ملتقى الشفاء الإسلامي - فيا موتُ زر إن الحياةَ ذميمــــةٌ....

فيا موتُ زر إن الحياةَ ذميمــــةٌ.....
الأفكارُ تزدحمُ في رأسي والخواطرُ تعبثُ بلبي ...أريدُ أن أقولَ أود أنْ أتكلمَ أحس برغْبة جامحة في التعبير عما يختلج في صدري ...همومٌ ...ضيقٌ...ظلمٌ...اشمئزازٌ...تقزز...مللٌ...يا أاللهُ منْ أينَ أبدأُ وماذا أقولُ ....
هل باستطاعتي أنْ ....
وهل تطاوعني الكلمات ....
مع بالغ الأسف الوقتُ ضيقٌ وأضيق منه هذه الورقة التي تنتظر بفارغ الصبر أن ألقي على عاتقها بلْ على كاهلها ما أحمله في صدري من حسرات وزفرات...ولكن هيهاتَ هيهاتَ ...الوقتُ يطاردُني ومدادُ القلم قد لا يطاوعني وقد أوشكَ على الأنتهاء ...وغيرُ مستبعد أنْ تطرقَ والدتي علي البابَ في هذه الساعة المتأخرة منَ الليل لأطفئَ المصباحَ لأن فاتورةَ الكهرباء لا ترحم الفقراء َ... !!!!
ينتابني شعورٌ بالخوف ...أخاف أن يباغثني الموتُ قبل الإنتهاء من هذه الخاطرة التي تحمل بين أسطرها معان أسأل اللهَ أن يمن عليك بفهمها وتدبرها ...وهي متمثلةٌ في هذه الأبيات التي كفَتني مئونةَ التعبير والمصارحة والتي لولاها لطال بي المقامُ ...في هذه اللحظات القصوى التي لا ترحم ...والراحمون يرحمهم الرحمن...من لا يَرحم لا يُرحم .
قال أبو اسماعيل الحسين بن علي المشهور بالطغرائي :
أُعَلِّلُ النفــسَ بالآمال أَرْقُبُها.... ما أضيقَ العيـشَ لولا فُسْحَةُ الأمل
ما كنت أُوثِرُ أن يَمْتَدَّ بي زمني..... حتى أرى دَوْلَةَ الأوْغَاد والسفـَـلِ
قالت تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية المشهورة بالخنساء :
إن الزمانَ -وما يفنى له عجبٌ-......أَبْقى لنا ذنبا واستؤصلَ الراسُ
وقال أبو فراس الحمداني واسمه الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني :
بمن يثق الانسانُ فيما ينوبُه .... ومن أين للحر الكريم صحابُ
وقد صار هذا الناس إلاّ أقلهم... ذئاباً على أجسادهن ثيـابُ
إلى الله اشكو أننا بمنــازل... تحكم في أسادهن كــلابُ
وقال أبو العلاء المعري وإسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان :
فوا عجبا كم يدعي الفضلَ ناقصٌ..... ووا أسفا كم يظهر النقصَ فاضــــــــلُ
فيا موتُ زرْ إن الحياةَ ذميمــــةٌ..... ويا نفسُ جدي إن دهرك هـــــــازلُ
قال المتنبي وإسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد
إِنّــي نَــزَلتُ بِكَــذابِينَ ضَيفُهُــمُ.... عَـنِ القِـرَى وعَـنِ التَرحـالِ مِحـدُودُ
جُـودُ الرّجـالِ مـنَ الأَيْـدِي وَجُـودُهُمُ.... مــنَ اللِسـانِ فَـلا كَـانُوا وَلا الجـوُدُ
مـا كُـنتُ أَحسَـبُني أَحيـا إلـى زَمَنٍ.... يُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
وقال :
أفاضلُ الناس أغراضٌ لذا الزمن.... يخلو من الهم أخلاهُم من الفــطــــــن
قال الإمامُ الشافعي محمد بن إدريس :
تموت الأسْدُ في الغابات جوعا....ولحمُ الضان يرمــى للكـلاب
وعبدٌ قد ينـامُ علـى حريـر....وذو نسب مفارشـه التـراب
وقال صالح بن عبد القدوس :
كن ما استطعت عن الأنام بمعزلٍ.............إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
كتبه الربيع العاصف في حالة غضب