ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أمير المؤمنين عمر و قاتل أب الولدين و أبو ذر الغفاري (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=55579)

عمي جلال 17-07-2008 08:54 PM

أمير المؤمنين عمر و قاتل أب الولدين و أبو ذر الغفاري
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم

( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)

جيل لن يتكرر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه......

‏قال عمر: ما هذا؟

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟‏ قال: نعم قتلته.

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات...

‏قال عمر : القصاص ..... ‏الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا‏ يحابي ‏أحداً في دين الله، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل، لاقتص منه ...

‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني، ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا....

قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله، فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه‏ وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول، وسكت الناس، ونكّس عمر ‏رأسه، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، وقال: ‏يا أمير المؤمنين، أنا أكفله...

‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!

‏قال: أتعرفه ؟

‏قال: ما أعرفه، قال : كيف تكفله؟

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن شاء‏ الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ....

‏فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع‏أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل .....

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عداً، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى أبو ‏ذر‏ وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت ‏الصحابة واجمين، عليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج، لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان...

‏وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون ‏معه....

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :

خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا


نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
‏قال عمر : الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته ..... ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...
جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك....
‏قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.


المصدر/المؤلف: جيل لن يتكرر - عائضالقرني


أبو الشيماء 25-09-2008 06:09 AM

أكتبوا......... هذا من مكارم الأخلاق./(أبو الشيماء)http://forum.ashefaa.com/images/icons/icon14.gif

بنت فلسطين 26-09-2008 12:34 AM


عمي جلال 28-09-2008 04:18 AM

بارك الله فيك أخي أبو الشيماء وأختنا الكريمة بنت فلسطين على الرد الطيب

أمين السلام 28-09-2008 04:47 AM

الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حيــاك ربي وبياك أخانا عمي جــلال ...
جــزاك ربي خير الجـزاء على طرحك الطيب ...
رواية طيبة يستأنس بها وبقصتها ...
ربمـا تتحدث عن جيل ليس كالأجيــال التي مضت من قبله ولا التي أتت من بعده ...
وهذا مثــال يضرب كأروع الامثلة حول روعة وعراقة وحسن سيرة أولئك الاصحـاب الذين زكاهم الله تعالى وطهر سريرتهم في كتابه وعلى لسان رسوله صلوات ربـي وسلامه عليه ...

أشكـرك أخانا الفـاضل عمي جـلال وأقدر مجهودك وجعل ما خطت أناملك وما نقلته لنا في ميــزان حسناتك ونفعك به يوم لا ينفع مـال ولا بنون الا من أتـى الله بقلب سليم ...

الســلام ختام وأفضل الصـلاة والسلام على خيـر الانام ...
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

عمي جلال 28-11-2008 04:22 PM

:522:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
********************


حياك الله أخي الفاضل
أمين السلام على ردك والكلام الطيب الذي يدل على طيبوبتك
حقا أخي الكريم تلك أمة قد خلت لكن لايزال الخير في أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة كما قال عليه الصلاة والسلام


سامي 28-11-2008 08:16 PM

بارك الله فيك اخي الكريم

بالفعل فلقد ذهب الصدق من الناس وذهب العهد وذهب الوفاء وذهب العفو

وانتشر الشر في قلوب الناس الا من رحم الله

فنسأل الله تعالى العفو والعافية

مشكور على الطرح المبارك

جعله الله في ميزان حسناتك

عمي جلال 06-12-2008 12:18 AM

:522:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
*******************
حياك الله أخي الفاضل سامي وجزاك الله خيرا
لايزال الخير أخي سامي في أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم
فعلا الغلبة الآن للشر والقلوب الشريرة ولاحول ولاقوة إلا بالله
لكن بفضل الله تعالى البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه
يقول رب العزة سبحانه

" قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (المائدة : 100)



الساعة الآن : 05:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 17.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.62 كيلو بايت... تم توفير 0.34 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]