ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شخصية يحبها الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=52662)

ابو مصعب المصرى 04-06-2008 03:19 PM

شخصية يحبها الله
 

إذا أردنا أن نصل إلى تحقيق النجاح في حياتنا كلها، فإننا ينبغي أن نفكر جيداً في المحضن الأول لهذا النجاح؛ وهو هذه النفس التي نحملها بين جوانحنا، فهي التي سوف تتحمل عبء المحاولة بكل أبعادها وتوابعها، ومن هنا كان لا بد من العناية الفائقة بإعدادها، يقول الله تعالى : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [سورة الشمس ] . وهو الموضع الوحيد في القرآن الذي سبقه أحد عشر قسماً من الله العلي العظيم.
إذن فالتعلّل بالقضاء والقدر لدى الفاشلين في القيام بمجرد المحاولة ليس له رصيد شرعي ولا إنساني، فالإنسان هو الذي يقوم بعملية صقل النفس وتجهيزها للقيام بمهام تليق بالجنس البشري الذي استخلفه الله في الأرض، والله تعالى هو الذي يحقق النتائج لمن بذل، يقول الله تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين) [سورة العنكبوت: 69] . فالذين حاولوا وجاهدوا أنفسهم هم الذين يحصلون على النتيجة المتوخاة، والمحسن لعمله، هو الذي يستحق أن يكون الله معه.
إن نفسك هي رأس مالك، وشخصيتك هي جناحك الذي بيدك أنت تقويم ريشه، وترتيب أعصابه، وتقوية قوادمه وخوافيه، ثم تحريكه والانطلاق به بكل طاقتك التي أودعت في خلاياك كلها بلا استثناء، وكل ذلك بعون من الله وتأييد، ومَنْ فَقَد تأييد الله وتوكل على نفسه أو على أي مخلوق آخر، وَكَله الله إلى نفسه

وأما الجناح الآخر فهو بيد الله وحده، لا دخل لك أنت فيه، وهو الوصول إلى النتائج، وبلوغ النجاح المرغوب.
وهنا أود أن أؤكد على أن الله تعالى يحب المتوكلين، ولكنه يكره القاعدين، والفرق بين الفريقين أن الأوائل يعملون ليصلوا وهم يعلمون أن بلوغ الهدف مرهون بأمر الله وقضائه، والآخرون يتعلّلون بالقدر، ولذلك فإنهم لا يعملون شيئاً، ولذلك أيضا فإنهم لا يصلون إلى شيء.
إننا ـ نحن المسلمين ـ مطالبون بالسعي لتحقيق النجاح في كافة مرافق الحياة، الأمر الذي يجعل الأمة كلها تأثم حينما تفشل في صناعة إبرة تحتاج إليها!!
إذن فالنجاح عندنا أمر ضروري شرعاً وعرفاً، وعلينا جميعا أن نحفّز أنفسنا حتى نبلغ ذروته، فالله مدح أول من مدح ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) [الواقعة :10-11]. ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [ آل عمران: 133] (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26] (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [ الحديد: 21 ].
إذن فالشخصية المحبوبة عند الله ليست الشخصية الخانعة الذليلة ، القنوع بالقليل، بل هي: المسابقة، المسارعة، المنافسة، والعمل الذي تتسابق فيه ليس له حدود قياسية معروفة، بل هو مفتوح لا حدود له إلا حدود الشرع المطهر، الذي الحلال فيه هو الأصل، والمحرم هو المستثنى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [ الأعراف: 32 ] .
كل ذلك يعني أن الحياة كلها مفتوحة على مصراعيها أمام المبدعين أن يحوّلوا حياتهم من حياة استهلاكية، لا تخلّف بعدها إلا الرماد، إلى حياة منتجة، معطية، كالغيث أينما وقع نفع وغيّر وبدّل، وأحال القفر ربيعاً أخضر يأخذ بالألباب، لا لتأنس به العيون، وتطرب له القلوب فحسب، وكان ذلك كافيه، ولكن ليمنح الله به الحياة سبب استمرارها .. (... وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) [الأنبياء:30]
http://islamtoday.net/images/lightblue2-barl.jpg

أبــو أحمد 04-06-2008 04:07 PM

موضوع قيم ومفيد جدا
ان النفس تطمع الي ما هو خيرا لها وافضل واكثر
بطبيعة النفس انها تطمع للخير والشر معن
ولكن النفس اذا جعلتها تشتاق لله وما عند الله من خيرات صارت وصار صحبها الي الله
ورضى الله عنها
وما عند الله باقي وما عند الناس فاني
اللهم اجعلنا من الذين يشتاقون ما عند الله
نسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعل نفوسنا محبوبة لله ومن اجل الله
جزاك الله خير اخي
والله يعطيك العافية
وفي امان الله وحفظة

عنان السماء 04-06-2008 04:36 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الاخ الفاضل

( يسرى سويلم )

نسأل الله الكريم أن يجعل جميع ما تخطة يمينك فى ميزان حسناتك ...

موضوع اليوم رائع ...

و أعجبنى التنبية والتفريق بين مفهومين أختلط معناهما على كثير من الناس

الكثير يخلط بين التوكل على الله تعالى ، والتواكل علية
شتان شتان بين المعنيين ...
فالمتوكل على الله وفق ما ذكرت هو من يعمل ويجد ويجتهد ويترك التوفيق والفائدة على الله ومن الطبيعى
أن لا يضيع الله أجر من احس عملا ...
أما النوع الثانى من البشر وهم المتواكلون وهم ضعفاء خانعين لا يعملون ولا يجتهدون ويقولون هذا هو قدرنا
وما كتبة الله لنا غير مبالين بالأية الكريمة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ) ...
النفس البشرية لها طاقات عظيمة حبيسة داخل كلامنا ، فالعاقل الفطن من بحث داخل ذاتة
واكتشف كوامنها ونماها وأستغلها ، أما القاعدين وما أكثرهم فهم فى ثبات لا يفيقون منة
ألا أذا أتاهم الموت .....

بارك الله بك أخى الكريم
موضوع فعلا شيق ومفيد ...
بارك الله بك .

.. :: تحياتى :: ..

الطير الحزين 04-06-2008 05:53 PM

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووور على الموضوع الرائع والمفيد
مشكووووووووووووووووور
تحيااااااااااااااااااااااااااااااااتى الطير الحزين

nobla 04-06-2008 06:14 PM

مشكور اخي الكريم على الموضوع لقيم و المفيد
اسال الله العظيم ان يجعله في ميزان حسناتك و يرزقك الجنة
امين......امين......امين

ابو مصعب المصرى 04-06-2008 06:27 PM

جزاكم الله اخوانى الافاضل ابو احمد والطير الحزين ونوبل وكل الشكر لاستاذتى فتاة التوحيد


الساعة الآن : 04:48 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.96 كيلو بايت... تم توفير 0.27 كيلو بايت...بمعدل (2.04%)]