الكلامُ عندما يصبحُ ....... عطراً للقلوب
الكلامُ عندما يصبحُ ....... عطراً للقلوب
بسم الله الرحمن الرحيم = = = حدّث الناس حيثما كنت، عن الله سبحانه ، عن نعمه عليهم ، وإحسانه إليهم ، حدثهم عن أسمائه الحسنى وصفاته العليا ، عن آثاره في كونه ، عن أيامه في القرون الماضية ، عن دين الله وعظمته ، حدّثهم عن كل ما يقربهم إليه سبحانه ، ويحببهم فيه ، ويشدهم إليه .. حدثهم عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وشوقهم إليه ، وزين في عيون قلوبهم ضرورة الاقتداء به ، ومحاولة وضع الخطوة على الخطوة .. حدثهم عن هذا الكون وأسراره وبدائع أنواره .. وعن هذه النفس وأعاجيبها وتفانينها ..! واصل الطرق على هذا الباب ولا تمل ، واصل العزف على هذه الأوتار ولا تكل ، واصل الحديث الطيب في هذه الشجون ، ولا تبخل بحبال صوتك في هذا الطريق .. وانثر عطرك حيثما كنت ، فإنك ماضٍ في طريق كله إشراق ، ولله در القائل : فعلّم ما استطعتَ لعلّ جيلاً ** سيأتي يُحدثُ العجبَ العُجابا فمن استجاب لك ، وفهم عنك ، ورغب في بضاعتك : فاتخذه جليساً وأنيسا وحبيباً ، وخليلاً مصافياً ..! فإن مثل هذا كنز والله ، وهو خيرُ معينٍ لك في رحلتك على هذه الأرض ، إذا أردتَ أن تلقى الله وهو راضٍ عنك.. ولكن..!! عليك أن لا تنتظر الكمال منه ، والعصمة فيه ، فإنه بشر يخطيء ويصيب ، ويقوم ويتعثر ، ويستقيم وينكسر .. فكما أنك بحاجة ماسة إليه ، فهو أيضا بحاجة ماسة إليك .. ولا يحتقرن أحد منكم نفسه .. المهم هنا: عليك أن تتذكر ما طلبه موسى عليه السلام من ربه : ( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ... ) إلى أن قال : ( كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً ) فإنما أراد معينا له على الطريق ..كي يقطع الرحلة بسلام ! فبالصحبة الطيبة ، المعينة على طاعة الله ، تهون مشاق الرحلة ، وتخف أكدار الحياة .. ويستعلي الإنسان على الدنيا وأهلها .. فافهم ..إن كنت حقاً ذا فهم ! |
الساعة الآن : 01:20 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour