تأمل في قوله تعالى "أفلا تسمعون"، "أفلا تبصرون" في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص
تأملٌ في قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾، ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص ماهر مصطفى عليمات لماذا قال الله تعالى في آخر الآية: ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]، بعد أن قال قبلها: ﴿ اللَّيْلَ سَرْمَدًا ﴾ [القصص: 71]، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]؟ ولماذا قال الله تعالى في آخر الآية التي بعدها: ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]، بعد أن قال قبلها: ﴿ النَّهَارَ سَرْمَدًا ﴾ [القصص: 72]، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]؟ والجواب عن هذا كالآتي: 1. إن ظلمة الليل لا تحجب السمع، ولكنها تحجب البصر غالبًا، وأن ضياء النهار له مدخلٌ في الإبصار، وليس له مدخلٌ في السمع[1]. 2. أن السماع لازمٌ لليل المظلم الساكن، وأن الإبصار لازمٌ للنهار النير،[2]فالسماع من خاصية الليل، والإبصار من خاصية النهار[3]. 3. أن الليل وقت هدوء الأصوات، وخمود الحركات، فيكون السلطان فيه للسمع، ويضعُف سلطان البصر فيه، وأن النهار وقت ارتفاع الأصوات، ونشاط الحركات؛ فيكون السلطان فيه للبصر، ويضعف سلطان السمع فيه[4]. وقد قال الشاعر: اِخفضِ الصوت إن نطقت بليلٍhttps://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والتفت بالنهار قبل الكلامِ[5] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [1] الألوسي، روح البيان: 10 /314، ابن الزبير، ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل: 2 /386، ابن أبي الإصبع، تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر: 363، 364. [2] الأنصاري، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن: 1 /433. [3] ابن عرفة، تفسير ابن عرفة: 3 /262. [4] ابن القيم، مفتاح دار السعادة: 2 /591. [5] ابن قتيبة، عيون الأخبار: 1 /58. |
| الساعة الآن : 06:43 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour