الإمامة في الدين نوالٌ لعهد الله وميراث الأنبياء عليهم السلام

د. عبدالله بن يوسف الأحمد

الحمد لله، وبعد.
فإن مما قال ربنا عز وجل لإبراهيم عليه السلام أنْ: ﴿ لَا یَنَالُ عَهۡدِی ٱلظَّـٰلِمِینَ ﴾ [سُورَةُ البَقَرَةِ: 124].

أي: لا يكون الظالم إماما لعبادي يُقتدى به، هذا هو معنى العهد في قول مجاهد وعكرمة وغيرهما.

والإمام هو المتَّبع المقتدى به، ولذلك وصف الأنبياء عليهم السلام بأنهم أئمة، كما وصف نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله: ﴿ یَوۡمَ نَدۡعُوا۟ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَـٰمِهِمۡۖ ﴾ [سُورَةُ الإِسرَاءِ: 71]، وكذلك كتب الله المنزلة وصفت بأنها: ﴿ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰۚ ﴾ [سُورَةُ هود: 17، والأَحقَافِ: 12].


قال ابن جرير في تفسيره (2/ 511):-
الظالم لا يكون إماما يَقتدِي به أهلُ الخير..؛ لأن الإمامة إنما هي لأوليائه وأهل طاعته، دون أعدائه والكافرين به ا.ه‍.

وقد أخبر الله تعالى أن من دعاء صالحي عباده: ﴿ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا ﴾ [سُورَةُ الفُرقَانِ: 74].


وأئمة الأمم السالفة لما حققوا الصبر واليقين نالوا الإمامة في الدين، كما قال جل جلاله: ﴿ وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُوا۟ۖ وَكَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا یُوقِنُونَ ﴾ [سُورَةُ السَّجدَةِ: 24].