ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   صلة الرحم وسعة الرزق (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=51982)

azza kamal2 25-05-2008 01:15 PM

صلة الرحم وسعة الرزق
 
صلة الرحم وسعة الرزق

الدكتور طارق شلبي

عن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال:
{ من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه }.
لاشك أن النفس بطبيعتها محبة للخير، تعمل على التماس السبل التي تسوق لها السعة في الرزق والبركة في العمر والأجر، والرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يخاطب بهذا الحديث هذه النفس، فيرشد إلى طريق السعة في الرزق وكثرته، وإلى طريق التوفيق في العمل، فيهدي العبد إلى العمل الكثير، ذي الأجر الجزيل، في عمره القليل، ووسيلة بلوغ ذلك كله صلة الرحم.
ولاشك أن صلة الرحم باب خير عميم، فيها تتأكد وحدة المجتمعات وتماسكها، وتمتلئ النفوس بالشعور بالراحة والاطمئنان، إذ يبقى المرء دوماً بمنجى عن الوحدة والعزلة، ويتأكد أن أقاربه يحيطونه بالمودة والرعاية، ويمدونه بالعون عند الحاجة، ويهدي تأمل جماليات البيان النبوي في الحديث الشريف إلى إدراك شفقة الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بأمته وحرصه على توجيهها إلى ما ينفعها، فالحديث يقوم على أسلوب شرط، يقوم فعله على سرور السامع وسعادته، ويكشف جوابه عما يحقق هذه السعادة المرتجاة، وسبق أسلوب الشرط في الحديث على نحو يثير شوق السامعين، فالمرء حين يصغي إلى قوله عليه الصلاة والسلام:
{ من سرّه إن يبسط له في رزقه }... تهفو نفسه إلى الوسيلة التي تحقق هذه البسط في الرزق، لكن هذه الوسيلة لا تذكر مباشرة بل يؤخرها قوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { وأن ينسأ له في أثره } وهو ما يضاعف الشوق لدى السامع، إذ انضافت فائدة أخرى تحققها هذه الوسيلة، وهي البركة في العمل الذي يؤديه المرء في عمره، حتى إذا بلغ شوق السامع غاية مداه بتوجيه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:
{ فليصل رحمه } يكشف عما يتطلع السامع إلى معرفته. وصوغ الحديث على قالب أسلوب الشرط على هذا النحو يكسب معناه إحكاماً وترابطاً منطقياً، إذ ترتبط أجزاء المعنى فيما بينها ارتباط مكونات أسلوب الشرط بينها: وهو ارتباط السبب بالنتيجة، وكأن صلة الرحم هادياً حتمياً - إن أخلص المرء النية - إلى سعة الرزق وبركة العمل والأجر والمعنى سوق على نحو يحف الهمم على صلة الرحم.
فالرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يكشف عن الهدف المرتجى، ثم يعقب ذلك ببيان وسيلة بلوغ هذه الهدف { من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه } وتأمل طبيعة مفردات الحديث الشريف يكشف عن الطبيعة المتجددة الخالدة التي يتسم بها هدي رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، فأفعال الحديث مضارعة دالة بذاتها على التجدد والاستمرار { يبسط }، { ينسأ }، { فليصل }، أما الفعل { سره } فقد جاء ماضياً دالاً على رسوخ هذه الرغبة في نفس كل إنسان، والفعلان { يبسط } و { ينسأ } مبنيان للمجهول، وكأن ثمة تعظيماً للأجر الجزيل يهبه الله للعبد الواصل رحمه أما الفعل { فليصل } فقد جاء مبنياً للمعلوم مقترناً بلام الأمر ليدل بذلك كله على أهمية صلة الرحم وحتمية القيام بحقها. وجاء شبه الجمله { له } دالاً على القصر، فهذا الأجر الكبير الذي يخص به الله عباده الواصلين أرحامهم مقصور عليهم لن يناله غيرهم، وهو ما يجعل السامعين يحرصون حرصاً أن يكونوا ضمن هؤلاء الفائزين بالأجر العظيم
{ من سره أن يبسط له رزقه، وأن ينسأ له في أثره }

نسأل الله أن يجعلنا من عباده الذين يؤدون حق الرحم،
وأن يرزقنا سعة الرزق، والبركة في العمر.


سامي 25-05-2008 01:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اختي الكريمة على الطرح المبارك

وقد حثت الاحاديث والايات الكثيرة على صلة الرحم

وقد قرن قطع الرحم بالافساد بالارض

وقد جاء في الحديث

خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم ، فقال : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، فقال : ألا ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب ، قال : فذلك لك . ثم قال أبو هريرة : { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7502

فنسأل الله تعالى ان يعيننا على صلة الرحم

بالتوفيق


الساعة الآن : 10:43 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.75 كيلو بايت... تم توفير 0.13 كيلو بايت...بمعدل (1.31%)]