ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الملل والنحل (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   ذات الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=41759)

محمد ياسين المصرى 17-12-2007 09:25 PM

ذات الله
 
كان لى صديق مسيحيى أسمه مرقس و فى جلسة لنا معا سألته هل يستطيع الإنسان يامرقس أن يتخيل شكلا لله فى عقله ؟ فأجابنى مرقس على الفور و بقوة و بصوت واضح : بالطبع لا ، فكيف للمحدود أن يعى و يتخيل اللامحدود .
بصراحة إجابة مرقس هذه صحيحة جدا و ذكرتنى بمقولة لأحد الشيوخ يقول فيها : كل ماخطر ببالك فأعلم أن الله غير ذلك . هذه حقيقة فإن الله أكبر من أن تتخيل له عقولنا شكلا فالله ليس كمثله شئ أبدا و هو خالق كل شئ فى السموات والأرض فهو خالق عالم الأجسام و الدنيا و ما فيها و هو خالق عالم الأرواح و السماوات و ما فيها و الله لا يشبه أبدا شئ من خلقه فعالم الأجسام و عالم الأرواح من خلقه و عندما نشبه الله بصورة من خلقة فقد جدفنا على الله لأن معرفة ذات الله فوق إدراك كل المخلوقات و هو تعالى لا يشبه أحدا من خلقه أبدا يقول أحد الشيوخ : إدراك عدم الإدراك إدراك . فالله أكبر الله أكبر و ليس كمثله شئ . و هذا هو التنزيه الواجب لله تعالى و زيادة ، فمن قال أين الله ؟ قلنا له : أين كلمه يستفهم بها عن المكان و الله خلقها وخلق قائلها وخلق جميع الأماكن ، وهو تعالى لا يوصف بالصفات الحادثة المخلوقة ، فلا يليق به أن يقال عنه أين ؟ ومن قال لنا : كيف الله ؟ قلنا له : كيف كلمة يسأل بها عن كيفية الشيء، والله تعالى خلق هذه الكلمة وخلق معناها وخلق قائلها وخلق سؤاله وخلق جميع الكيفيات فلا يتصور أن يوصف بشيء خلقه ؛ فلا يقال عنه كيف هو ؟ ومن قال لنا : فى أى شئ هو ؟ قلنا له : فى معناها الظرفية الحقيقية نحو زيد فى المسجد ، أو مجازية نحو النجاة فى الصدق ، والله تعالى خلق هذه الكلمة وخلق معناها وخلق قائلها وخلق الظرفية الحقيقية والمجازية ، فكيف يلق به أن يقال عنه فى أى شئ هو ؟--- ومن قال لنا على أى شئ هو ؟ قلنا له : على كلمة معناها الاستعلاء ، والله تعالى خلق هذه الكلمة وخلق معناها الذي هو الاستعلاء وخلق قائلها وخلق قوله ، فلا يقال عنه على أى شئ هو ؟ . وهكذا جميع الأسئلة التي يسألها الإنسان يقال له : أسئلتك هذه كلها مخلوقة ومعانيها التي سألت عنها مخلوقة أيضا وأنت مخلوق والله خالق لكل شئ والخالق لا يوصف بشئ خلقه ، فلا يتصور عنه السؤال بشئ خلقه أن له مثله . وقال تعالى : ( ليس كمثله شئ) الشورى(11) وقال : ( ولم يكن له كفوا أحد ) ثم بعد ذلك كله من قال لنا : إذا كان الله تعالى فى هذه المثابة من الغيب المطلق عن سائر العقول فكيف أمكن للعقل أن يؤمن به ؟ قلنا له : العقل يستدل بوجود كل شئ من هذه المخلوقات على وجوده تعالى المنزه على حسب ما ذكرنا وزيادة ، وذلك أن وجود كل شئ محسوس أو معقول لابد أن يكون له خالق لا يشبه هذا الوجود الحادث والا كان حادث مثله ، والمعلوم أن كل حادث له محدث وفاعل والحادث ليس فى قوته إحداث نفسه و لا مثله ، وذلك الوجود القديم هو الله تعالى فهو الأول بلا بداية و هو الآخر بلا نهاية ، فالإيمان بالله تعالى حينئذ على حسب ما هو عليه من التنزيه التام ، لأن وجود كل شئ دليل على وجود الله تعالى
سألت مرقس ثانية و قلت له : و لكنك يا مرقس تستطيع على حسب عقيدتك أن تتخيل شكلا لله و ذلك بأن تستحضر فى عقلك شكل المسيح أليس كذلك ؟
بهت مرقس و أجابنى فى خذلان و بصوت ضعيف قائلا : نعم
سألته مرة أخرى : هل صحيح يا مرقس أنكم فى الكنيسة تسجدون لصورة كبيرة للمسيح معلقة على الجدار ؟
أجابنى مرقس فى خذلان تام و بصوت لا يكاد أن يسمع قائلا : نعم
ثم طلب منى بشدة أن لا أوجه له أسئلة أخرى . تركته ثم قلت فى نفسى ما الفرق بينكم يامرقس و بين الوثنيين ؟ لا فرق لا فرق سوى إختلاف الأسماء و لكنها هى نفسها خدعة الشيطان القديمة لذرية آدم هى نفسها خدعتة القديمة يعيد و يكررها فى كل زمن وفى كل عصر بصورة مختلفة و مازال بنى البشر ينخدعون و لا يلاحظون أسلوب الشيطان الخداعى بالرغم من أنه أسلوب مكرر و لكن خدعته ما زالت تنطلى على الكثير من بنى البشر و تلقى رواجا كبيرا بل و يجندون لها من يدعوا الناس إليها . هى خدعته قديما عندما أراد أن يعبد الإنسان الأصنام أوحى إليه أن الله قد أحل بها فعبدها الضالون ، يعيد الشيطان و يكررها فى زمن أخر موحيا أن الله قد أحل بالطبيعة فيعبد الضالون الطبيعة من شجر و حجر و ماء و هواء يعيد الشيطان فيكررها مرة أخرى فى زمن أخر موحيا أن الله قد أحل بالكواكب أو بالقمر أو بالشمس فيعبد الضالون من بنى البشر الكواكب و القمر و الشمس يعيد و يكررها فى زمن أخر موحيا أن الله قد أحل بالنار فيعبد الضالون من بنى البشر النار يعيد و يكررها مرة أخرى و فى زمن أخر موحيا أن الله قد أحل فى الإنسان أو أن الله قد جاء فى الجسد فيعبد المنخدعون ذلك الإنسان .
لقد عانى رسل الله و أنبياؤه من مكائد الكفرة و أذاهم وهم يأدون رسالة الله و يبلغونها للناس فهم لا يطلبون مجد أنفسهم و لكن يطلبون مجد الذى أرسلهم الله الذى لا إله إلا هو وحده لا شريك له .

راضية82 23-12-2007 02:29 AM

جزاك الله خيرا

إكرام أحمد 25-12-2007 07:54 AM

السلام عليكم
لا إله الا الله، سبحانه وتعالى



موضوع قيم
بارك الله فيك أخي
محمد ياسين المصرى


الساعة الآن : 10:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.93 كيلو بايت... تم توفير 0.16 كيلو بايت...بمعدل (2.03%)]