يجب بحثُ الوسائل التي تمكِّن من إشاعة الثقافة القرآنية، وتقريبِ الناس إلى القرآن، وتقريب القرآن إليهم، إنَّ كثيراً من الموسوعات التفسيرية جعلت القرآنَ خلف الأسوار، والغالبية العظمى من المسلمين يجهلون معاني القرآن، وأهدافه، وأحكامه، ومواعظه، ولا يدنون منه إلا لماماً، ومَنْ دنا تلاه متبركاً طالباً للثواب فحسبُ، وهذا تعطيل له.

وإنَّ مهمة الدعاة الأولى أنْ يفكروا في إيجاد طريقة لجعل كلِّ مسلم على وجه الأرض يفقه مقاصدَ القرآن ومعانيه فقهاً يؤهِّله -إذا امتُحن- للنجاح بتفوق.
إنَّ المختصين لا يملكون من الصبر والوقت ما يجعلهم يعكفون على قراءة تفسير الرازي ودراسته مثلاً فكيف بالآخرين؟ وينسحبُ هذا على تفسير الطبري، والقرطبي، والآلوسي، وغير ذلك من التفاسير، ولنفرض أنَّ أحداً عَقَدَ العزم على خوض لجة هذا المحيط، فكيف يكون الحالُ إذا اصطدم بأمواج الخلافات والأقوال المتغايرة، والنقول المتنافرة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة، ورواية الإسرائيليات المقيتة، والخروج عن دائرة النص القرآني إلى مالا يَقتضيه النص؟ هذا شيءٌ، و الشيءُ الآخر هو أنني ألمسُ رغبة من الناس في فهم كتابهم، ولكنهم لا يعرفون الطريقَ إلى ذلك، فينبغي أن يجتمع الدعاةُ ويضعوا الخطوط العريضة للدخول إلى عالم القرآن، ويعملوا على إشاعة هذه الخطوط في المنابر والمحافل.


هذا ما عنَّ لي الآن، وفي الموضوع حاجةٌ إلى التدارك السريع، والمشتكى لله.