لا أحب أن يشاركني غيري طعامي
لا أحب أن يشاركني غيري طعامي أ. سارة سعد العبسي السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو أنها لا تحب مشاركة غيرها في شيء، إلا أن تكون هي المبادِرة بذلك، وتسأل: هل هذا يعد من الأنانية؟ وما الحل؟ ♦ التفاصيل: أنا فتاة أحب أن أكون ذاتية في غالب الأحوال، وألَّا يشاركني أحدٌ في شيء، إلا عن طيب نفس مني، أو أكون أنا من أبادر بذلك؛ فمثلًا: أحب تناول الطعام وحدي، لكن في بعض الأحيان أسمح لغيري بتذوق الطعام معي، أو أكون أنا من يبادر بهذا الأمر، فهل هذا التصرف يعدُّ من الأنانية؟ وسأذكر مثالًا لذلك: كنت آكل إصبعين من أصابع الشكولاتة، فأتى أخي، وأخذ واحدًا منهما، فشعرت بالضيق؛ كأنه أخذه عَنوةً، فلم أشاركه، وأكلت الإصبع الذي أخذه، فأود أن أسأل: ما هي الأنانية؟ مع ذكر بعض الأمثلة عليها لتوضيحها، والتعقيب بذكر الحلول لهذه المشكلة. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: فحياكم الله أختنا، وأسأل الله أن يلهمنا وإياكم الرشد والصواب. أما عن الموقف الذي ذكرتِ، فأرى أنه كان على أخيكِ أن يستأذنكِ أولًا قبل أن يمد يده ليأخذ قطعة الشيكولاتة، لكن هو لم يفعل ذلك، فكان عليكِ تنبيهه لهذا بأسلوب لطيف، أما عن كونكِ أخذتِ قطعة الشيكولاتة منه، وأكلتِها، فهذا ما كان ينبغي عليكِ، بل يجب أن تكون نفس المؤمن سَمْحَة طيبة، لا سيما فيما هو يسير. فأرجو منكِ أن يكون صدركِ رحبًا لمثل هذه الأمور البسيطة؛ فهي لا تستدعي الضيق. ولنا في كتاب الله ما نستقي منه هذا؛ فالله عز وجل مدح الأنصار فقال: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9]. يقول الواحدي في سبب نزول هذه الآية: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أتى رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسَلَ إلى نسائه، فلم يجد عندهن شيئًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَلَا رجل يُضيِّف هذا الليلةَ رحمه الله؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله، فقال لامرأته: هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تدَّخريه شيئًا، فقالت: والله ما عندي إلا قوتُ الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العَشاءَ فنوِّميهم، وتعالَيْ فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لقد عجِب الله عز وجل - أو ضحِك - من فلان وفلانة، وأنزل الله تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9])). وهنا أقول لكِ: ماذا لو كنتِ مكانهما ماذا كنتِ تفعلين؟ أنصحكِ - أختي - أن تدرِّبي نفسكِ على تجاوز الأمور البسيطة، وكذلك أن تشاركي في أعمال الخير؛ فهي تغرِس حب الخير للغير. وتجرِّبي كذلك أن تؤثري غيركِ على نفسكِ في بعض المواقف؛ تهذيبًا لها. وأنت لم تذكري عنكِ سوى ما يخص حب تفردكِ بالطعام، ماذا عن باقي الأمور، وددت أن لو ذكرتِ إضافات في هذا، لكن لا بأس، فعمومًا إن فعلتِ ما وصَّيتُكِ به، فهو خير. وفقكم الله أختي لِما يحب ويرضى. |
الساعة الآن : 02:59 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour