ نظرَهُ في أجزاء جسده ، و خاصة حواسه الخمس ، لأدرك أسراراً خافيةً عنه تمتلك قوة تسحَر ، و لكن أخفاها التغافلُ و التجاهُل ، بِوُدِّي لو أتطرَّق لقوى الحواس و لكن الدلالةُ رسالة .
و لديه العاطفةُ ، فهي قوةٌ متى اسْتُقْوِيَتْ و استُثِيْرَت ، أقلُّ أحوالها أنها إذا تحرَّكتْ حرَّكَت العقلَ فتحرّك له الجسدُ .
إنَّ القوى تلك التي يملكها الإنسان هي التي يجب أن يكون نظرُه عليها ، نظرَ المفتخر بها ، المعتمد عليها ، المتمثِّل بها شهادةً زمنيةً حياتية ، و تلك القوى لا ينظر إليها إلا من ارتقى سماءَ النجاح ، و لا يَمدح الإنسانَ بها إلا من حصلَ عليها و لقيَ أثرها ، و أما من انحطَّ إلى حضيضِ الفشلِ فإنه يبحثُ في الضعفِ و يُهمل القوة .
متى التفت الإنسان في ساحة حربِ النجاح إلى خللِ سلاحه فقد استلفتَ انتباه المنافسِ فأتاه من تلك ، و لو ضعُفَ سلاح الإنسان استبدله بآخرَ ، فالاحتياط في حرب الحياة كالأساسِ .
إن كثيراً من الناسِ يمتلك من القوى ما يهزم بها شعوباً ، و لكنه في غياب نظره وعدم اهتمامه بها و اشتغالِه فيما نقَّبَه المنافسون من نقاط ضعفه ، بسبب ذلك كلِّه يكون في خسارة في الحربِ ، و خصومه نظروا إلى قوتهم و لم يلتَهوا بمعالجة الضعف ، لأن الساحة ساحة قوة ، و القوة الحقيقية هي التي لها البقاء و الأثر .
لا يعني الاهتمامُ بالقوةِ إهمال الضعف ، بل تفعيلُ القوةِ في حالٍ القوة ، و معالجة الضعفِ في حال السِلْم و عدم الحرب ، متى غابَ المنافسُ عُولِج الضعف ، و مع وجودِه تُظهر القوة .
نظرُ الإنسان إلى مَثاراتِ ضعفه مُوهِنٌ لقوَّتِه ، و عائقٌ لمسيرته ، و عندها تضيع المكاسب ، و تُخسَر الغنائم ، و أين ركضُ الـكـلبِ من ركضِ الظبي ، فما أوهنَ الظبيَ إلا خُسرانِه قوته باستقوائه قوة الـكـلبِ ، فلا كسبَ إلا بالقوةِ و الضعفُ زيفٌ .
في حربِ النجاحِ تكون المهاراتُ التنافُسيَّة ، و الإبداعُ في كسبِ المعركة ، و أبداً لا تسقط رايةُ قويٍّ ، هكذا الحربُ ، و " الحرب خِدعة " .

*
*

راجية الشهادة 31-12-2008 10:54 AM

السلام عليكم:جزاك الله خيرا الاخت الكريمة
ذكريات الايمان
عى هذا الموضوع القيم ونسال الله ان يرزقنا النجلح والتوفيق فى الدنيا والاخرة وفى كل امور حياتنا
دمتى بكل خير وحفظك الله

إكرام أحمد 31-12-2008 03:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اختي الكريمة
موضوع هادف ومميز

في ميزان حسناتك إن شاء الله

سفير الورد 31-12-2008 06:28 PM

جزاك الله خير أختى الفاضله

موضوع رااائع

ونسال من الله ان يثبتنا على ما فيه الخير لنا جميعا

ذكريات الإيمان 03-01-2009 07:03 AM

أخواتي الكريمات الرائعات والمبجلات أقدم التحيه لك راجية الشهاده أسأل الله أن ينولك مرادك اللهم أمين تقبلي أختي الحبيبه إحترامي ولك مودتي ..

أختي الرائعه إكرام لك مني أجل التحياوأعطرها مرورك الكريم اسعدني تقبلي مودتي وتقديري ..

أخي الكريم سفير الورد ياأروع سفيره لك مني التحيه والإجلال والتقدير تقبلي عاطر شكري ولك مني التحايا ....وجعلك الله دوما سفير خير وسلام اللهم أمين ....

وردة بنفسجية 03-01-2009 05:20 PM

أحييك أختي ذكريات الإيمان على الافكار الرائعة حول النجاح وتحقيقه

جزاك الله كل خير على اختيارك الجميل جد

ومزيدا من العطاءات الهادفة والمميزة

والله ولي التوفيق:_11::_11::_11:

نور من الله 03-01-2009 10:09 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الاخت الطيبه
ذكريات الإيمان
مشكور اختى على النقل الطيب وعلى موضوعك المتميز
بارك الله فيكِ
وجعله الله في ميزان حسناتك
http://www.iraqlights.info/vb/imgcac...7.imgcache.jpg

ذكريات الإيمان 17-01-2009 08:02 PM

رد: حرب النجاح ....
 
100 هلا بيكن ياساده ياكرام

أختي الحبيبه ودره بنفشجيه أشم عبيرك فاح وأنتشر بالمنتدى جزيت جنات الفردوس الأعلى على تواجدك الراقي بالموضوع ..

اختي الكريمه نور من الله تواجدك زادك الموضوع نورا وتألقاً ونجاح ..

تقبلي فائق شكري وتقديري ولك مني أجمل وأرق التحايا ...


الساعة الآن : 12:03 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.36 كيلو بايت... تم توفير 0.35 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]