ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   هل يجوز سب الأموات وذكرهم بما فيه قدح وتجريح؟ وما حكم من يفعل ذلك؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=48755)

طالبة العفو من الله 02-04-2008 04:36 PM

هل يجوز سب الأموات وذكرهم بما فيه قدح وتجريح؟ وما حكم من يفعل ذلك؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المفتي عبدالله بن عبدالعزيز العقيل

لا يخفى أننا منهيون عن سب الأموات؛ لأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. ولا يترتب على ذلك مصلحة دينية، ولا دنيوية، ولنا في عيوبنا شغل عن ذكر عيوب الناس ومثالبهم، وكلام العلماء في ذلك معروف.

▪ قال المجد بن تيمية في (المنتقى) (1): (باب: الكف عن ذكر مساوئ الأموات): عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (رواه أحمد والبخاري والنسائي) (2).
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "
لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا" (رواه أحمد والنسائي) (3).
وقد أخرج أبو داود والترمذي (4) عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم".

▪ وقال الشوكاني في شرحه (نيل الأوطار) (5): وأخرج أبو داود عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
إذا مات صاحبكم فدعوه، لا تقعوا فيه" (6). وقد سكت أبو داود والمنذري عن الكلام على هذا الحديث.

والوجه تبقية الحديث على عمومه، إلا ما خصه دليل كالثناء على الميت بالشر، وجرح المجروحين من الرواة، أحياء وأمواتا، لإجماع العلماء على جواز ذلك، وذكر مساوئ الكفار والفساق للتحذير منهم، والتنفير عنهم.

▪ قال ابن بطال: سب الأموات يجري مجرى الغيبة، فإن كان أغلب أحوال المرء الخير -وقد تكون منه الفلتة- فالاغتياب له ممنوع، وإن كان فاسقاً معلناً فلا غيبة له، وكذلك الميت. انتهى.

ويتعقب بأن ذكر الرجل بما فيه حال حياته قد يكون لقصد زجره وردعه عن المعصية، أو لقصد تحذير الناس منه وتنفيرهم، وبعد موته قد أفضى إلى ما قدم. فلا سواء.

▪ والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات، وسب من لا يدري كيف حاله عند بارئ البريات.

ولا ريب أن تمزيق عرض من قدِم على ما قدّم، وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم مع عدم ما يحمل على ذلك من جرح أو نحوه أحموقة لا تقع لمتيقظ ولا يصاب بمثلها متدين.

ونسأل الله السلامة بالحسنات، اللهم اغفر لنا تفلتات اللسان، والقلم في هذه الشعاب والهضاب، وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب. انتهى ملخصاً.

___________________________________________

1 - (نيل الأوطار) (4/425، 426).
2 - أحمد (6/ 180)، والبخاري (1393)، والنسائي (4/ 53).
3 - أحمد (1/300)، والنسائي (8/33) من حديث عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به، وإسناده ضعيف؛ عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي، ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني والنسائي وابن سعد. وقال العقيلي. تركه ابن مهدي والقطان.
4 - أبو داود (4900)، والترمذي (1019) من حديث عمران بن أنس، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، سمعت محمدًا البخاري يقول: عمران ابن أنس المكي منكر الحديث.
5 - (نيل الأوطار) (4/425، 426).
6 - أبو داود (4899)، وأخرجه الترمذي (3895) بزيادة فيه، وقال: حسن غريب صحيح، وذكر أنه رُوي مرسلاً.


طيب الجنة 02-04-2008 09:46 PM

السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته
أختي في الله
أولا جزاك الله خير الجزاء عن الموضوع الطيب
ثانيا ان سمحت لي بالمشاركة
فالموضوع يستحق التوقف عنده فنرى في هذا العصر من الناس من لا يأبه لحرمة الميت فيبدأ بالسباب سواء أكان صالحا أو غير ذلك
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

طالبة العفو من الله 12-04-2008 05:25 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اشكر مرورك أختي الفاضله والمداخله الطيبه نسأل الله العفو والعافيه

ريحانة دار الشفاء 13-04-2008 02:20 AM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اختى الفاضله
طالبه العفو من الله
موضوع قيم وطرح رائع
جعله الله فى ميزان حسناتك

طالبة العفو من الله 15-04-2008 08:30 PM

آمين يارب

جزانا الله وإياكم اختي الكريمة اشكرك على المرور

جنه الاسلام 16-04-2008 09:57 AM

http://www.q8castle.com/upload/uploading/10x.gif

مونية_074 16-04-2008 09:06 PM

هذا صحيح و هذا أيضا أختي ما نسمعه كثيرا خاصة من النساء اللواتي يفضلن الأخذ في سيرة الناس

و لا يابهن أكانوا أمواتا أم أحياء حتى و إن كان الاخذ في سيرتهم حرام لا بالنسبة للأموات و لا بالنسبة للأحياء

نسال الله تعالى أن يشغلنا عن الغيبة و النميمة و ما يقرب إليهما


الساعة الآن : 08:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.31 كيلو بايت... تم توفير 0.30 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]