القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني روى ابن ماجه - وصححه الألباني- عَنْ قَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ، قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ أُذُنَانٍ يُقْرِضُ عَلْقَمَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ تَقَاضَاهَا مِنْهُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقَضَاهُ، فَكَأَنَّ عَلْقَمَةَ غَضِبَ، فَمَكَثَ أَشْهُرًا ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: أَقْرِضْنِي أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِي، قَالَ: نَعَمْ، وَكَرَامَةً، يَا أُمَّ عُتْبَةَ هَلُمِّي تِلْكَ الْخَرِيطَةَ الْمَخْتُومَةَ الَّتِي عِنْدَكِ، فَجَاءَتْ بِهَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَرَاهِمُكَ الَّتِي قَضَيْتَنِي، مَا حَرَّكْتُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، قَالَ: فَلِلَّهِ أَبُوكَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ بِي؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ مِنْكَ، قَالَ: مَا سَمِعْتَ مِنِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً»[1]. معاني المفردات: إِلَى عَطَائِهِ:أي إلى الأجل الذي يأخذ فيه حقه من بيت المال. تَقَاضَاهَا مِنْهُ: أي طلبها منه. وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ:أي اشتد سليمان في كلامه مع علقمة وهو يطلب منه أن يقضيه دينه. لَدَرَاهِمُكَ الَّتِي قَضَيْتَنِي: الخطاب لعلقمة لا لأم عتبة. قَالَ: مَا سَمِعْتُ مِنْكَ: أي أردت أن أقرضك مرة ثانية فأنال هذا الفضل. مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ بِي: أي من الاشتداد في التقاضي، مع أنك ما كنت محتاجا إلى الدراهم. ما يستفاد من الحديث: 1- قرض الشيء مرتين يقوم مقام التصدق به مرة، وظاهر هذا الحديث منافٍ لحديث الصدقة بعشرة أمثالها؛ فلعل هذا باختلاف نيات الأشخاص، واعتبار التسامح في الاقتضاء، أو يحمل على أن العدد لا مفهوم له فيه، أو كثرة الثواب. 2- الحث على السعي في قضاء حوائج المسلمين. 3- استحباب تفريج كربات المسلمين. [1] صحيح: رواه ابن ماجه (2430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5769). |
الساعة الآن : 06:36 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour