ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   تأمل في قوله تعالى "أفلا تسمعون"، "أفلا تبصرون" في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=313734)

ابوالوليد المسلم 29-04-2025 12:53 PM

تأمل في قوله تعالى "أفلا تسمعون"، "أفلا تبصرون" في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص
 
تأملٌ في قوله تعالى:

﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾، ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص

ماهر مصطفى عليمات

‎لماذا قال الله تعالى في آخر الآية: ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]‏، بعد أن قال قبلها: ﴿ اللَّيْلَ سَرْمَدًا ﴾ [القصص: 71]‏، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]؟ ولماذا قال الله تعالى في آخر الآية التي بعدها: ‎﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]، بعد أن قال قبلها: ﴿ النَّهَارَ سَرْمَدًا ﴾ [القصص: 72]، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]؟

والجواب عن هذا كالآتي:
1. إن ظلمة الليل لا تحجب السمع، ولكنها تحجب البصر غالبًا، وأن ضياء النهار له مدخلٌ في الإبصار، وليس له مدخلٌ في السمع[1].


2. أن السماع لازمٌ لليل المظلم الساكن، وأن الإبصار لازمٌ للنهار النير،[2]فالسماع من خاصية الليل، والإبصار من خاصية النهار[3].

3. أن الليل وقت هدوء الأصوات، وخمود الحركات، فيكون السلطان فيه للسمع، ويضعُف سلطان البصر فيه، وأن النهار وقت ارتفاع الأصوات، ونشاط الحركات؛ فيكون السلطان فيه للبصر، ويضعف سلطان السمع فيه[4].

وقد قال الشاعر:
اِخفضِ الصوت إن نطقت بليلٍhttps://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والتفت بالنهار قبل الكلامِ[5] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


[1] الألوسي، روح البيان: 10 /314، ابن الزبير، ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل: 2 /386، ابن أبي الإصبع، تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر: 363، 364.

[2] الأنصاري، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن: 1 /433.

[3] ابن عرفة، تفسير ابن عرفة: 3 /262.

[4] ابن القيم، مفتاح دار السعادة: 2 /591.

[5] ابن قتيبة، عيون الأخبار: 1 /58.




الساعة الآن : 06:43 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.94 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.33%)]