ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   إذا ذكرت الله في ملأ ذكرك الله في ملأ خير منه (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=316675)

ابوالوليد المسلم 03-08-2025 11:48 AM

إذا ذكرت الله في ملأ ذكرك الله في ملأ خير منه
 
إذا ذكرت الله في ملأ ذكرك الله في ملأ خير منه

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»[1].


معاني المفردات:
أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي: أي أجازيه بحسب ظنه بي، فإن رجا رحمتي وظن أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك؛ لأنه لا يرجوه إلا مؤمن علم أن له ربا يجازي، وإن يئس من رحمتي وظن أني أعاقبه وأعذبه فعليه ذلك؛ لأنه لا ييأس إلا كافر.


وَأَنَا مَعَهُ: أي بعوني، ونصرتي، وحفظي.


فِي نَفْسِهِ: أي سرًّا.


فِي مَلَإٍ: أي جماعة من الناس.


ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ: أي جماعة من الملائكة المقربين، وهم أفضل من عامة البشر.


بِشِبْرٍ: أي مقدار شبر، وهو قدر بُعْد ما بين رأس الخنصر ورأس الإبهام والكف مبسوطة مفرقة الأصابع.


ذِرَاعًا: هي اليد من كل حيوان، وهي من الإنسان من المرفق إلى أطراف رؤوس الأصابع.


بَاعًا: هو مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما يمينا وشمالا.


هَرْوَلَةً: هي الإسراع في المشي.


لا يعلم كيفية هذا التقرب منه سبحانه وتعالى إلا هو جل وعلا، كما نقول في استوائه ونزوله وغضبه ورحمته، كل هذه الصفات تليق به لا يشابه فيها خلقه، ولا يعلم كيفيتها سواه جل جلاله، فلا نكيف تقربه، ولا نكيف مجيئه ومشيه وهرولته، لا نكيف ذلك، بل نقول: على الوجه اللائق بالله جل جلاله، لكن من ثمرة هذا ومن مقتضاه أنه أسرع بالخير إلينا جل جلاله، وأرحم بنا جل وعلا.


ما يستفاد من الحديث:
1-الحث على ذكر الرب جل جلاله، والمسارعة إلى طاعته جل جلاله.


2-ينبغي للعبد أن يحسن الظن بربه في جميع أحواله.


3-محبة الله تعالى لعباده المنيبين إليه.


4-إثبات صفة النفس لله تبارك وتعالى.


5-مباهاة الله تبارك وتعالى الملأ الأعلى بعباده الذاكرين له.


6-قرب الله تعالى للعبد الذاكر له.

[1]متفق عليه: رواه البخاري (7405)، ومسلم (2877).








الساعة الآن : 05:32 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.20 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.01%)]