ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   إطعام الطعام يورثك النضرة والسرور (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=315805)

ابوالوليد المسلم 10-07-2025 11:12 PM

إطعام الطعام يورثك النضرة والسرور
 
إطعام الطعام يورثك النضرة والسرور

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴾ [الإنسان: 8-11].

تفسير الآية:
قوله: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ﴾ أي: ويطعمون الطعام في حال محبتهم وشهوتهم له، وقيل: على حب الله تعالى، وجعلوا الضمير عائدا إلى الله عز وجل ؛ لدلالة السياق عليه، والأظهر أن الضمير عائد على الطعام، ﴿ مِسْكِينًا ﴾ هو الذي لا يجد ما يكفيه في قوته وكسوته وسكناه، فيعطى ما تسد به حاجته،﴿ وَيَتِيمًا ﴾ هو الذي لا كاسب له، وقد مات أبوه وهو صغير دون البلوغ، ﴿ وَأَسِيرًا ﴾ هو المسلم المأسور عند الكفار، وقيل: المحبوس، وقيل العبد؛ لعموم الآية للمسلم والمشرك، أي: يطعمون لهؤلاء الطعام وهم يشتهونه ويحبونه، قائلين بلسان الحال: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ﴾ أي: رجاء ثواب الله ورضاه ﴿ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ أي: لا نطلب منكم مجازاة تكافئونا بها، ولا أن تشكرونا عند الناس، ولم يقولوا هذا بألسنتهم، ولكن علم الله به من قلوبهم، فأثنى عليهم به؛ ليرَغِّب في ذلك، ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ أي: إنما نفعل هذا لعل الله أن يرحمنا ويتلقانا بلطفه، في اليوم العبوس القمطرير، أي: ضيقا طويلا، ﴿ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ ﴾ أي: آمنهم مما خافوا منه، ﴿ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾أي: في قلوبهم، وذلك أن القلب إذا سُرَّ استنار الوجه[1].

ما يستفاد من الآيات:
1- استحباب إطعام الطعام للفقراء والمساكين واليتامى والأسرى.

2- الحث على عدم انتظار الشكر والثناء من الفقير بعد إعطائه.

3- إطعام الطعام لوجه الله سبب في الأمن من أهوال يوم القيامة.

[1]انظر: تفسير ابن كثير (8 /288-289).







الساعة الآن : 02:19 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.04 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.53%)]